أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-05
798
التاريخ: 2024-08-05
330
التاريخ: 2024-08-05
350
التاريخ: 28-4-2016
6799
|
أنواع الرقابة : Types of Controlling
إن تغير وظيفة الدولة من دولة حارسة إلى دولة الرفاهية وما ترتب على هذا التغير من زيادة مسئوليات وواجبات الجهاز البيروقراطي الحكومي وأصبحت الإدارة العامة الأداة الرئيسية في يد الحكومة لتحقيق أهداف التنمية. ولعل ذلك الواقع يفرض أن تكون هناك أنواع متعددة ومختلفة من الرقابة حتى يتسنى للدولة المحافظة على الأموال العامة وذلك بتسخيرها للأغراض التي خصصت من أجلها وكذلك تقديم الخدمات العامة بكفاءة وفعالية لأفراد المجتمع. ولتقوم عملية الرقابة بوظيفتها. فقد رأى كتّاب الإدارة تقسيمها إلى أشكال ونماذج وأنواع مختلفة، وقد قامت هذه التقسيمات على أسس ومعايير مختلفة. بعض هذه التقسيمات اتخذ المعايير التي يًقاس على أساسها الأداء أساساً للتقسيم أو موقع الرقابة. والبعض الآخر اتخذ مصدر الرقابة أساسا ً للتقسيم.
وسوف يقتصر تحليلنا على التقسيم الذي يتخذ مصدر الرقابة أساساً، وفقاً لهذا التقسيـم يوجد نوعان من الرقابة :
1 ـ الرقابة الداخلية.
2 - الرقابة الخارجية.
ولعل اختيارنا لهذا التقسيم يرتكز على العوامل التالية :
أ- سهولة استيعاب طبيعة ودور الرقابة من خلال هذا التقسيم .
ب ـ يفيدنا هذا التقسيم في الوقوف على نقطة هامة وهي عملية التنسيق والتكامل بين الأنواع المختلفة في الرقابة.
ج ـ شمولية هذا التقسيم حيث أن التقسيمات الأخرى المقترحة يمكن أن تندرج تحت الرقابة الخارجية أو الداخلية .
1- الرقابة الداخلية : Internal Controlling
وهي الرقابة التي تمارسها المنظمة أو المصلحة على نفسها، وهذه الرقابة ضرورية وحيوية بالنسبة للمنظمة حيث أنه بواسطتها يمكن التأكد من أن سير العمل وأداء المهام يتم حسب ما هو محدد في اللوائح والأنظمة والقواعد الخاصة بذلك وفعالية هذا النوع من الرقابة يتوقف على العناصر التالية :
أ- وجود هيكل تنظيمي يوضح فيه المسئوليات، السلطات، والواجبات ، تقسيم العمل، نطاق الإشراف .
ب ـ الهدف من الرقابة ليس تصيد الأخطاء، والمساءلة، وإيقاع العقوبة، بقدر ما هو محاولة معالجة الأخطاء وتلافي جوانب القصور .
ج- مشاركة العاملين واقتناعهم بموضوعية وعدالة مقاييس الأداء حتى يدركوا أن الرقابة وسيلة فعالة لتحسين أدائهم وتزيد من فرصهم في الحصول على المكافآت والترقيات .
"وتقوم فلسفة إشراك العاملين في العملية الرقابية على أن القائمين بالعمل في مواقع التنفيذ أقدر على تقييم الظروف والأوضاع المحيطة بالأداء، وهم بالتالي الأقدر على الرقابة عليه، وتستند هذه الفلسفة أيضاً إلى أن إشراك العاملين في الرقابة هي الوسيلة الناجحة للتغلب على مقاومتهم لعملية الرقابة ووقوفهم موقف العداء منها، وهو الأسلوب الفعال لتحريك دافعيتهم واستثارة حماسهم لتحقيق الأهداف والمعايير، وتحسين الأداء " (17) .
بالرغم من أن أهمية وحيوية الرقابة الإدارية الداخلية إلا أن هناك بعض الانتقادات التي توجه لها، منها عدم جدية وموضوعية الرقابة الداخلية نظراً لصعوبة مراقبة النفس، والرقابة الذاتية لتقوم بدورها الفعال يجب أن يكون هناك اعتقاد بأهميتها من قبل العاملين في المنظمة "أن تحقيق الجدية والفائدة المتوخاة إذا كانت هذه الرقابة صادرة عن إيمان بأهمية وفائدة النقد الذاتي والوعي الأكيد بالمسئولية الذاتية نتيجة اندفاع داخلي دون خوف من عقاب أو طمع و جزاء أو نتيجة ضغط خارجي أو إكراه أو إجبار" (18).
2- الرقابة الخارجية: External Controlling
بالرغم من أهمية وضرورة الرقابة الداخلية كما ذكرنا آنفاً إلا أنه لا يمكن إغفال دور وأهمية الرقابة الخارجية. ولابد من الإشارة هنا أن هناك تكاملاً بين الرقابة الداخلية والخارجية لأن كل منها يقوم بدور فعال في تحقيق الأهداف المنوطة بالوزارات والمصالح الحكومية .
إن مهمة الرقابة الخارجية" تتمثل في الأمور المتعلقة بالسياسة العامة والقانون والنواحي المالية ، أكثر مما يمتد إلى النواحي الفنية والتخصصية بمعنى آخر فإن أجهزة الرقابة المركزية لا تهتم مثلاً برقابة تصميم وإقامة كوبري أو إنشاء
طريق أو علاج مريض بالمستشفى من حيث النواحي الفنية والعلمية، بقدر ما تهتم بضمان التزام القوانين المعمول بها، ونظم الخدمة المتبعة، اللوائح والاعتمادات المالية " (19) .
إن الرقابة الخارجية تعتبر مهمة وفعالة حيث تقوم بها جهات مركزية مستقلة تتصف بالحيادية والموضوعية في تقييمها لأداء الوزارات والمصالح الحكومية المختلفة ." إن ممارسة الرقابة من جهة مستقلة عن جهة الإدارة أمر يكفل جديتها وفاعليتها وإن كان الآخرون ينتقدون الرقابة الخارجية بمقولة احتمال تعددها وتكرار أعمالها فضلاً عن احتمال انصرافها عن التوجيه والإرشاد إلى التعييب والانتقاد ، ويضيفون أن هذه الاحتمالات لا ترجع إلى عيوب قد تشوب بعض تطبيقاتها، وليس أدل على ذلك من اتجاه أغلب الدول المعاصرة إلى الأخذ بنظام الرقابة الخارجية تقديراً لمزاياها (20) .
ونود الإشارة هنا إلى أنه ليس هدف الرقابة الخارجية تتبع الأخطاء وجوانب القصور في الوزارات والمصالح الحكومية بل تتعدى تلك المهمة إلى أمر ضروري وهو محاولة مساعدة تلك الأجهرة في التغلب على تلك المشكلات والمعضلات التي تواجهها من أجل تحقيق الأهداف المنوطة بها حسب ما هو محدد في السياسة العامة للمنظمة، وللقيام بهذا الدور الفعال لابد من وجود الكوادر البشرية المؤهلة بأجهزة الرقابة المركزية كذلك وجود قنوات اتصال بالوزارات والمصالح الحكومية المختلفة تمكنّها من الحصول على معلومات كافية، مناسبة وصحيحة تساهم في إيجاد حلول وتوصيات ومقترحات للمشكلات والصعوبات التي تواجهها المنظمات العامة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17 - أحمد صقر عاشور، الإدارة العامة مدخل بيئي مقارن، مرجع سابق، ص 419 .
18 - محمد عبد الفتاح ياغي، الرقابة في الإدارة العامة (الرياض: المملكة العربية السعودية ـ 1407 هـ ـ 1987 م) ، ص105 .
19- عبد الكريم درويش وليلى تكلا، أصول الإدارة العامة، مرجع سابق، ص۵۲۰.
20 ـ محمد عبد الفتاح ياغي، الرقابة في الإدارة العامة ، مرجع سابق ، ص 114 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|