أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2022
1626
التاريخ: 13-9-2021
1887
التاريخ: 22-5-2022
915
التاريخ: 15-1-2021
1501
|
هالفورد ماكيندر ١٨٦١ - ١٩٤٧
يعد هالفورد ماكيندر من المفكرين الاستراتيجيين العظماء وقد تبوأ هذا المركز الغريد لنظريته المعروفة بنظريه ( قلب العالم) ويرجع الفضل لرجاحة أفكاره لتكوينه الموسوعي الهادف. فقد درس ماكيندر علوم الحياة والتاريخ والقانون والطبوغرافية والاستراتيجية والجغرافيا فلا غرابه أن تؤهله خلفيته العلمية ليكون دبلوماسيا متميزا وعاملا بارعا وجغرافيا يشار له بالبنان.
وحظى ماكيندر باهتمام كبير من الجغرافيين والسياسيين بسواء لمحاضراته عن الارتكاز الجغرافي للتأريخ في الجمعية الجغرافية البريطانية عام ١٩٠٤ فقد أثارت هذه المحاضرة نقاشا استمر نصف قرن من الزمن وقد أثرت على أفكار كيلن وهوسهوفر وأثرت في الاستراتيجية الألمانية عام ١٩٤٠ وعاد ماكيندر وعدل نظريته عام ١٩١٩ في كتابه " المثل الديمقراطية والحقيقة " ويعود لها مرة ثانيه في عام ١٩٤٣ في ضوء الأحداث المشهورة في الحرب العالمية الثانية وكان عمره وقتذاك ٨٣ سنه.
وقد لاحظ ماكيندر ان ثلاثة أرباع مساحه الكرة الأرضية مغطاه بالمياه في حين أن مساحه اليابسة لا تتجاوز ربع إجمالي مساحة العالم ولاحظ اتصال البحار ببعضها البعض فأطلق عليها المحيط العالمي World Ocean كما أطلق على اليابس القديم اسم جزيرة العالم World Island تشغل 1/16 من مساحه العالم واعتبر أن أمريكا الشمالية واللاتينية واستراليا بمثابه جزر تحيط باليابسة تغطي نحو 1/12 من مساحة الكره الأرضية، وتتكون الجزيرة العالمية من أفروأوراسيا يتوسطها البحر المتوسط وقد أشار إلى أن 14/16 من سكان العالم يقطنون هذه الجزيرة أما الجزر المحيطة فيسكنها ٦/١ من السكان ويسكن الجزر الخارجية أمريكا الشمالية واللاتينية واستراليا نحو 1/16 من سكان الكره الأرضية. وقد أطلق ماكيندر على المنطقة الوسطى من الجزيرة اسم منطقه الارتكاز( Pivot Area ) عدل فيما بعد إلى منطقه القلب (Heartland) يمتد هذا القلب من نهر القلغا غربا إلى شرق سيبيريا. ومن المحيط المتجمد الشمالي إلى هضاب إيران وافغانستان وبولوجستان في الجنوب.
ويغلب طابع السهول على المناطق الشمالية والوسطى والغربية ولا يتخللها سوى جبال الأورال وتنصرف مياه القلب داخليا صوب المحيط المتجمد الشمالي ويقع غالبيه منطقة القلب في روسيا وجزءا من غرب الصين ومنغوليا وافغانستان وإيران عدا مناطقها الساحلية.
وقد أضاف ماكيندر بتعديله الثاني مناطق جديده إذ مد حدود منطقه القلب إلى شرق أوروبا حتى نهر الألب وتمتاز منطقة القلب بانها منطقه سهليه ذات تصريف داخلي وتعد قلعه دفاعيه وأفضل نموذج للدفاع بالعمق كما أنها محاطه من الشمال بمسطح مائي متجمد أغلب أيام السنه ويشكل منطقه حمايه طبيعية للقلب, وقد أشار ماكيندر إلى منطقة ارتكاز أخرى وسماها منطقة القلب الجنوبي وتضم إفريقيا جنوب الصحراء وتعد الصحراء حصنا طبيعيا للفصل بين الجنسين الأبيض والأسود وأنها ذات تصريف داخلي من الهضبة الداخلية إلى أنهار النيجر والكونفو والزمبيزي والأورانج واللمبوبو, تتصل المنطقتان عبر الدول العربية التي تمتد من النيل غربا إلى العراق شرقا وهذا خطا واضح وقع فيه ماكيندر لأن بلاد العرب تمتد إلى أبعد من هذه الحدود وقد أشار أحد الباحثين العرب إلى هذا الخطأ.
وقد أطلق ماكيندر على الأراضي الساحلية اسم الهلال الداخلي وتمتاز منطقة الهلال الداخلي بأن أنهارها تتصرف نحو البحار الصالحة للملاحة وتتكون من المناطق الساحلية والأرض العربية والصحراوية في الشرق الأوسط والمناطق الموسمية في آسيا.
أما الحلقة الخارجية فأطلق عليها الهلال الخارجي وتتكون من أمريكا الشمالية وامريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء واستراليا وليست هناك دوله تستحق الإشارة في نطاق الهلال الخارجي سوى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان.
والملاحظ أن ماكيندر لم يعط الولايات المتحدة أهميه خاصه عام ١٩٠٤ إلا أله أعطاها مثل هذه الأهمية بتعديله عام ١٩٤٣ ولعل من المفيد أن نشير إلى أن ماكيندر قد تخوف من نشوء دوله في القلب فتتمكن من تكوين امبراطوريه عالميه وبذلك تصبح جزيرة العالم قاعدة مهمه بريه وبحريه وجويه يدين لها العالم بأسره بالولاء وكان يرى أله من الممكن ذلك لو أن ألمانيا أتحدت مع روسيا اتفاقا أم غزوا.
واعتقد ماكيندر أن سلاح الجو لصالح القوه البريه أهببه أكثر من القوه البحرية وأكد أن استخدام الطرق البحرية لا يتم إلا من خلال إشراف القوه البريه وقد أكد أن عهد الدول البحرية قد ألتهى وأن تاريخ العالم ليس إلا صراعا بين القوى البريه والقوى البحرية وإن السيادة ستكون للدول البريه.
ولخص ماكيندر نظريته في :
(أ) من يتحكم في شرق أوروبا يتحكم في قلب الجزيرة العالمية.
(ب) من يتحكم في القلب يتحكم في الجزيرة ( جزيره العالم أفروا أوراسيا ).
(ت) من يتحكم بالجزيرة يتحكم بالعالم.
وفي تعديل عام ١٩٤٣ أكد ماكيندر أن التهديد للقلب من الاتحاد السوفيتي ( سابقا ) وليس من ألمانيا وأكد أيضا أن الموقف السياسي للقوى العالمية لا يعتمد فقط على الموقع الجغرافي للقلب وانما أيضاً على البناء الصناعي كما استحدث مصطلح الحوض الأوسط شمال الأطلسي بين غرب أوروبا وشرق الولايات المتحدة الأمريكية وأكد ماكيندر بأنه لو خرج السوفييت بالحرب العالمية الثانية سيصبحون أعظم قوه بريه في العالم على انه يحسن بنا الإشارة إلى ماكيندر عام ١٩٤٣ تقل الأهمية الجيوبولتيكية للقلب من مجرد الاعتماد على الموقع والتلاحم الأرضي وسهوله الحركة للقوى القارية إلى الاعتماد على السكان والعمران والموارد والخطوط الخلفية للحركة والمهم أن ماكيندر قد وضع تصوره من وجهه نظر الباحث الإنجليزي الذي يحاول أن يلفت نظر السلطة في بريطانيا إلى إمكانيه ظهور قوه عالميه بريه لا تستطيع القوه البحرية الإنجليزية الوصول إليها.
وقد وجهت عدة انتقادات لنظريه ماكيندر منها إغفاله للأوصاف التقنية المتطورة فمنعه المحيط المتجمد الشمالي لم تعد قائمه بعد اكتشاف كاسحات الجليد والغواصات التي تسير تحت الغطاء الجليدي كما أن اكتشاف الأسلحة المتطورة والصواريخ والأسلحة النووية بالذات ما يغير من منعه منطقه القلب.
وفي رأي بعض المفكرين ومنهم مينج Mining أن ماكيندر لم يوفق حين حدد قلب الأرض والهلالين طبقا لمعيار الموقع بالنسبة لليابس والماء وأنه كان من الأجدر تحديده على أساس المعيار الحضاري لأنه أكثر ثباتا وبالنسبة للرملاند الهلال الأوسط فقد قسمه مينج إلى قسمين ( الهلال الأوسط القاري، والهلال الأوسط البحري ) واعتمد الجانب الوظيفي أساسا للتمييز بينهما وفي رأي مينج أن من يسيطر على قلب الأرض يمكن أن يسيطر على بعض دول الأطراف بينما يرى ماكيندر أن من يسيطر عليها كلها يمكنه السيطرة على العالم كله.
وهناك مسألة تضاف وهي أن المركزية الشديدة التي تتسم بها سويداء الارض ليست عاملاه في صالحه؛ لأنها تصيح عرضه للهجوم جوا وهذا يعني أن سلاح الطيران يقلل كثيرا من أهميه موقعها الجغرافي.
ويرى فيرجريف أن اليابسة عياره عن جزيرتين عظيمتين هما جزيرة متوازية الأضلاع تمثل العالم القديم وجزيرة أخرى عيارة عن الأمريكتين وكلتاهما تقعان في محيط عظيم وينقسم متوازي الأضلاع إلى قسمين تفصلهما الصحراء أكثر مما يفصلهما البحر.
مما سيق نلاحظ أن ماكيندر كان دائم التغيير في حدود قلب العالم ونظرته للعالم ككل، إذ لقد كان على علم تام -كجغرافي - بان استغلال الإنسان لمحيطه الطبيعي كان دائم التغيير، وأن المحيط الطبيعي كان أيضا يتغير، لذلك فنكاد نجزم أن ماكيندر كان سيرسم - لو عاش بيننا اليوم- لوحة جيوبليتيكية جديدة لعالم اليوم، محددا منطقة إقليم جيواستراتيجية جديدة لهذا العالم، فكما يقول ماكيندر نفسه: "أن لكل قرن جيوبوليتيكا".
وعموماً فإن مخططي الاستراتيجية في الغرب يقرون بأن ماكيندر كان على حق في أفكاره فألمانيا لم تتمكن من السيطرة على المنطقة الحاجزة بين الجرمان والسلاف، وأصبحت الأراضي الممتدة من البحر البلطي إلى بلاد البلقان في دائرة النفوذ السوفيتي سابقا الذي يسيطر على منطقة القلب وأثرت آراء ماكيندر في خطط السوق الأنجلو أمريكية فكل الأحلاف ابتداءا من حلف الأطلسي إلى حلف جنوب شرق آسيا ما هي إلا محاولات مخططه لتطويق منطقة القلب والسيطرة على الهلال الداخلي المحيط بها في حينه.
والحقيقة أن أحداثاً جديده طرأت على دول العالم بعد سنين الحرب العالمية الثانية تثير الشكوك حول أداء وصحة تطبيقها في عصرنا الحالي ومن هذه الأحداث ما تشهده المنطقة العربية وما شهدته مناطق جنوب شرق آسيا وظهور الصين الشعبية قوة تحظى بمرتكزات طبيعية وبشريه تؤهلها أن تكون قوه عالميه في منطقه الهلال الداخلي وتربع الولايات المتحدة الأمريكية على عرش السيادة العالمية كإمبراطوريه وحيده بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحلفائه عام ١٩٨٩ واصبح العالم أحادي القطب.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|