أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/10/2022
1770
التاريخ: 12-06-2015
1440
التاريخ: 6-12-2015
1901
التاريخ: 17-10-2014
5402
|
قال
تعالى : {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ
أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ
الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ
ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ
كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ
تَدْرُسُونَ } [آل عمران : 78، 79] .
{وَإِنَّ مِنْهُمْ} أي
من اهل الكتاب {لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ
بِالْكِتابِ} زيادة على ما نابه من التحريف أي يفتلون
ألسنتهم ويحرفونها في قراءتهم الى ما ليس فيه {لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وما هُوَ مِنَ} نوع {الْكِتابِ} مطلقا بل هو زيادة وتحريف جديد منهم {وَيَقُولُونَ} في
غلوائهم في الضلال والكذب على اللّه فيما لووا اليه ألسنتهم بالكذب منهم {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وما هُوَ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ ويَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وهُمْ يَعْلَمُونَ} انه
كذب منهم وافتراء على اللّه {ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ} يرسله
اللّه هاديا لعباده الى الحق و{يُؤْتِيَهُ
اللَّهُ الْكِتابَ والْحُكْمَ} في مجمع البيان أي العلم وفي الكشاف
الحكمة. ولكن كل منهما بعيد عن اللفظ. فالظاهر انه سيطرة الرسالة والدعوة والإرشاد {وَالنُّبُوَّةَ} في
بيان الحقائق ثُمَ بعد هذا كله {يَقُولَ} ذلك المبشر الرسول {لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي} ومما يدل عليه هذه الآية أمور ثلاثة- الأول- ان البشر المتكون في الرحم تدريجا جمادا
بلا روح. ثم تتعلق به الروح. ثم يولد ضعيفا فقيرا في جميع أحواله لا علم له. ثم
يتدرج في المعرفة والخروج من الجهل ومشابهة البهائم شيئا فشيئا. ويعيش على فقره
وضعفه في جميع أموره يتألم ويجوع، ويعطش ويحزن ويخاف ويضطهد. هذا كيف يعقل وكيف
يتوهم المتوهم أن يكون إلها واجب الوجود خالقا- الثاني- انه وإن اتفق لبعض البشر الناقصين أن يطغى
بفساده ونقصه ويدعي الإلهية ويدعو الناس الى عبادته. ولكن ليس من السائغ والممكن
في المعقول أن يكون البشر الموصوف في الآية يدعو الناس الى عبادته ويدعي الربوبية
والإلهية.
فإن اللّه هو الحكيم العليم بما
يكون من عباده. فكيف وهو القدوس يخالف حكمته وعلمه ويؤتي الكتاب والحكم والنبوة
لمن يعلم انه يدعو الى الشرك تعالى عن ذلك- الثالث- الإخبار بأن ذلك لم يقع ولا يقع لأنه من
المستحيل على جلال اللّه. فتكون الآية الكريمة
دالة ببرهانها الواضح على بطلان دعوى من ادعى الإلهية والربوبية للبشر. وبطلان
الدعوة إلى عبادة البشر وردا وتوبيخا على ذلك. وهذا كله بعمومه شامل للنصارى ويكون
ردا وتكذيبا لهم فيما ينسبونه إلى المسيح في إنجيل يوحنا 10: 33- 36 من انه ادعى
الإلهية واستشهد بالعدد السادس من المزمور الثاني والثمانين. وما ينسبونه أيضا في
اناجيل متى 22 : 41- 46 ومرقس 13
(35- 38 ولوقا 20: 41- 45 من انه ادعى الربوبية محتجا بقول داود في أول المزمور
العاشر بعد المائة «قال الرب لربي» مع ان في الاستشهاد تحريفا معنويا ظاهرا وفي
الاحتجاج الثاني تحريف لفظي لما في المزامير العبرانية فإن ترجمته الصحيحة «قال
اللّه لسيدي» وماذا تنفع المزامير إذا ذكرت مستحيلا في المعقول لا ينطلي على
العارف باللّه وقد ذكرنا من ذلك شيئا في الجزء الأول من كتاب «الهدى» صفحة 115
و116 و198 والجزء الأول من «المدرسة السيارة» صفحة 73 من الطبعة الثانية. وتكون
الآية ايضا توبيخا لهم على تناقضهم في قولهم ان المسيح بشر آتاه اللّه الكتاب
والحكمة والنبوة وتعمد أي اغتسل على يد يحيى بن زكريا غسل التوبة ونزل عليه الروح
بشكل حمامة كما تصرح بهذا كله أناجيلهم.
وقولهم انه «وحاشاه» ادعى
الإلهية والربوبية. ومعنى ذلك دعوة الناس لأن يكونوا عبادا له {مِنْ دُونِ اللَّهِ} فإن
دعوة البشر إلى عبادته جحد في الحقيقة لمقام الإلهية وتحويل لواجب اللّه من
العبادة له إلى غيره من البشر {وَلكِنْ} البشر
المنوه بفضيلته في الآية يقول للناس {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} في
النهاية الرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون للمبالغة. وفي التبيان
والقاموس والنهاية كما يقال دم بحراني منسوب إلى البحر وهو قعر الرحم أو البحر
المعروف لسعته.
وكما يقال رقباني لعظيم الرقبة كما في التبيان والقاموس ولحياني لعظيم اللحية ولعله إلى هذا يرجع تفسير الربانيين بالعلماء الفقهاء او الحكماء الأتقياء او الحكماء العلماء وفسرت هذه الكلمة ايضا بمدبري امر الناس في الولاية بالإصلاح كربان السفينة أخذا من الربان الذي يرب امر الناس بتدبيره له وإصلاحه إياه. ويدفع هذا الأخير أولا ان مقتضاه ان يقال ربانين بلا نسبة «وثانيا» ان الرسول لا يقول لكل الناس كونوا مدبرين لأمر الناس في الولاية بالإصلاح بل ان مقام الولاية بالإصلاح والتدبير انما يكون لآحاد مخصوصين من الناس وسوق الآية لا يناسب التخصيص. والتفاسير المتقدمة لم ينظر فيها الى اللفظ وانما أخذت من مخايل معناه فالرباني هو المتعلق في أحواله ومعارفه واعماله بالانتساب الى اللّه مولاه رب العالمين فيما يحبه ويرضاه وهذا هو الجامع لدعوة الرسول للناس وإصلاحها {بِما كُنْتُمْ} اي بمقتضي ما كنتم {تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} في الدين وتعاليم الوحي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|