أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2021
2006
التاريخ: 12-1-2022
4186
التاريخ: 7-5-2022
1676
التاريخ: 8-1-2022
1225
|
الفكر الجيوبوليتيكي الحديث
جاءت محاولات الجيوبوليتيكا الحديثة مع تطور العلوم الجغرافية، وقد كان الفيلسوف الألماني " ايمانويل كانت أول من عالج من المحدثين هذا الموضوع السياسي العالمي فاعرب عن اعتقاده بان وجود " الدولة العالمية" أمر مؤسس على طبيعة الأشياء، وقد أيد هذا الاعتقاد بالأدلة التالية:
١-ان الطبيعة قد حبت الإنسان بإمكانية السكن والعيش في كل إجراء العالم.
٢- ان الطبيعة قد بعثرت الإنسان نتيجة استمرار الحروب مما ادى الى سكن الناس في معظم الجهات القابلة للسكن
٣- أن العاملين السابقين معا قد اجبرا الإنسان على أن ينهي حروبه دائما بعقد الصلح وإقامة السلام، ولقد رأى " كانت" أن الدول الأوروبية دائمة الحروب فيما بينها بسبب رغبة هذه الدول في إخضاع بعضها البعض، ومن ثم فإن ايجاد اتحاد اوروبي من الدول المستقلة الحرة يمكن أن يؤدي الى إحلال السلام في العالم (نتيجة لأن أوربا في عصر " كانت " تسيطر على أقدار العالم السياسية).
وعلى عكس الاتحاد العالمي للدول كما رأه كانت في صورة الدولة العالمية، فان مؤسسي الجغرافيا الحديثة قد اكدوا على مفهوم الإقليمية المرتبطة بالأنماط الإقليمية وقد أصبحت هذه الأفكار الإقليمية أسس الجيوبوليتيكا الحديثة, وتأخذ الأفكار الحديثة في الجيوبوليتيكا العالم على أنه ينتظم في أنماط من توزيعات اليابس والماء وخطوط تصل هذه التوزيعات فيما بينها. فعلى سبيل المثال ترى أحدى الأفكار الجيوبوليتيكية أن التركيز يجب أن يصب على الكتلة القارية المتكونة من اور اسيا وأفريقيا معا. فهتا 56% من مساحة اليابس العالمي، 84% من سكانه، وحول هذا التكتل الأرضي الكبير مسطحات مائية واسعة تبلغ ثلاثة أضعاف مساحة اليابس. هذه هي فكرة " الجزيرة العالمية" وواضح أن مركز ثقل هذه الفكرة يرتبط بأكبر مساحة من الأرض اليابسة.
وفكرة اخرى تركز على النصف الشمالي من الكرة الأرضية: أوروآسيا وشمال افريقيا و أمريكا الشمالية والوسطى، وهنا نجد 60% من مساحة اليابس الأرضي و ب90%من السكان. والتركيز هنا على مسطحات الماء والهواء التي تربط أسيا بأمريكا، وهناك أفكار أخرى عالمية مثل تلك التي تركز على الأطلنطي على أنه رابط بين الأمريكتين واوروبا و افريقيا معا باعتبار هذه القارات الأربع والمحيط الذي يربط بينهم في التكتل الأرضي ذو الأهمية المغزى في العالم. ولا شك أن هذه الفكرة تستمد جذورها من العلاقات التجارية و خطوط الاتصال البحري و الجوي الكثيفة التي تتمركز في الاطلنطي بالقياس الى بقية المحيطات.
وقد ترتبت عدى هذه الأفكار نظريات استراتيجية مختلفة. فاستراتيجية الجزيرة العالمية تؤكد أن من يحكم قلب أوروآسيا قد يحكم العالم. ويرتبط بالجزيرة العالمية كفكرة جيوبوليتيكية نظرية استراتيجية أخرى مغايرة تماما لفكرة قلب العالم. تلك هي الاستراتيجية الخاصة بالتحكم في أطراف الجزيرة العالمية المتمثلة في اشباه الجزر الضخمة حول أوروآسيا: اوروبا (كشبه جزيرة لأسيا) والشرق الأوسط والهند وجنوب شرقي آسيا. وتقول هذه النظرية أن من يحكم هذه الأطراف قد يحكم العالم. ونظرية ثالثة تقول أن حكم العالم القطبي قد يؤدي الى النفوذ العالمي. والى جانب هذه النظريات نجد نظرية تقف موقف التوفيق بينهم، فلا هي تطالب بحكم قلب الجزيرة العالمية ولا قطبها أو أطرافها، ولا تدعو الى السيطرة العالمية. بل ترى هذه النظرية ان في الإمكان أحداث تعادل في ميزان القوى العالمية بين قوتين أو ثلاث على المستوى العالمي.
وبغض النظر عن هذه النظريات وتفصيلاتها فان ما يجب أن نتذكره هو ان كل الاستراتيجيات في الماضي والحاضر ترتبط بظروف الزمان والتكنيك الذي يصله الإنسان، كما يرتبط بالأوضاع الجغرافية, وأصول النظريات الحديثة ترجع إلى القرن الماضي على يد مؤسسي الجغرافيا الحديثة: الكسندر فون همبولت وكارل ريتر. وقد أكد كلا من هذين العالمين أن هناك علاقات متبادلة بين الإنسان والدولة والمحيط الطبيعي، وقد طور كارل ريتر (١٨٠٤) افكار في صورة تقسيمات إقليمية داخل الكرة الأرضية الموحدة، فهو اولا يقسم العالم الى قسمين أساسيين الأرض (القارات) الماء (المحيطات) والحدود بين هذين القسمين هو دائرة عظمى تمر من بيرو الى جنوب آسيا. ثم قسم ريتر اليابس الى قسمين هما العالم القديم والجديد، ويتميز العالم القديم بتشابه مناخي كبير لأنه يمتد امتداد كبيرا مع درجات الطول اي من الشرق الى الغرب على طول دوائر عرضية محدودة. أما العالم الجديد فتظهر فيه اختلافات مناخية أكبر لأنه يمتد من الشمال الى الجنوب امتداد كبيرا.
وعلى هذا النحو يتناول ريتر القارات كل على انها وحدة طبيعية كاملة واخيرا يصل الى اقسام ذات شخصية داخل كل قارة، وكذلك قسم ريتر المحيطات الى حوضين هما الاطلنطي و الباسيفيكي. وقد فسر الجغرافي الفرنسي ارنولد جوية A , Guyot آراء ريتر في منتصف القرن19، ووصف أن العالم القديم بانه عالم الجبال والهضاب وإن سهولة محدودة الاستغلال، بينما يتصف العالم الجديد بثروة السهول. كذلك قال في مجال المفاضلة بين المحيطين الأطلنطي و الباسيفيكي، أن الأول هو أكثر ملاحه، وأن حوضه تسوده البحار الداخلية وان سواحله ذات انحدارات هينة، بينما الباسيفيكي في رأيه هو أكثر المحيطات محيطا و انحدارات سواحله سريعة وعنيفة.
وقد كان "جوية " أول جغرافي حديث يؤكد أهمية الموقع المركزي للقارة الأوروبية داخل المحيط الذي هو في الحقيقة الطريق الرئيس في العالم وقد نبعت أفكار "جوية" الجيوبوليتيكية من ريتر الى القارات على أنها كل متكامل طبيعي. وواحد من أهم أفكار "جوية" في هذا الموضوع هو أن زعامة العالم اخذه في الانتقال من أوروبا الى امريكا الشمالية. والمبدأ الثاني عنده أن القارات تنتظم في ثلاث مجموعات مزدوجة واحدة الى الشمال والثانية جنوبها، وان الشمالية تعطي الجنوبية حضارتها ومدينتيها، كما انه يعتقد أن أسيا كانت مهد الحضارة وأن أوروبا المكان الذي نضجت فيه الحضارة وان امريكا الشمالية هي نقطة النهاية العظمي لهذه العملية الحضارية، وكذلك أعرب جوية عن اعتقاده - في اسلوب صوفي غامض - بان وحدة السلالة وروابط الديانة المسيحية والقرب المكاني هي الأسس التي تجذب وتصنع وحدة القارات الشمالية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|