المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28

7- مملكة اشنونا
21-9-2016
محتوى قائمة المركز المالي (الميزانية العمومية) ومكوناتها وأهدافها ومحدداتها 
12-3-2018
Clinical indications for vitamin K
15-12-2021
ثانى أكسيد الكربون كعامل نفخ Carbon diexide blowing agent
20-3-2016
Two-Level System
6-9-2016
الإنسان والإختيار
13-4-2017


ألوان النار : معجزة نبوية  
  
4251   05:24 مساءاً   التاريخ: 10-06-2015
المؤلف : شكيب خلوقي
الكتاب أو المصدر : الإعجاز العلمي في القران الكريم و السنة النبوية
الجزء والصفحة : ص 166-174
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /

في هذا البحث نتناول حقيقة علمية طالما درسناها في مختلف المراجع وهي تتعلق بإشعاع "الجسم الأسودblack body بمعنى آخر تتعلق بتدرج درجات الحرارة ، أي علاقة لون النار أو الإشعاع بدرجة الحرارة.
وسوف نرى بأن الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه قد تحدث بدقة مذهلة عن هذه الحقيقة العلمية ، والتي يعتبر الغرب نفسه أنه هو أول من تحدث عنها ! وسوف نأتي أولاً بالحقائق العلمية التي اكتشفها علماء القرن العشرين ، ثم نتأمل كلام النبي الأميّ عليه الصلاة والسلام قبل أربعة عشر قرناً كيف تناول هذه الحقيقة وكيف تحدث عنها لنكتشف التطابق والتوافق بين العلم وكلام سيد المرسلين ، وهذا يثبت أن النبي الكريم لا ينطق عن الهوى ، بل كل كلمة جاء بها هي الحق !

إشعاع الجسم الأسود

يؤكد العلماء بأن لون الضوء الذي يشعّه الجسم المشتعل أو المحترق يتعلق بدرجة حرارة هذا الجسم ، وهذه حقيقة لم تكن معروفة في الماضي ، إنما هنالك قياسات حديثة أثبتت وجود هذه العلاقة . حتى إن العلماء يؤكدون بأن العامل الوحيد الذي يؤثر على لون الضوء الصادر من الجسم المسخّن هو درجة الحرارة . ولذلك يسمي العلماء هذه العلاقة " بدرجة حرارة اللون "
عندما تزداد درجة الحرارة تنتقل الألوان من الطول الموجي الأكبر باتجاه طول الموجة الأقصر ، أي من اللون الأحمر إلى اللون الأصفر فالأزرق فالبنفسجي وأخيراً فوق البنفسجي وأخيراً اللون الأسود.

لدى البدء بتسخين أي جسم فإن لونه يبدأ بالتغير من الأحمر ، ثم عندما تزداد درجة الحرارة يصبح اللون أكثر بياضاً ويقترب من الأصفر. وإذا علمنا بأن اللون الأبيض هو مزيج من ألوان الطيف الضوئي السبعة ، فإن اللون الذي يطغى خلال هذا التسخين هو الأبيض ، أي مزيج من ألون قوس قزح السبعة .
وأخيراً عندما ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير ، فإن الألوان تصبح قاتمة أو غامقة حتى تنتهي باللون الأسود ، وهذا اللون لم يتم الحصول عليه بعد عملياً ولكن العلماء يؤكدون بأن اللون الأسود هو نهاية ألوان الطيف الضوئي الحراري

 

شكل (1) تسخين أي جسم سوف يعطي ضوءاً لونه أحمر في البداية ، وكلما ارتفعت حرارة الجسم تدرج اللون باتجاه الألوان الفاتحة حتى يصل إلى الأبيض ، وبعد ذلك وكلما ارتفعت درجة الحرارة يتدرج اللون باتجاه الألوان القاتمة نحو الأزرق الداكن.

حقائق علمية مؤكدة

بعد دراسات استمرت سنوات طويلة وضع العلماء قوانين فيزيائية مهمة أهمها قانون الإشعاع للجسم الأسود ، وهذا القانون يقضي بأن كثافة الطاقة الضوئية تتناسب مع طول موجة الضوء ودرجة حرارة الجسم ، أي أننا نستطيع أن نحدد لون الطيف الضوئي الذي يبثه الجسم الساخن فقط اعتماداً على درجة حرارته. أي أن هنالك علاقة مباشرة بين درجة الحرارة ولون الضوء.

ونجد في أقوال العلماء اليوم تأكيداً لهذه الحقائق ، حتى إنهم يدرسونها في الجامعات اليوم ، ويقولون :

As you can see, if you heat a black body to 1900 K , it glows orange. As the temperature increases, the color of the radiated light moves to yellow, then white, and finally to blue.

أي " أنك تستطيع أن ترى إذا سخنت جسماً أسوداً إلى درجة حرارة 1900 درجة كلفن أن هذه الجسم يتوهج باللون البرتقالي ، وعندما تزداد الحرارة يتحرك اللون الناتج عن الإشعاع باتجاه الأصفر ، ثم الأبيض وأخيراً الأزرق " .

وهذا الكلام يحدد الطيف المرئي للضوء ، أما درجات الحرارة العالية جداً فيؤكد جميع العلماء أننا لا نراها ، لأنها مظلمة !!
ويعتقد العلماء نظرياً بأننا إذا سخّنا الجسم إلى درجة حرارة لا نهائية فإن طول موجة الضوء الناتج ستكون صفراً !! أي أنه ليس هنالك أي ضوء ، بمعنى آخر هنالك إشعاع أسود وتصبح عندها النار الناتجة عن احتراق هذا الجسم ذي درجة الحرارة اللانهائية سوداء مظلمة .
وهذا طبعاً كلام نظري أي لا يمكن تطبيقه عملياً ، لأننا لا نستطيع رفع درجة حرارة الجسم إلى اللانهاية ، هنالك حدود للحرارة لأن الحرارة العالية لا يستطيع أي جسم أن يتحملها .

شكل (2) إننا نرى من الألوان التي تصدرها النار فقط مجالاً محدوداً هو الطيف المرئي للضوء ، ولكن بعد ذلك وعندما ترتفع درجة الحرارة كثيراً تختفي الألوان المرئية وندخل في نطاق اللون الأسود المظلم أي المجال غير المرئي.

أرقام وألوان

- يبلغ طول موجة اللون الأحمر 700 نانو متر ، أما اللون البنفسجي فطول موجته 400 نانو متر.

- يبدو النجم ذو درجة الحرارة التي تكون بحدود 4000 كلفن لونه أحمراً.

- النجوم ذات الحرارة حتى 10 آلاف درجة كلفن تبدو بيضاء.

- النجوم التي درجة حرارتها أكبر من 10 آلاف كلفن تبدو زرقاء قاتمة .

- إذن نحن أمام تدرج : أحمر – أبيض – أزرق ، ولكن ماذا بعد الأزرق ؟

 

شكل (3) من هذا المنحني البياني نستطيع تحديد درجة حرارة أي لون ، فاللون الأحمر هو لون له طول موجة كبير ، ولذلك يعتبر من الألوان الباردة! أما اللون الأزرق الداكن فهو ذو طول موجة قصير ولذلك هو من الألوان الساخنة ، وهكذا نستطيع أن نستنتج بأن أسخن الألوان هو الأسود !!

اللون الأحمر هو أول الألوان ظهوراً عندما نسخن أي شيء ونرفع درجة حرارته فإن أول لون يظهر نتيجة احتراق هذا الجسم هو اللون الأحمر ، ولذلك يعتبر العلماء أن اللون الأحمر هو أبرد الألوان !! على عكس ما نشعر.

اللون الأبيض هو اللون المركزي

يقيس العلماء اليوم الألوان بدرجة الحرارة التي تعبر عنها ، فدرجة حرارة اللون الأحمر هي بحدود 1800 درجة كلفن أما اللون الأبيض المصفر وهو لون وسط النهار عندما تكون الشمس مشرقة فهذا اللون درجة حرارته 6000 كلفن وأخيراً اللون الأزرق فحرارته 10000 كلفن ، ومن هنا نخلص إلى نتيجة وهي أن اللون الأحمر أبرد من اللون الأزرق !! وهذه حقيقة علمية ، لم يستطع العلماء الوصول إليها إلا مؤخراً بالأرقام والقياسات .

حتى إننا نجد الذين يتعاملون مع الألوان يجعلون من اللون الأبيض لوناً مركزياً ويطلقون مصطلحاً اسمه " توازن اللون الأبيض ".

اللون الأسود هو آخر الألوان ظهوراً

لا بدّ أننا سمعنا جميعاً بما أطلق عليه العلماء " الثقب الأسود " ، وهو نجم انفجر على نفسه وتهاوى ثم انضغط بفعل الجاذبية الفائقة وأصبح لا يُرى ، أي هو جسم درجة حرارته عالية جداً ولا يمكن تصورها.

إن الثقب الأسود يمثل المرحلة النهائية من عمر النجوم ويمثل المرحلة النهائية من حرارة النجوم ، وبالتالي فإنه يمثل المرحلة النهائية من ألوان النجوم.

وبالتالي يمكن القول بأن اللون الأسود هو آخر الألوان الحرارية ، ولذلك أطلق العلماء على الجسم التخيلي الذي يعتمدون عليه في نتائج تجاربهم " الجسم الأسود " ، وهم لم يصلوا إلى هذا الجسم بعد إلا نظرياً.

إذن نحن أمام ثلاثة ألوان رئيسية هي الأحمر ، ثم الأبيض ، وأخيراً الأسود وهو غير مرئي. وبالطبع يوجد بين هذه الألوان الثلاثة مراحل متعددة ، أي أن ألوان الطيف الضوئي الناتج عن ارتفاع الحرارة يتدرج من الأحمر باتجاه البرتقالي فالأصفر ثم يصبح أبيضاً ثم ينحدر نحو اللون الأزرق فالبنفسجي ثم يتجاوز الألوان المرئية إلى الجانب المظلم ، أي الطيف غير المرئي وينتهي بالأسود.

والآن نأتي إلى كلام حبيبنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وننظر كيف تحدث عن النار. وبعد أن رأينا العلم البشري وما توصل إليه من حقائق يقينية ، نأتي إلى المعلم الأول : هل من معجزة نبوية في هذا المجال ؟ وهل حدّد لنا الألوان كما رآها العلماء في العصر الحديث ؟

الحديث النبوي المعجز

لقد تناول النبي الكريم الحديث عن ألوان النار من خلال تحذيره من عذاب الله تعالى. وقد استخدم معجزة علمية ليؤكد لكل من مشكك بأن هذه النار آتية لا محالة ، وأن إخبار الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضمن إطار معجزة علمية هو تأكيد على صدق كلامه (صلى الله عليه وآله وسلم).

يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام :  (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت ، فهي سوداء مظلمة) [رواه الترمذي].

وهنا يتدرج اللون حسب هذا الحديث من الأحمر إلى الأبيض انتهاء بالأسود!! وهذا يطابق تماماً العلم الحديث. وهنا يؤكد الحديث على أن المرحلة النهائية هي الظلمات ، وهذه لا نراها في الدنيا ولكن العلماء أخبرونا عنها من خلال دراستهم للثقب الأسود.

يقول تعالى :  {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً}[الغاشية : 1-4].

وكلمة (حامية) تدل شدة الحرارة أي تدل على درجة حرارة عالية ، ونجد فيها إشارة إلى عمليات إحماء للنار أي تسخين مستمر ، وبالتالي تغير في الألوان. وهذا يؤكد صدق الحديث النبوي الذي اعتبره بعض العلماء حديثاً ضعيفاً.

ونود أن نشير إلى انه لا يوجد أصلاً كلام ضعيف أو قوي لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، لأن كلامه كله حق وكله صحيح ، ولكن المقصود بالحديث الضعيف هو أن أحد الذين نقلوا إلينا هذا الحديث مشكوك في صدقه أو ذاكرته أو سلوكه.

لذلك أي حديث نقرأه إما أن يكون صحيحاً أو غير صحيح ، لا توجد مرحلة متوسطة ، وبما أننا نرى أن هذا الحديث مطابق تماماً للعلم. وأن الحقائق التي وصل إليها العلماء عن علاقة لون النار بدرجة حرارتها لم تكن معروفة من قبل ، ولذلك يستحيل أن يكون هذا الكلام من عند بشر غير رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الذي كان متصلاً بالوحي.

ولذلك ليس هنالك مشكلة في اعتبار هذا الحديث صحيحاً على هذا الأساس ، لا سيما أننا نجده في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة.

إعجاز نبوي مذهل

1- لقد جعل العلماء من اللون الأبيض لوناً مرجعياً لتوازن الألوان ، وهذا ما فعله النبي الكريم عندما اعتبر أن اللون الأبيض في منتصف الطيف : أحمر-أبيض-أسود.

2- إن العلماء يقفون عند اللون الأزرق لأنهم لا يدركون اللون الأسود أو الحرارة اللانهائية ، ولكن النبي الكريم تناول من خلال هذا الحديث أشياء لا نراها ولكنها موجودة ويؤمن بها العلماء وقد رأوها من خلال الأرقام والحسابات.

3- لقد تدرج النبي الكريم في حديثه من اللون ذي الموجة الأطول ، باتجاه اللون ذي الموجة الأقصر ، أي من اللون الأحمر إلى الأبيض ، ثم انتهى بالموجات القصيرة جداً وهذه لا يمكن رؤيتها فهي سوداء !! إن هذا التدرج في الألوان أو في الأطوال الموجية هو ما يتبعه العلماء اليوم حيث نلاحظ أنهم ينطلقون عادة في تصنيفهم للألوان من الأحمر باتجاه الأزرق.

4- تناول الحديث المراحل الزمنية لتغير الألوان ، أي أن هنالك زمن ينقضي وهنالك عمليات إحماء وتسخين بنتيجتها تتغير الألوان ، وهذا ما يتحدث العلماء عنه اليوم.

5- بما أن العلماء اليوم اكتشفوا أن لون الطاقة الحرارية يتعلق بدرجة الحرارة فقط ، فإن النبي الكريم من خلال حديثه هذا يكون هو أول من ربط بين درجة الحرارة ولون هذه الحرارة قبل أن يكتشفها علماء الغرب بقرون طويلة !

6- إن الحديث أشار إلى تغير اللون مع تغير درجة الحرارة ، فاللون الأحمر هو أبرد الألوان ، وهذا ما يقوله العلماء اليوم ، أما اللون الأبيض فهو اللون المركزي أو اللون المعتدل . بينما الألوان القاتمة تكون درجة حرارتها عالية جداً فهي ساخنة.

ردّ على شبهة

قد يقول من يريد أن يشك بهذا الحديث بأن النار لا تتطلب زمناً مقداره ألف سنة حتى تحمرّ ، لأننا مثلاً نرى ضوء الشمعة يستغرق جزءاً من الثانية حتى يصل إلى اللون الأحمر ، فما هو الجواب عن هذه الشبهة ؟

إن النبي الكريم يتحدث هنا عن نار يوم القيامة وهي ليست كنار الدنيا التي نراها ، بل إن كل ما نراه في الكون اليوم هو جزء من نار جهنم.

 ولذلك فقد روى أبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه قال :  (نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، قالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية ؟ فقال  :  إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً) [رواه البخاري].

ففي هذا الحديث إشارة واضحة إلى عظمة نار جهنم وشدة حرارتها ، وأن النار يوم القيامة أعظم بكثير من النار التي نراها في الدنيا بسبعين ضعفاً.

وتأمل أخي القارئ النار التي تستغرق ألف سنة حتى تحمرّ ثم ألف سنة أخرى حتى تبيض ثم ألف سنة حتى تسودّ ، وقد يكون كل يوم من هذه السنوات يساوي ألف سنة مما نعدّ {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج : 47] ، تأمل كيف سيكون شكل هذه النار ؟ وكيف ستتحمل أجسامنا ناراً كهذه إن لم يتغمّدنا الله في رحمته ؟

وأخيراً

نقول لكل من يشك بيوم القيامة ويشك بعذاب الله ويشك برسالة الإسلام أن يقرأ قليلاً عن معجزات هذا النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه. وندعوه لتأمل هذه النفحات الإعجازية وأن يطرح على نفسه سؤالاً ويحاول الإجابة عنه : كيف علم النبي الكريم بتدرج الألوان هذا ؟ وكيف علم بأن المرحلة النهائية لدرجات الحرارة ستكون اللون الأسود ؟ وكيف علم بالعلاقة بين درجة حرارة النار ولونها ؟ ونكرر قولنا لأولئك المستهزئين : ادرسوا حياة هذا النبي وتعاليمه وما جاء به من رحمة وهدى ونور ، ثم ارسموا في أذهانكم وقلوبكم الصورة التي تناسب هذا النبي الرحيم.

نسأل الله تعالى أن يجنبنا عذاب النار وحرّها وظلماتها ، ونتذكر الأمر النبوي الشريف :  (اتّق النار ولو بشقّ تمرة ، فإن لم تجد فبكلمة طيبة) [رواه البخاري]. 

اللهم اجعلنا من عبادك المُخلَصين ، الذين قلتَ فيهم :  {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان : 65-66].




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .