أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
1414
التاريخ: 15-02-2015
1559
التاريخ: 15-02-2015
1641
التاريخ: 22-04-2015
1432
|
اعوذ باللّه
من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم وافضل الصلوات على سيد الخلق محمد وعلى
الهداة الميامين من آله الطاهرين قلنا ان القرآن الكريم يقدم الدين لا بوصفه مجرد
قرار تشريعي ، بل يقدمه بوصفه سنة من سنن الحياة والتاريخ ومقوما أساسيا لخلق
اللّه ولن تجد لخلق اللّه تبديلا ، ولكنها سنة من الشكل الثالث. سنة تقبل التحدي
على الشوط القصير ، ولكن المتحدي يعاقب بسنن التاريخ نفسها. وقد أشير الى هذه
الخاصية ايضا بقوله.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ} [الأعراف : 187] هذه العبارة التي ختمت بها الآية
الكريمة :
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ
اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم
: 30] .
هذه الجملة الأخيرة إشارة الى ان هذه
السنة من الشكل الثالث اي ان للناس ان يتخذوا مواقف سلبية وإهمالية تجاه هذه السنة
، ولكنه اهمال على الشوط القصير لا على الشوط الطويل.
قلنا بأن توضيح واقع هذه السنة القرآنية
من سنن التاريخ يتطلب منا ان نحلل عناصر المجتمع ، ما هي عناصر المجتمع من زاوية
نظر القرآن الكريم؟ ما هي مقومات المركب الاجتماعي؟ كيف يتم التنفيذ بين هذه
العناصر والمقومات؟ وضمن أي اطار؟ وأي سنن؟ هذه الاسئلة نحصل على جوابها في النص
القرآني الشريف الذي تحدث عن خلق الانسان الاول.
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ
إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ
فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 30] .
حينما نستعرض هذه الآية الكريمة نجد
ان اللّه سبحانه وتعالى ينبئ الملائكة بأنه قرر انشاء مجتمع على الارض ، فما هي
العناصر التي يمكن استخلاصها من العبارة القرآنية التي تتحدث عن هذه الحقيقة
العظيمة ؟
هناك ثلاثة عناصر يمكن استخلاصها من
العبارة القرآنية :
أولا- الانسان.
ثانيا- الارض أو الطبيعة على وجه
عام {إِنِّي
جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} فهناك ارض او طبيعة على وجه
عام وهناك الانسان الذي يجعله اللّه سبحانه وتعالى على الارض.
ثالثا- العلاقة المعنوية التي تربط
الانسان بالأرض وبالطبيعة وتربط من ناحية اخرى الانسان بأخيه الانسان ، هذه
العلاقة المعنوية التي سمّاها القرآن الكريم بالاستخلاف ، هذه هي عناصر المجتمع ،
الانسان والطبيعية والعلاقة المعنوية التي تربط الانسان بالطبيعة من ناحية ، وتربط
الانسان بأخيه الانسان من ناحية اخرى ، وهي العلاقة التي سميت قرآنيا بالاستخلاف.
ونحن حينما نلاحظ المجتمعات البشرية
نجد ان المجتمعات البشرية جميعا تشترك بالعنصر الاول والعنصر الثاني ، لا
يوجد مجتمع بدون انسان يعيش مع أخيه الانسان ، ولا يوجد مجتمع بدون ارض او طبيعة
يمارس الانسان عليها دوره الاجتماعي. وفي هذين العنصرين تتفق المجتمعات التاريخية
والبشرية. واما العنصر الثالث : وهو العلاقة ففي كل مجتمع علاقة كما ذكرنا ولكن
المجتمعات تختلف في طبيعة هذه العلاقة وفي كيفية صياغة هذه الطبيعة.
فالعنصر الثالث هو العنصر المرن
والمتحرك من عناصر المجتمع وكل مجتمع يبني هذه العلاقة المعنوية التي تربط الإنسان
من جانب وبالطبيعة بالجانب الآخر ، يبني العلاقة بشكل قد يتفق وقد يختلف مع طريقة
بناء المجتمع الآخر لهذه العلاقة.
وهذه العلاقة التي هي العنصر الثالث
، العنصر المرن والمتحرك في تركيب المجتمع لها صيغتان اساسيتان :
احداهما صيغة رباعية وقد اطلق عليها
اسم «الصيغة الرباعية» والاخرى صيغة ثلاثية.
الصيغة الرباعية : هي الصيغة
التي ترتبط بموجبها الطبيعة والانسان مع الانسان ، هذه اطراف ثلاثة
فالعلاقة اذا اتخذت صيغة تربط بموجبها بين هذه الاطراف الثلاثة وهي الطبيعة
والانسان مع اخيه الانسان ولكن مع افتراض طرف رابع ايضا ، في هذه العلاقة فاسمي
هذه الصيغة بالصيغة الرباعية ، الصيغة الرباعية تربط بين هذه الأطراف الثلاثة
ولكنها تفترض طرفا رابعا ، بعدا رابعا للعلاقة الاجتماعية ، وهذا الطرف الرابع ليس
داخلا في اطار المجتمع ، خارج عن اطار المجتمع ، ولكن الصيغة الرباعية للعلاقة
الاجتماعية تعتبر هذا الطرف الرابع مقوما من المقومات الاساسية للعلاقة الاجتماعية
على الرغم من انه خارج اطار المجتمع ، وهذه الصيغة الرباعية للعلاقة الاجتماعية
ذات الابعاد الاربعة هي التي طرحها القرآن الكريم تحت اسم الاستخلاف.
الاستخلاف هو العلاقة الاجتماعية من
زاوية نظر القرآن الكريم والاستخلاف عند التحليل نجد انه ذو اربعة اطراف لان
الاستخلاف يفترض مستحلفا ايضا. لا بد من مستخلف ومستخلف عليه ، ومستخلف. فهناك
اضافة الى الانسان واخيه الانسان والطبيعة يوجد طرف رابع في طبيعة وتكوين علاقة
الاستخلاف وهو المستخلف اذ لا استخلاف بدون مستخلف ، فالمستخلف هو اللّه سبحانه
وتعالى والمستخلف هو الانسان واخوه الانسان ، أي الانسانية ككل الجماعة البشرية
والمستخلف عليه هو الارض وما عليها ومن عليها فالعلاقة الاجتماعية ضمن صيغة
الاستخلاف تكون ذات اطراف اربعة وهذه الصيغة ترتبط بوجهة نظر معينة نحو الحياة
والكون بوجهة نظر قائلة بانه لا سيد ولا مالك ولا إله للكون وللحياة الا اللّه
سبحانه وتعالى وان دور الانسان في ممارسة حياته انما هو دور الاستخلاف والاستئمام
وأي علاقة تنشأ بين الانسان والطبيعة فهي في جوهرها ليست علاقة مالك بمملوك وانما
هي علاقة أمين على امانة استؤمن عليها واي علاقة تنشأ بين الانسان واخيه الانسان
مهما كان المركز الاجتماعي لهذا او لذاك فهي علاقة استخلاف وتفاعل بقدر ما يكون
هذا الانسان او ذاك مؤديا لواجبه بهذه الخلافة وليست علاقة سيادة او الوهية أو
مالكية ، هذه الصيغة الاجتماعية الرباعية الاطراف التي صاغها القرآن الكريم تحت
اسم الاستخلاف ترتبط بوجهة النظر المعينة للحياة والكون. في مقابلها يوجد للعلاقة
الاجتماعية صيغة ثلاثية الاطراف ، صيغة تربط بين الانسان والانسان والطبيعة ولكنها
تقطع صلة هذه الاطراف مع الطرف الرابع ، تجرد تركيب العلاقة الاجتماعية عن البعد
الرابع ، عن اللّه سبحانه وتعالى ، وبهذا تتحول نظرة كل جزء الى الجزء والآخر داخل
هذا التركيب وداخل هذه الصيغة.
وجدت الالوان المختلفة للملكية
وللسيادة ، سيادة الانسان على أخيه الانسان بأشكالها المختلفة التي استعرضها
التاريخ بعد ان عطل البعد الرابع وبعد ان افترض ان البداية هي الانسان ، حينئذ
تنوعت على مسرح الصيغة الثلاثية اشكال الملكية واشكال السيادة ، سيادة الانسان على
اخيه الانسان.
وبالتدقيق في المقارنة بين الصيغتين
، الصيغة الرباعية والصيغة الثلاثية يتضح ان اضافة الطرف الرابع للصيغة الرباعية
ليس مجرد اضافة عددية ، ليس مجرد طرف جديد يضاف الى الاطراف الاخرى ، بل ان هذه
الاضافة تحدث تغييرا نوعيا في بنية العلاقة الاجتماعية وفي تركيب الاطراف الثلاثة
الاخرى نفسها من هنا ليس هذا مجرد عملية جمع ثلاثة زائد واحد ، بل هذا الواحد الذي
يضاف الى الثلاثة سوف يعطي للثلاثة روحا أخرى ومفهوما آخر ، سوف يحدث تغييرا
اساسيا في بنية هذه العلاقة ذات الاطراف الاربعة كما رأينا ، اذ يعود الانسان مع
اخيه الانسان مجرد شركاء في حمل هذه الامانة والاستخلاف وتعود الطبيعة بكل
ما فيها من ثروات وبكل ما عليها ومن عليها مجرد امانة لا بد من رعاية واجبها واداء
حقها.
هذا الطرف الرابع هو في الحقيقة مغير
نوعي لتركيب العلاقة. اذن امامنا للعلاقة الاجتماعية صيغتان صيغة رباعية وصيغة
ثلاثية والقرآن الكريم آمن بالصيغة الرباعية كما رأينا في الآية الكريمة ،
الاستخلاف هو الصيغة الرباعية للعلاقة الاجتماعية لكن القرآن الكريم اكثر من أنه
آمن بالصيغة الرباعية في المقام اعتبر الصيغة الرباعية سنة من سنن التاريخ ، كما
رأينا في الآية السابقة كيف اعتبر الدين سنة من سنن التاريخ كذلك اعتبر الصيغة الرباعية
للعلاقة الاجتماعية التي هي صيغة الدين في الحياة. اعتبر هذه العلاقة بصيغتها
الرباعية سنة من سنن التاريخ.
كيف ؟
هذه الصيغة الرباعية عرضها القرآن
الكريم على نحوين : عرضها تارة بوصفها فاعلية ربانية من زاوية دور اللّه سبحانه
وتعالى في العطاء. وهذا هو العرض الذي قرأناه «انّي جاعل في الأرض خليفة» هذه
العلاقة الرباعية معروضة في هذا النص الشريف باعتبارها عطاء من اللّه ، جعلا
من اللّه يمثل الدور الايجابي والتكريمي من رب العالمين للانسان وعرض الصيغة
الرباعية نفسها من زاوية اخرى. عرضها بوصفها وبنحو ارتباطها مع الانسان بما هي
أمير يتقبله الانسان. عرضها من زاوية تقبل الانسان لهذه الخلافة وذلك في قوله
سبحانه وتعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا
وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب
: 72] الامانة هي الوجه التقبلي للخلافة ، والخلافة هي الوجه الفاعلي والعطائي
للامانة ، الامانة والخلافة عبارة عن الاستخلاف والاستئمان وتحمل الأعباء ، عبارة
عن الصيغة الرباعية هذه الصيغة الرباعية تارة نلحظها من زاوية ربطها بالفاعل وهو
اللّه سبحانه وتعالى ، يأتي قوله : {إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} واخرى
نلحظها من زاوية القابل كما يقول الفلاسفة ، من ناحية دور الانسان في تقبل هذه
الخلافة وتحمل هذه الأمانة ، يأتي قوله سبحانه وتعالى {إِنَّا
عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ والْأَرْضِ والْجِبالِ ...}
وهذه الامانة التي تقبلها الانسان
وتحملها الإنسان عرضت على الانسان فتقبلها الإنسان بنفس هذه الآية الكريمة ،
هذه الامانة او هذه الخلافة او بالتعبير الذي قلناه هذه العلاقة الاجتماعية
بصيغتها الرباعية هذه لم تعرض على الانسان في هذه الآية بوصفها تكليفا او طلبا ليس
المقصود من عرضها على الانسان هو العرض على مستوى التكليف والطلب ، وليس المقصود
من تقبل الأمانة هو تقبل هذه الخلافة على مستوى الامتثال والطاعة ، ليس المقصود ان
يكون هكذا العرض وان يكون هكذا التقبل بقرينة ان هذا العرض كان معروضا على الجبال
ايضا ، على السماوات والارض والجبال ايضا ، فمن الواضح انه لا معنى لتكليف
السماوات والجبال والارض. هذا العرض نعرف من ذلك انه عرض تكويني لا عرض تشريعي ،
هذا العرض معناه ان هذه العطية الربانية كانت تفتش عن الموضع القابل لها في
الطبيعة ، الموضع المنسجم معها بطبيعته ، بفطرته ، بتركيبه التاريخي والكوني ،
الجبال لا تنسجم مع هذه الخلافة ، السماوات والارض لا تنسجم مع هذه العلاقة
الاجتماعية الرباعية ، الكائن الوحيد الذي بحكم تركيبه ، بحكم بنيته ، بحكم فطرة
اللّه التي قرأناها في الآية السابقة كان منسجما مع هذه العلاقة الاجتماعية ذات
الاطراف الاربعة التي بها تصبح أمانة ، تصبح خلافة.
اذن العرض هنا عرض تكويني والقبول
هنا قبول تكويني وهو معنى سنة التاريخ يعني ان هذه العلاقة الاجتماعية ذات الاطراف
الاربعة داخلة في تكوينه الانسان وفي تركيب مسار الانسان الطبيعي والتاريخي.
ونلاحظ انه في هذه الآية الكريمة
ايضا جاءت الاشارة الى هوية هذه السنة التاريخية وانها سنة من الشكل الثالث ، سنة
تقبل التحدي وتقبل العصيان ، ليست من تلك السنن التي لا تقبل التحدي ابدا ولو لحظة
، لا ... هي سنة ، هي فطرة ولكن هذه الفطرة تقبل التحدي ، كيف اشار القرآن الكريم
الى ذلك بعد ان وضّح انها سنة من سنن التاريخ ؟
قال : {وَحَمَلَهَا
الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا} هذه العبارة الاخيرة {إِنَّهُ
كانَ ظَلُوماً جَهُولًا} تأكيد على طابع هذه السنة وان
هذه السنة على الرغم من انها سنة من سنن التاريخ ولكنها تقبل التحدي ، تقبل ان يقف
الانسان منها موقفا سلبيا ، هذا التعبير يوازي تعبير {وَلكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} في الآية السابقة.
اذن الآية السابقة استخلصنا منها ان
الدين سنة من سنن الحياة ومن سنن التاريخ ومن هذه الآية نستخلص ان صيغة
الدين للحياة التي هي عبارة عن العلاقة الاجتماعية الرباعية ، العلاقة الاجتماعية
ذات الاطراف الاربعة التي يسميها القرآن بالخلافة والامانة والاستخلاف ، هذه
العلاقة الاجتماعية هي أيضا بدورها سنة من سنن التاريخ بحسب مفهوم القرآن الكريم.
فالحقيقة ان الآية الاولى والآية
الثانية متطابقتان تماما في مفادهما لانه في الآية السابقة قال {فَأَقِمْ
وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها
لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} التعبير
بالدين القيم تأكيد على أن ما هو الفطرة وما هو داخل في تكوين الانسان وتركيبه وفي
مسار تاريخه هو الدين القيم ، يعني أن يكون هذا الدين قيما على الحياة ، ان يكون
مهيمنا على الحياة ، هذه القيمومة في الدين هي التعبير المجمل في تلك الآية عن
العلاقة الاجتماعية الرباعية التي طرحت في الآيتين ، في آية {إِنِّي
جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} وآية {إِنَّا
عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ والْأَرْضِ} اذن فالدين سنة الحياة
والتاريخ والدين هو الدين القيم ، والدين القيم هو العلاقة الاجتماعية الرباعية
الاطراف التي يدخل فيها اللّه بعدا رابعا لكي يحدث تغييرا في بنية هذه العلاقة لا
لكي تكون مجرد اضافة عددية.
هذه مفاهيم القرآن الكريم مستخلصة من
هذه الآيات عن هذه السنة ، اما كيف؟ نريد ان نتعرف بصورة اوضح وأوسع عن هذه السنة
، عن دور التاريخ كسنة ، عن دور الدين ، عن دور الدين القيم ودور الخلافة والامانة
، عن دور العلاقة الاجتماعية ذات الاطراف الاربعة ، دور الطرف الرابع ، دوره كسنة
من سنن التاريخ ، ما هو هذا الطرف الرابع كسنة من سنن التاريخ؟ وكيف كان سنة من
سنن التاريخ ؟ ، وكيف كان مقوما اساسيا لمسار الانسان على الساحة التاريخية؟ لكي
نتعرف على ذلك لا بد من ان نتعرف على الركنين الثابتين في العلاقة الاجتماعية ،
هناك ركنان ثابتان في العلاقة الاجتماعية : احدهما الانسان واخوه الانسان والآخر
الطبيعة ، الكون ، الارض. هذان الركنان داخلان في الصيغة الثلاثية وداخلان في
الصيغة الرباعية ، ومن هنا نسميهما بالركنين الثابتين في العلاقة الاجتماعية لكي
نعرف دور الركن الجديد دور هذا الطرف
الرابع ، دور اللّه سبحانه وتعالى في
تركيب العلاقة الاجتماعية ، يجب ان نعرف مقدمة لذلك دور الركنين الثابتين.
ما هو دور الانسان في عملية التاريخ
من زاوية النظرة القرآنية ، من زاوية النظرة للقرآن والفهم الرباني من القرآن
للتاريخ وسنن الحياة ؟ ما هو دور الانسان في العلاقة الاجتماعية ؟ وما هو دور
الطبيعة في العلاقة الاجتماعية على ضوء تشخيص هذين الدورين وتحديد الموقفين ؟
سوف يتضح حينئذ دور هذا الطرف الجديد
، دور الطرف الرابع الذي تتميز به الصيغة الرباعية عن الصيغة الثلاثية ، ويتضح ان
هذا الطرف الرابع عنصر ضروري بحكم سنة التاريخ وتركيب خلقة الانسان ولا بد وان
يندمج مع الاطراف الاخرى لتكوين علاقة اجتماعية رباعية الاطراف.
اذن ففهم هذه السنة التاريخية يتطلب
منا ان نتحدث عن دور الانسان والطبيعة في عملية التاريخ من زاوية نظر القرآن
الكريم وهذا ما يأتي ان شاء اللّه.