التغذية المبكرة لأفراخ الدجاج البياض

لقد اعتاد معظم المربين على تقويم الأفراخ وعدم تقديم العلف أمامها لمدة 3 ساعات من وضعها داخل القاعة. وقد يتمادى البعض ليعرض الأفراخ للجوع لمدة ثمانية ساعات او 12 ساعة أو يوم كامل وذلك ضنا منهم أن تقديم الماء المحلى بالسكر (بنسبة 8% أي 8 كيلو غرام سكر لكل 100 لتر ماء) ومنعهم من العلف خلال هذه الفترات سوف يجعل الفرخ سيضطر لاستهلاك وسحب صفار البيض من كيس الصفار (yolk sac) وبذلك سوف لا يتعرض الفرخ للإصابة بمرض التهاب كيس المح او التهاب الصرة (omphillitis). الدراسات الحديثة اثبتت فشل هذا الإجراء واثبتت العكس تماما فقد ظهر أن للتغذية المبكرة عدة فوائد اهمها:

1. تسريع عملية امتصاص الصفار من كيس الصفار وتقليل نسبة ظهور حالات التهاب كيس الصفار او المح (yolk sac infection) وحالات التهاب الصرة.

2. تسريع عملية التطور للجهاز الهضمي والمناعي وجهاز التنظيم الحراري فقد ثبت ان الزغابات بالأمعاء الدقيقة تكون أكثر طولا وهذا ما سيزيد من فرص امتصاص المواد الغذائية المهضومة.

3. تقليل هلاكات الافراخ خلال الأيام الثلاثة الأولى من عمرها فقد ثبت أن معظم الهلاكات ناتجة عن الجوع والعطش. وليعلم المربي أن بعض الأفراخ قد تفقس وتبقى بالمفقسة معرضة للحرارة والرطوبة والظلام والعطش لمدة يوم وأحيانا يومين قبل اخراجها من داخل المفقسة. ولهذا فهي بحاجة الى اسعافها بالماء والعلف بأسرع وقت ممكن.

4. منع تعرض الأفراخ الفاقسة لحالات الجفاف (Dehydration) لان التغذية المبكرة وتسريع امتصاص صفار البيض وتمثيل الدهون ستؤدي لإنتاج كمية من الماء يطلق عليه اسم الماء التمثيلي (Metabolic Water).

ان هذه المعلومات الحديثة حول أهمية التغذية المبكرة جعلت بعض الشركات تطور اجهزة لحقن بيض التفقيس عند عمر 18 يوم بسوائل مغذية مثل السكروز والفيتامينات والحوامض الأمينية ولقد طورت اجهزة حقن للبيض اتوماتيكية تصل سرعتها لحقن 50 الف بيضة بالساعة الواحدة. ولوحظ أن الحقن بهذه السوائل المغذية يزيد من نسبة الفقس للبيض ومن وزن الافراخ ومن تحسن صحتها بالمستقبل.

شركات عالمية أخرى متخصصة بتصنيع الأعلاف طورت انواع من الأقراص العلفية (Pellets) تمثل عليقة متكاملة تنثر على الافراخ في لحظة اخراجها من المفقسة ووضعها بأقفاص النقل يتم وضع اوراق بقاعدة القفص المشبكة لتمنع تساقط الاقراص العلفية ولضمان قيام الافرخ بتناول هذا العلف. ان حصول الفرخ على قرص واحد أو اثنين سيكون كافي. وبالطرق اليوم نقوم بإضافة بعض الأحياء المجهرية المفيدة لهذه الاقراص العلفية لأجل ايصال هذه المايكروبات المفيدة الى الجهاز الهضمي بسرعة لتقوم بالتكاثر داخل الجسم ولتغطي بطانة الأمعاء وتمنع وصول المايكروبات المرضية.