استراتيجية مهددات الأمن الخارجي

يعمل علم الجيوبوليتيك بعد دراسة كل العوامل المؤثرة في مهددات أمن الدولة الداخلي والخارجي (اجتماعيا - اقتصاديا - سياسيا - جغرافيا) على عمل استراتيجية لحماية الدولة من التهديدات الخارجية وذلك بالآتي:

الإعداد الكامل للقوات المسلحة لحماية أمن البلاد وذلك بالتنظيم والتدريب والتسليح والتزويد الجيد.

السياسة الخارجية المدروسة: وذلك لتجنب البلاد خطر العزلة الإقليمية والعالمية وخطر استهداف النظام العالمي الجديد (الاستعمار الحديث) والمتدثر بثوب الرحمة وحماية الحريات وحقوق الإنسان.

إذن يعتبر علم الجيوبوليتيك من العلوم الحديثة المعاصرة التي تعالج مفهوم الأمن القومي في إطار شمولي كامل، تتعدد فيه المداخل والمحاور، تشمل علم الاجتماع والجغرافيا والسياسة والتاريخ والدراسات الدبلوماسية والعسكرية والأمنية وعليه نستطيع أن نقول إن علم الجيوبوليتيك يخرج مفهوم الأمن القومي من الإطار الضيق المنحصر في المعالجات البوليسية ووسائل الأمن القمعية إلى رحاب العلم والبحث والاعتماد على الأبحاث الأكاديمية الدقيقة في مختلف مجالات الحياة المختلفة.

أيضا يعمل علم الجيوبوليتيك على معالجة الحدث ليس في إطاره الجغرافي المحدود فحسب بل يتجاوزه بإجراء عملية التقييم والمتابعة والوصول إلى النتائج العلمية من خلال منهج بحث جيوبولتيكي شامل يغطي كافة العوامل والمتغيرات، ثم تحليله على ضوء علاقته الطبيعية المرتبطة بدائرة الجوار الجغرافي والإقليمي المتصلة بدائرة العلاقات الدولية.

وبذلك يعتبر علم الجيوبوليتيك من العلوم الحديثة الهامة حيث يعبر عن طبيعة العصر الحالي من حيث تكامل وتداخل العلوم الإنسانية المختلفة، الواقع المعيش يستمد جذوره من تركيبة معقدة من العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والعسكرية، ولاشك أن اقتران هذه التشكيلة بعلم الجيوبوليتيك جعل منه منهجا علميا معاصرا يعمل على حل معظم الإشكاليات بصورة شمولية وخصوصا بعد أن أصبحت العالمية تفرض نفسها على عالم اليوم وتلعب دورا كبيرا في حياة الشعوب والأفراد، وأصبحت انعكاسات الأحداث المحلية والإقليمية تتعدى بعدها الجغرافي المحلي لتظهر أثارها في كثير من أرجاء المعمورة.

كذلك يمكن تعريف علم الجيوبوليتيكا بأنه العلم الذي يبحث في قوانين ونمو الدولة وتكييف سياستها الخارجية وفقا لظروفها الجغرافية.

وقد ظل هذا العلم في تطور مستمر حتى صار يسهم في عملية تشكيل أهداف الدولة القومية بصورة واقعية مستندا على دراسة جميع مكونات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والعسكرية، وفي منتصف القرن العشرين أصبح الاهتمام عظيما بهذا العلم وخصوصا في مراكز البحث العلمي للدول الكبرى حتى صار يعني " المحافظة على سلامة وأمن الدولة ".