انتاج البيض المبرمج (Programed eggs)

لقد شاع في نهاية القرن الماضي انتاج البيض البايولوجي (Biological eggs) في فرنسا والدول الأوربية وأطلق عليه في الولايات المتحدة الأمريكية اسم البيض العضوي (Organic eggs) وعرف على انه البيض المنتج من قطعان دجاج لم تتناول في اعلافها اي مادة كيمياوية او مادة علفية معاملة معاملات كيمياوية او فيزياوية ولم تتناول اي دواء ما عدا اللقاحات البيطرية ضد الأمراض الفايروسية الخطيرة. واشترطت بعض الدول في تعريفها للبيض العضوي على ان يكون دجاج القطيع مربى تربية أرضية (Floor system) او تربية على الفرشة ومنعت استخدام التربية بالأقفاص ( Cage system ) لكي تتماشى مع دعوى الرفاهية للحيوانات ( Animal welfare ) والتي قادتها منضمات الرفق بالحيوانات ومنعت بموجبها تربية الدجاج البياض بالأقفاص في كل الدول الأوربية ابتدأ من عام 2010. دول أخرى اشترطت في البيض العضوي شرط اخر وهو ضرورة خروج الدجاج الى خارج قاعات التربية لكي يرعى بمرعى مرفق بقاعة التربية ومسيج بالأسلاك الشائكة. الدجاج بهذه الحالة سيتناول الأعلاف الخضراء ويشم نسيم الهواء ويشعر بجمال الطبيعة ليكون أقرب ما يمكن ضمن بيئته الطبيعية ونظرا للطعم المميز والنكهة المميزة للبيض العضوي ولسلامته وخلوه من اي اثار للمواد الكيمياوية والأدوية فقد اكتسب البيض العضوي شعبية واقبال وأصبح يباع بأضعاف (3-2 اضعاف) سعر البيض العادي في كل الدول الأوربية وأميركا.

بمطلع الألفية الثالثة (Third melinum) بدء توجه جديد يهدف نحو انتاج البيض المبرمج وهو بيض يحتوي في تركيبه بعض الخصوصيات التي تخدم الهدف من إنتاجه ولهذا أطلق عليه اسم البيض المبرمج (Programmed eggs). أهم أهداف البيض المبرمج والتي استخدمت لحد الان ما يلي:۔

انتاج بيض غني بالحوامض الدهنية من نوع اوميكا رقم 3 و 6 ( 3- Omega 6- and Omega ). هذه الحوامض الدهنية الطويلة السلسلة والمتعددة الأواصر المزدوجة تدخل بتركيب دماغ الانسان وشبكية العين وتقلل من مخاطر امراض القلب الوعائية ( Cardiovascular disorder ) وتصلب الشرايين وضغط الدم العالي وتلعب دور مهم جدا في العديد من الوظائف الحيوية داخل الجسم مثل توليد البروستوكلاندينات ( Prostaglandins ) والليوكوتوينات ( Leucotrines) والثرمبوكسينات ( Thromboxines ) وهذه المواد الثلاثة مهمة في التنظيم الهرموني وفعالية بعض الهرمونات حيث تعتبر المرسال الثاني داخل الخلايا لنقل فعالية الهرمونات البروتينية ( مثل عمل البرويتوكلاندينات ) ومهمة لفعالية الخلايا المناعية ( مثل عمل الليوكوترينات ) ومهمة بتخثر الدم وفعالية الاقراص الدموية ( مثل عمل الثرمبوكسينات ). هذه الحوامض الدهنية لا يصنعها الجسم ولهذا يجب تناولها مع الغذاء وتعتبر الأسماك والهائمات البحرية ( Phytoplankton ) من اهم المصادر لهذه الزيوت. جسم الانسان اذا توفر له الحامض الدهني الاساسي اللنولينك (Linoleic acid ) الذي يتألف من 18 ذرة كاربون ويحوي على اصرتين مزدوجتين ولهذا يرمز له بالرمز ( C18:2 ) اذا توفر هذا الحامض يستطيع الجسم ان يصنع منه حوامض دهنية اخرى طويلة السلسلة ومتعددة الأواصر الغير المشبعة. هذا التصنيع يتم في الكبد حيث تحدث فيه عمليتين الأولى اضافة ذرات كاربون واطالة السلسلة الكربونية ( Enlongation ) وعملية اخرى

هي عملية زيادة الاواصر الغير المشبعة (Desaturation). بهاتين العمليتين سيتم تصنيع حامض الأراكدونك الذي يحوي على 20 ذرة كاربون واربع اواصر مزدوجة ويرمز له بالرمز (C20:4) ويطلق عليه باللغة اللاتينية اسم ( Ecosa tetranoic ) حيث أن المقطع ايكوسا Ecosa يعني عشرون والمقطع تترانوك Teranoic يعني اربعة. كذلك سيتم تصنيع حامض دهني اخر يحوي على 20 ذرة كاربون و 5 اواصر غير مزدوجة ويرمز له بالرمز (C20:5) ويطلق عليه اسم ( Ecosa pentanoic ). هذا الحامض الأخير يطلق عليه اسم اوميكا رقم 3 (3- Omega) لان اواصره المزدوجة تبدأ بذرة الكاربون رقم 3.

اذن هذه الحوامض الدهنية بالغة الأهمية للصحة ولهذا اشترطت وزارة الصحة الانكليزية ضرورة اضافة هذه الحوامض لحليب الأطفال لأجل تدعيم مناعة الجسم وتطور المخ وتحسين البصر ومنع أمراض القلب والشرايين وتنظيم ضغط الدم. بالدول التي تتناول اسماك بكميات كبيرة لا تعاني شعوبها من نقص بهذه الحوامض. ولكن بالدول الأخرى ستظهر المشكلة التي انتبهت اليها منظمة الصحة العالمية WHO وبدأت الدعوى لضرورة اضافة هذه الحوامض الدهنية للغذاء او تدعيم الأغذية بها. بما أن هذه الحوامض مشتقة من الحامض الدهني الاساسي اللنوليك لذلك فان تغذية الدجاج البياض على علائق غنية بهذا الحامض سيؤدي الى تركز هذا الحامض في صفار البيض وبالتالي سيمكن رفع نسبة هذا الحامض في دهون صفار البيض الى 10 امثال كميته الطبيعية ويتم ذلك عن طريق اغناء العلائق بهذا الحامض وحوامض اوميكا الناتجة عن اضافة الالجينات Algae او الاشنات وزيوت الأسماك. البيض الغني بهذه الزيوت (Omeg -3 enrich eggs ) له طلبات استهلاكية عالية من قبل شرائح محددة من المجتمع ويباع بأسعار عالية جدا وبالوقت الحاضر يباع مثل هذا البيض بدول الخليج العربي باسم البيض اومیكا فقد ثبت أن هذه الدهون لها دور في زيادة عمر الإنسان وسعادته وانشراحه.