دوافع النقل

تكمن الدوافع الحقيقية للنشاط النقلي بمختلف أصنافه في الأهمية المميزة لهذه الفعالية البشرية الاقتصادية، فغي الوقت الذي يشكل فيه النقل القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها أي نشاط اقتصادي فأنه يمثل البناء الارتكازي لعموم النشاطات البشرية الأخرى، وعليه يقف النقل خلف استمرار الإنتاج وتعظيم المنافع، وقاد ذلك الى سعي الإنسان للوصول الى مستويات تكنولوجية متقدمة من حيث التنوع في وسائل النقل المختلفة سواء منها الثابتة أم المتحركة، لذلك فأن دوافع النقل تتجسد في أهميته التي تتمثل بما يلي :

الدوافع الأمنية والعسكرية للنقل:

للنشاط النقلي بكافة أصنافه وحيثما تتوفر صنف او اكثر ضمن حدود الوحدة السياسية أو الدولة وبمختلف الوسائل أو الوسائط أهميه كبيرة سواء الاقتصادية أم الاجتماعية أم الجوانب العسكرية والسياسية للدولة الواحدة أو لعدة دول متجاورة.

يعد النقل من مقومات الدولة الاقتصادية والاجتماعية وهذه المقومات تقف وراء الاهتمام الكبير بنظم النقل وتطويرها وبناء جديدها وتحديثه وفقأ للتطور المتنامي لتكنولوجيا إنشاء الشبكات ووسائط النقل، وعيه فان منعكسات النشاط النقلي تطال مفهوم تماسك الدولة ونشر السيادة على كامل أرضيها وتسهيل مهامها العسكرية والأمنية وبالتالي تثبيت السيادة الوطنية والدفاع عنها عبر ربط كافة أقاليم الدولة إن كانت متصلة اتصالا مباشرا مثل العراق أو كانت على امتداد عدة جزر مثل اليابان، وبذلك تزاد الروابط بين السكان وتتعاظم قوة الدولة، وتتلاشى معوقات هذه الروابط في حالة انتشار المسطحات المائية أو الصحاري او الجبال.

أن شبكات النقل و وسائطه تؤدي إلى زيادة الاستثمارات الاقتصادية في ميدان التعدين والصناعة التحويلية والزرعة وتسهيل مهمة الحصول على الخدمات لمعظم سكان الدولة سواء الثقافية أم الصحية في مختلف مناطق الدولة، وأجمالا فأن ضعف أو تردي شبكات النقل يقود الى ضعف السلطة المركزية على تراب الدولة أو إقليمها خصوصا في الدول ذات الأعرق والمجموعات غير المتجانسة، والعكس صحيح كما هو الحال في كندا والهند.