المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Cells Build Supramolecular Structures
25-7-2016
البدء بالمادة الخام
5-6-2016
ابن خفاجة
24-3-2016
هل توجد الحشرات التي تعيش في التربة في مناطق معينة؟
9-1-2021
لم يزل الله عز وجل عليما، قادرا، حيا، قديما سميعا، بصيرا لذاته تعالى
12-8-2019
تزكية النفس‏
6-10-2016


معنى كلمة رسل  
  
9768   06:01 مساءاً   التاريخ: 8-06-2015
المؤلف : حسن المصطفوي
الكتاب أو المصدر : التحقيق في كلمات القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ج4 , ص136-143
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / مصطلحات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2015 2496
التاريخ: 5-6-2022 1573
التاريخ: 10-12-2015 3279
التاريخ: 16/11/2022 1595

مقا- رسل : أصل واحد مطرّد منقاس يدلّ على الانبعاث والامتداد. فالرسل : السير السهل ، وناقة رسلة : لا تكلّفك سياقا ، وناقة رسلة أيضا : ليّنة المفاصل. وشعر رسل : إذا كان مسترسلا والرسل : ما أرسل من الغنم الى الرعي. والرسل : اللبن ، وقياسه ما ذكرناه ، لأنّه يترسّل من الضرع. ويقال أرسل القوم : إذا كان لهم رسل وهو اللبن. وتقول جاء القوم أرسالا : يتبع بعضهم بعضا ، مأخوذ من هذا ، الواحد رسل. والرسول : معروف. وتقول على رسلك ، أي على هينتك ، وهو من الباب ، لأنّه يمضى مرسلا من غير تجشّم. والرسل : الرخاء والمرسلات : الرياح. مصبا- رسل رسلا من باب تعب ، وبعير رسل : ليّن السير ، وناقة رسلة ، والرسل : القطيع من الإبل ، والجمع أرسال ، وشبّه به الناس فقيل جاءوا- أرسالا أى جماعات متتابعين. وأرسلت رسولا : بعثته برسالة يؤدّيها ، فهو فعول بمعنى مفعول يجوز استعماله بلفظ واحد للمذكّر والمؤنّث والمثنّى والمجموع ويجوز التّثنية والجمع ، فيجمع على رسل. واسكان السين لغة ، وأرسلت الطائر من يدي : إذا أطلقته. وحديث مرسل : لم يتّصل اسناده بصاحبه. وأرسلت الكلام إرسالا : أطلقته من غير تقييد. وترسّل في قرائته بمعنى تمهّل فيها. قال اليزمدي : الترسّل والترسيل في القراءة : هو التحقيق بلا عجلة.

وتراسل القوم : أرسل بعضهم الى بعض رسولا أو رسالة.

الفروق 222- الفرق بين الإرسال والإنفاذ : أنّ قولك أرسلت زيدا الى عمرو يقتضى انّك حملته رسالة اليه أو خبرا أو ما أشبه ذلك ، والإنفاذ لا يقتضى هذا المعنى ، ألا ترى انّه ان طلب منك إنفاذ زيد اليه فأنفذته اليه قلت أنفذته ، ولا يحسن أن تقول أرسلته ، وانّما يستعمل الإرسال حيث يستعمل الرسول.

والفرق بين البعث والإنفاذ : انّ الإنفاذ يكون في حمل أو غير حمل ، والبعث لا يكون حملا ، ويستعمل فيما يعقل دون ما لا يعقل ، فتقول بعثت فلانا بكتابي ، ولا يجوز- بعثت كتابي اليك ، كما تقول أنفدت كتابي اليك ، وتقول أنفذت اليك جميع ما تحتاج اليه.

والتحقيق

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الإنفاذ مع الحمل ، بمعنى أن تنفذ شيئا مع قيد أن تجعله حاملا لأمر ، ويلازم هذا المفهوم التحرّك و‌ و السير ولو معنويّا. وقد تقدّم في البعث : أنّ الإرسال والتوجيه يلاحظ فيهما جهة بعد البعث والانهاض ، كما انّ الإيصال يلاحظ فيه مفهوم الانتهاء.

والمرسل أعمّ من أن يكون روحانيّا أو مادّيّا ، من انسان أو شيطان أو حيوان أو جماد لا يشعر ، ويلاحظ في كلّ منها التوجيه الى جانب لأداء وظيفة و- العمل برسالة منظورة.

فالروحاني كما في- { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا } [مريم : 17]

والجسماني من الإنسان كما في- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ...} [التوبة : 33] ،  {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} [هود : 25] . {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ.. } [المؤمنون : 45] ، {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء : 123]

ومن الحيوان كما في- {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} [الفيل : 3]

ومن موجودات غير شاعرة كما في- { وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ } [الفرقان : 48] ، {وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا..} [الأنعام : 6] ، {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} [الأعراف : 133] .

ومن الشياطين كما في- { أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [مريم : 83] ومن الملائكة كما في- {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا} [الحج : 75]

فظهر أنّ العمل بالرسالة الموظّفة : إمّا تكليفيّة وبالاختيار ، كما في المرسلين والأنبياء الموظّفين للتبليغ وأداء رسالات اللّه العزيز.

وإمّا بالقهّاريّة والجبّاريّة : كما في موجودات غير شاعرة ، كالجمادات.

فيعلم أنّ مراتب الموجودات من الروحانيّات والجسمانيّات ، من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون ، طوعا أو كرها اختيارا أو جبرا : تحت حكومة اللّه المتعال وجنود له تعالى ، يسجدون له طوعا أو كرها- {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفتح : 4] ، { إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب : 9] .

ثمّ إنّ الأصل في تكوين الموجودات : كونهم جنود لطف ورحمة وعطوفة بالفعل ، ولكنّهم يكونون بالقوّة بخروجها عن الاعتدال جنود قهر وعذاب وبلاء ، كالماء إذا طغى ، والريح إذا اشتدّ ، والمطر إذا تجاوز الحدّ ، والهواء إذا خرج عن الاعتدال ، والأرض إذا اختلّ نظمها وتزلزلت ، وهذا كما في المزاج الجسماني.

{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا } [القمر : 19] ، {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً...} [القمر : 31] ، {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ : 16 ] {فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا} [العنكبوت : 40] ، {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} [الرعد : 13] ، {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الإسراء : 68] {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ..} [الرحمن : 35] ، {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} [الحجر : 58]

فهذا كمال القدرة ونهاية السلطة والحكومة وتمام النفوذ والاستيلاء ، وللعبد أن يراقب نفسه وعمله وحاله ، ولا تجعلها في معرض القهر والغضب.

{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} [الأعراف : 97]

وأمّا الفرق بين الرسول والنبي : فانّ النبي من له مقام تكويني ومنزل إلهي ومرتبة روحانيّة معنويّة فوق المراتب المتداولة ، وهذا المقام هو المعدّ لإعطاء منصب الرسالة ، فكلّ رسول لا بدّ وأن يكون قبل نبيّا ، وأمّا النبي فقد لا يكون رسولا.

و كلمة النبي مأخوذة من النبوة واويّة ، بمعنى الرفعة والعلوّ ، وليست من مادّة النبأ بمعنى الخبر ، وقد اشتبه عليهم هذا الأمر وتشابهت اللغتان.

نعم للنبي ص مقام رفيع ومنزلة عالية وفطرة مخصوصة نورانيّة فوق ما يحوزه الناس ، وهذه الحيثيّة تلاحظ إذا تستعمل هذه الكلمة أو يخاطب النبي بها.

كما في- النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، يا أيّها النبي حسبُك اللّه ومَن اتّبعك ، قال انّى عبد اللّه آتاني الكتاب وجعلني نبيّا.

كما انّ كلمة الرسول إذا استعملت تلاحظ فيها مفهوم تحمّل الرسالة- كما في قوله تعالى {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ...} [آل عمران : 32] ، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ...} [الأعراف : 158] ، {وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ...} [الأعراف : 61] ، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} [المائدة : 67] ، {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ} [المائدة : 99] .

وبهذا اللحاظ : يخاطب بالنبي [يا أيّها النبي] في الموارد الّتي ترجع الى امور شخصيّة وفي خطابات خصوصيّة ، كما في- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ } [الأحزاب : 28] ، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم : 1].

فظهر لطف التعبير بكلّ من الكلمتين في موارد استعمالهما.

ثمّ انّه إذا لوحظ مفهوم من حمل الرسالة واتّصف بها فقط : فيعبّر بالرسول فيقال- {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة : 253] ، { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [النساء : 165] . {وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} [الدخان : 13] ، {رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ} [البقرة : 129] .

وإذا لوحظ الرسول بقيد انّه من جانب اللّه المتعال : فيعبّر بالمرسل ، كما في {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} [النمل : 10] ، {فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ..} [يس : 14] ، {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء : 123] ، {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا} [الرعد : 43] .

وإذا كان النظر الى نفس الرسالة : فيعبّر بها فقط - {فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة : 67] .

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة : 2] , { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129] - { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } [البقرة : 151] - { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران : 164] - يظهر من هذه الآيات الكريمة أنّ- ما يحمل الرسول في رسالته هو هذه الأمور الخمسة.

1- يتلو عليهم آياته - أى يجعل آياته في مقام الاظهار والإبلاغ أمامه وفيما بين يديه وفي معرض نظرهم ونصب أعينهم ، حتّى يشاهدوها- راجع التلو ، وقلنا انّ الآية ما يكون موردا للتوجّه والقصد في السير الى المقصود ووسيلة للوصول بها اليه ، فتشمل الآيات : كلّ آية تكوينيّة أو تدوينيّة أو كلاميّة توصل الى ما هو المقصود من معرفة اللّه المتعال ومعرفة جلاله وجماله وعظمته وصفاته العليا وأسمائه الحسنى.

2- ويُزكّيهم- أى يهذّبهم من العقائد والأفكار المنحرفة ، والأخلاق والصفات النفسانيّة الرذيلة ، والأعمال والعادات القبيحة. حتّى يستعدّوا لتعلّم المعارف والحقائق الالهيّة.

3- ويُعلّمهم الكتاب- يراد ما ضبط من المقرّرات والأحكام الالهيّة المتعلّقة بأمور الحياة وادامة المعيشة الدنيويّة ، من الوظائف التعبّديّة والمعاملات فيما بين الناس والآداب والسنن.

4- والحكمة- يراد نوع خاصّ من الأحكام القطعيّة ، من المعارف والحقائق الخاصّة الروحانيّة- راجع الحكم.

5- وما لم تكونوا تعلمون- ممّا يرجع الى أحوال الماضين وجريان أمورهم ، وما يتعلّق بالأمور الدنيويّة والاخرويّة والاجتماعيّة وغيرها.

هذه الأمور هي التي يحملها الرسول ليبلّغها ويعمل بها في مأموريّته ، والنّتيجة من العمل بهذه المأموريّة : قوله تعالى- {أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة : 33]

وأمّا مقام الرسول : فهو خليفة اللّه على الخلق والواسطة بينه تعالى وبينهم ، ولا يشاء الّا ما شاء اللّه ، وليس له في حياته برنامج الّا اجراء الرسالة وإبلاغ الأمر ، وعلى هذا قد ورد في القرآن الكريم في 28 موردا : أن قارن طاعته بطاعته ، ولم يرد هذا المعنى بالنسبة الى النبي ص.

{أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ...} [الأنفال : 20] ، {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء : 59] ، و {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء : 80] ، {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا..} [النور : 47] .

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا} [المرسلات : 1 - 3] - العرف ضدّ النكر ، والنكر صيرورة شي‌ء منكرا عند العقل والعقلاء فينكرونه ، كما أنّ العرف هو المعروفيّة عند العقل بحيث يعرفه ويصدّقه ، يقال أمر بالعرف أى السوق الى ما يعرف ونهى عن المنكر.

يراد التي أرسلت لإجراء العرف ولتحقّق المعروف وبسطه ، فهو منصوب على انّه مفعول لأجله.

ولمّا كان الرسول مظهر مشيّة اللّه ومجرى ارادته في عالمه مختارا أو مقهورا : فلازم أن يكون في كلّ مرحلة ومرتبة من الوجود رسولا يناسب تلك المرتبة (رسولا من أنفسهم) حتّى يجرى أمره وينفذ حكمه طوعا أو كرها.

{أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا...} [الفرقان : 48] ، {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا... } [الفيل : 3] ، {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا} [البقرة : 151] ، {وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا} [الأنعام : 6] ، {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ} [الأعراف : 133] , {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا.. } [مريم : 17] ،

{أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ... } [مريم : 83] ، {أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى..} [المؤمنون : 44] ، {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا...} [الأحزاب : 9] ،  {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ...} [سبأ : 16] ، {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً} [القمر : 31] , {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} [الذاريات : 33]  ، {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً... } [الأنعام : 61] ، {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ...} [الرعد : 13] ، {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ...} [هود : 70] ، {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا} [الحج : 75] . { تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} [الأنعام : 61] , {إِنَّ رُسُلَنٰا يَكْتُبُونَ مٰا تَمْكُرُونَ...}  ، {ولَمّٰا جٰاءَتْ رُسُلُنٰا إِبْرٰاهِيمَ}.

قلنا انّ الموجودات جنود بالقوّة للّه المتعال ، والجند : هي الجمعيّة المتشكّلة الّتى تدافع عن شخص أو مرام. والرسول هو المأمور في اجراء تكليف أو وظيفة.

ففي كلّ من مراحل الخلق والطبيعة ، وفي كلّ شأن من شئون مراتب العالم ، في عالم الجماد والنبات والحيوان والإنسان والملائكة والعقول : لا بدّ أن يكون رسولا مأمورا لتنظيم أمورها وإيصال ما يلزم لها في ادامة حياتها المادّيّة أو المعنويّة ، وإيفاء ما يجب من أداء حق التربية الجسمانيّة أو الروحانيّة.

والرسول في كلّ مرتبة هو المنتخب فيها والمطيع لأمر اللّه والمظهر لحكمه والمجرى لإرادته والخاضع الساجد له طوعا أو كرها ، فحري بأن يذكر أسماؤهم ويقسم بهم.

وكلّ من هؤلاء الرسل في أي مرحلة وفي صراط لطف أو قهر : انّما يكون مأمورا في اجراء حكم عدل وبسط أمر عرف ولإبلاغ ما يجب عليه في محيط مأموريّته.

واجراء المأموريّة انّما يتحقّق بأسرع صورة وحركة وأدقّ جريان ونفوذ ، واشدّ سير وعصف ، ثمّ ينشرون ما يجب عليهم النشر ويوصلون الأمر الى كلّ من كان تحت محيط مأموريّته ، فيتحصّل التشخّص ويتحقّق الافتراق والشخصيّة لكلّ فرد.

ولكلّ من هذه المباحث شرح وتحقيق وتفصيل ليس موضع ذكرها هنا.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .