طريقة تحليل العوامل (المعايير المستخدمة):

تستخدم هذه الطريقة مجموعة من المعايير الاقتصادية والاجتماعية ذات الاعتماد المتبادل، وعلى اساس تلك المعايير يتم تحديد انطقة التأثير الوظيفي ذات التجانس النسبي و بتطابقها يتم تحديد الاقليم الوظيفي للمدينة ويتطلب استخدام هذه الطريقة جمع البينات ميدانياً. اما فيما يتعلق بعدد الوظائف المستخدمة في تحديد الاقليم الوظيفي للمدينة فهي مختلفة اذا يرتبط عدد المعايير المستخدمة بمجموعة من العوامل منها حجم المدينة وتركيبها الوظيفي والمناطق المجاورة لها. فنلاحظ ان بعض الدراسات قد اقتصرت في تحديدها للإقليم على وظيفة او خدمة واحدة، كالدراسة التي اجرها ديكنسون Dikenson التي سعى فيها لتحديد اقليم مدينة ليون الفرنسية Lyon والتي اعتمد فيها على معيار التسوق فقط، اما الباحث مكنزي Macaonze فقد اتخذ من توزيع الصحف معياراً لتحديد اقليم مدينة شيكاغو Chicago. وهناك من الباحثين من اعتمد على عدة معايير مقياساً لتحديد اقليم المدينة. كالدراسة التي قام بها الباحث ادوارد اولمان Edword L. ullman في دراسته لمدينة Mobile الذي اعتمد على ستة معايير لتحديد اقليم هذه المدينة وهي (تجارة جملة البقالين، جملة اللحوم، جملة الادوية، تجارة المفرد، توزيع الصحف ، البنوك). اما الباحث هاوارد كرين (H. W. Green) فقد استخدم سبعة معايير وظيفية وخدمية لتحديد اقليم مدينتي نيويورك وبوسطن الامريكيتين والتي تتمثل بالمعايير الاتية: (تذاكر القطارات، الشحنات المنقولة بالسيارات الى كل من المدينتين، توزيع الصحف الصادرة في كل من المدينتين، المكالمات الهاتفية خارج المدينتين، مواطن الذين يقضون اجازاتهم في المدينتين، العناوين التجارية لمدراء المؤسسات الصناعة الرئيسة، الخدمات المصرفية).

اما الباحث شولر Schöller فقد استخدم عشرة معايير لتحديد اقليم مدينة سيكن Siegen في المانيا الاتحادية التي تمثلت بمعايير (منطقة رحلة العمل اليومية، خدمات سكك الحديد في المدينة، خدمات الباصات المتوجهة الى المدينة، الحدود الادارية، المناطق الادارية، خدمات المدارس الثانوية، خدمات المدارس التقنية، مناطق توزيع الصحف الصادرة في المدينة، الخدمات الصحية، مناطق تجارة المفرد) , اما الباحث جانسي هرس Chauncy Harris فقد استخدم اثنى عشر معياراً لتحديد اقليم مدينة سالت ليك Salt Lake city والتي تتمثل بالمعايير الآتية (تجارة المفرد، وتجارة جملة البقالين، تجارة جملة العقاقير، البث الاذاعي، الخدمات القانونية، التجارة العامة، الخدمات الادارية، الخدمات المصرفية، توزيع الصحف، الخدمات الدينية، خدمات الهاتف، مناطق انتاج البترول، وخدمات الافران).

اما الباحثون العرب فاستخدموا عدة معايير ايضاً لتحديد اقليم المدينة، اذ استخدم الباحث خالد المطري تسعة معايير لتحديد اقليم مدينة مكة المكرمة وتتمثل بالمعايير الآتية (الخدمات التعليمية، الخدمات الاعلامية والثقافية، المعيار الزراعي، الخدمات التجارية، الخدمات الصناعية، خدمات الموصلات ورحلة العمل، الخدمات الصحية، المعيار الاداري، خدمات تزويد المدينة بالماء والكهرباء), اما الباحث محمد خالد حربه فقد اعتمد في تحديده للأقاليم الوظيفية لمدن دمشق وحماه ودير الزور على اربعة معايير هي (الخدمات التجارية، خدمات التعليم الجامعي، خدمات المعاهد، الخدمات الصحية). ان لتحديد اقليم المدينة اهمية بالغة في اعداد التصاميم الاساسية لها ولإقليمها، مما يحقق اهداف التنمية الشاملة، كما يحقق الاسس التي تقوم عليها مهام التخطيط الاقليمي والتنمية وبالتالي التوجه نحو الاساليب الصحيحة والمتوازنة لاستغلال الموارد، ويحقق تحديد الاقليم ايضاً الكفاءة الوظيفية من خلال التوزيع الامثل للوظائف والخدمات في الاقليم كوحدة مكانية، كما يسهم في الوقوف على التحديد الفعلي بالاعتماد على الاساس الاداري وبالتالي الوقوف على نوع العلاقات التي تربط المدينة بإقليمها والتفاعل الحاصل بينهما.