المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



معنى كلمة رجس  
  
23675   07:32 مساءاً   التاريخ: 8-06-2015
المؤلف : حسن المصطفوي
الكتاب أو المصدر : التحقيق في كلمات القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ج4, ص60-65
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / مصطلحات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11/9/2022 1301
التاريخ: 2-1-2023 1906
التاريخ: 9-4-2022 2133
التاريخ: 21-1-2016 27200

مقا- رجس : أصل يدلّ على اختلاط، يقال هم في مرجوسة من أمرهم أى اختلاط. والرجس : صوت الرعد، وذلك انّه يتردّد، وكذلك هدير البعير رجس. وسحاب رجّاس، وبعير رجّاس. وحكى ابن الأعرابى : هذا راجس حسن ، أى راعد حسن.

ومن الباب الرجس : القذر، لأنّه لطخ وخلط.

اس- شي‌ء رجس، وقد رجس ورجس رجاسة. ورجست السماء رجسا وارتجست : قصفت بالرعد. وسمعت رجس الرعد، ورجس الهدير، وسحاب رجّاس وراجس ومرتجس. وعفت الديار الغمام الرواجس والرياح الروامس. والناس في مرجوسة أى في اختلاط. ومن المجاز : {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج : 30]. ووقع عليكم من ربّكم رجس وغضب ، أى عذاب لأنّه جزاء ما استعير له اسم الرجس.

مصبا- الرجس : النتن. والرجس : القذر. قال الفارابي : كلّ شي‌ء يستقذر فهو رجس. وقال النقاش : الرجس : النجس . وقال في البارع : وربّما قالوا- الرجاسة والنجاسة ، أى جعلوهما بمعنى. وقال‌ الأزهري : النجس القذر الخارج من بدن الإنسان، وعلى هذا فقد يكون الرجس والقذر والنجاسة بمعنى . وقد يكون القذر والرجس بمعنى غير النجاسة ورجس رجسا من باب تعب، ورجس من باب قرب لغة . والنرجس : مشموم معروف ، والنون زائدة باتّفاق.

التهذيب {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ} [المائدة : 90] قال الزّجاج : الرجس في اللغة اسم لكلّ ما استقذر من عمل، فبالغ اللّه في ذمّ هذه الأشياء وسمّاها رجسا. ويقال : رجس الرجل رجسا ورجس يرجس إذا عمل عملا قبيحا. والرجس : شدّة الصوت، فكأنّ الرجس العمل الّذى يقبح ذكره ويرتفع في القبح. ورعد رجّاس : شديد الصوت. وأمّا الرجز : فالعذاب أو العمل الّذى يؤدّى الى العذاب. وقال ابن الكلبي في قوله-. {رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً} : الرجس المأثم. وقال مجاهد في قوله- كذلك يجعل اللّه الرجس : ما لا خير فيه.

والتحقيق‌

أنّ ما يظهر من هذه الكلمات ومن موارد استعمال المادّة في الكتاب الكريم وغيرها : أنّ الأصل الواحد فيها هو ما يكون غير مناسب وغير لايق شديدا بحيث يعدّ في الخارج عند العرف العادلة والعقل السالم مكروها وقبيحا مؤكّدا.

وهذا الأصل له مصاديق : كالقذر والنجس والخلط والوسخ وكل ما يستقذر والصوت الشديد الخارج عن الاعتدال أو الصوت المكروه والشكّ والكفر واللعنة وما يرتفع في القبح وما لا خير فيه وهدير البعير والنتن.

فهذه مفاهيم مختلفة تذكر للمادّة في المعاجم، غفلتا عن الأصل الواحد الجامع بين هذه المعاني، وبهذا التحقيق تنكشف الحقيقة المرادة في موارد استعمالها‌ و لا سيّما في القرآن الكريم.

والفرق بينها وبين القذر والنجس والوسخ والرجز والنتن والخلط :

أنّ الرجز كما قلنا هو المضيقة بعد تقليب. والقذر في مقابل النظيف. والوسخ ما يعلو الثوب وغيره من قلّة التعهّد. والنجس في مقابل الطاهر. والخلط ما فيه اختلاط بغير جنسه. والنتن ما خبث ريحه.

فظهر أنّ الرجس هو ما لا يناسب تعلّقه ولا يليق أن يرتبط بشي‌ء منظور مع كونه مكروها شديدا في نفسه، سواء كان مادّيّا أو معنويّا. وهذا المفهوم أعمّ من المعاني المذكورة.

وقيود الأصل لا بدّ أن تلاحظ في المصاديق. فالكفر والخلط والشكّ والصوت الشديد وغيرها من مصاديق الرجس بلحاظ انّها مكروهة وغير مناسبة وممّا لا تليق ان ترتبط بموضوعاتها لا من حيث هي هي.

والمرجاس بمعنى الحجر يطرح في قعر البئر يقدّر به مقدار الماء والخلط : لعلّه بمناسبة الخلط والقذر فيها، أو انه من خلط اللغتين المرداس والمرجاس.

وأمّا النرجس : فهو معرّب نرگس فارسيّة، من الرياحين له بصل وزهر أبيض أو أصفر، تشبّه به الأعين.

{كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام : 125] ، {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [يونس : 100] . {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة : 125]- الايمان و- العقل ، والعمل بمقتضاهما : هي ما يوجبها صراط الانسانيّة ويقتضيها الاعتدال والفطرة الخالصة الأوّليّة. ثمّ إذا خرج الإنسان عن هذه الطريقة العادلة‌ و انحرف عن فطرته الزاكية الخالصة بالشرك والكفر والإثم : فقد خولطت فطرته المستقيمة واستقذرت طبيعته الطاهرة وتلطّخت بالقبائح وتلوّثت بالبغي والفساد والرذائل واستوجبت اللعنة والبعد والظلمة والعذاب. فهذه كلّها أرجاس، فزادهم اللّه رجسا الى أرجاسهم ، وأضلّهم وعذّبهم بمقتضى ما تقتضي طبيعتهم وتستعذب طريقتهم.

{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج : 30]- أي ما لا يليق به ولا ينبغي أن يتّصف به انسان من الصفات المكروهة والأعمال القبيحة غير المناسبة بشأنه من الانحرافات والآثام الناشئة عن التوجّه الى الأوثان والتثبّت على التعهّدات المخالفة النفسانيّة.

{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [المائدة : 90] - {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ} [التوبة : 95]- {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} [الأنعام : 145]- الرجس امّا في الأفكار والاعتقادات أو في الأخلاق والصفات الباطنيّة أو في الأعمال والأفعال الظاهريّة ، أو في الموضوعات الخارجيّة والنفس الأمريّة ماديّة أو معنويّة.

فهذه موضوعات خارجيّة ماديّة جسمانيّة، وهي كريهة في أنفسها وقبيحة من حيث ذواتها، من جهة أنّها ملطوفة بالفساد ومتلوّثة بالشرّ والضرر، منحرفة عن الخير والصلاح، خارجة عن الاستقامة والفلاح، وفيها مضرّات جسمانيّة وروحانيّة وأخلاقيّة، وقد تجسّمت الشرّ والفساد والرجاسة في هذه الموضوعات وتجلّت فيها، وانّها مظاهر للانحراف والرجس.

فنسبة الرجس الى هذه الموضوعات : تدلّ على المبالغة والتشديد والتأكيد.

{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33] ارادة اللّه تعالى يلازم الوقوع والتحقّق كما قال- { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس : 82] وقال :{لِيُذْهِبَ} دون ليزيل : اشارة الى أنّ الرجس ليس ثابتا ولم يكن راسخا فيهم ليحتاج الى الازالة ، والاذهاب هو التنحية عنهم إذا كان قريبا منهم.

والرجس مطلق ما يكون كريها ولا يليق أن ينسب الى ساحة وجودهم من الأفكار المنحرفة والصفات الرذيلة والأعمال المنهيّة والآداب التي لا يليق بهم ولا ينبغي لهم.

وذكر التطهير بعد اذهاب الرجس تأكيد ومبالغة في تزكيتهم وتنزيههم فلا يكتفى بأذهاب الرجس بل يطهّرهم بعد تطهيرا وكلمة أهل البيت : قلنا في الأهل انّها مركّبة يراد منها مفهوم واحد ويعبّر عنه بالفارسيّة بكلمة - خانواده.

وقد عقدنا بابا في كتابنا- الحقايق في تاريخ الإسلام : أنّ المراد من أهل البيت بتعيين النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هم الخمسة النجباء أهل الكساء - فراجع.

ولا يخفى أنّ هذه الآية الكريمة تدلّ على تعظيم أهل البيت وتجليلهم وتكريمهم وترفيع مقامهم بما لا يتصوّر أعلى منه، وهو فوق العصمة، فانّ الرجس أعمّ من الحرام والمنهي، ويشمل جميع أنواع ما يستكره.

فظهر لطف التعبير بهذه الكلمة في هذه الموارد والآيات، دون نظائرها.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .