أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-29
![]()
التاريخ: 2023-03-11
![]()
التاريخ: 9-10-2014
![]()
التاريخ: 4-12-2015
![]() |
شهد التاريخ البشري ألوان الانحرافات عن خط التوحيد ، والصفة البارزة في هذه الانحرافات هو الاعتقاد بوجود آلهة متعددة لهذا العالم. وفكرة التعدّد انطلقت من ضيق نظرة أصحابها الذين راحوا يعيّنون لكل جانب من جوانب الكون والحياة إلهاً ، وكأنّ ربوبيّة العالمين لا يمكن إناطتها لمصدر واحد !! وراحت بعض الأمم تصنع الآلهة لأُمور جزئية كالحب والعقل والتجارة والحرب والصيد.
اليونانيّون مثلا كانوا يعبدون اثنتي عشرة ألهه وضعوها على قمة (أولمپ)
وكل واحدة منها تمثل جانباً من صفات البشر !! (1).
والكلدانيّون اعتقدوا بإله الماء وإله القمر وإله الشمس وإله الزهرة ، وأطلقوا على كل واحد منها اسماً معيناً ، واتخذوا فوق ذلك «مردوخ» إلهاً أكبر لهم.
والروم تعددت آلهتهم أيضاً ، وراج سوق الشرك عندهم أكثر من أية أمّة اُخرى. فقد قسموا الآلهة إلى مجموعتين : آلهة الأسرة وآلهة الحكومة. ولم يكونوا يكنون ولاء لآلهة الحكومة ، (لعدم ارتياحهم من حكومتهم!).
وقد ورد في التاريخ أن الروم اتخذوا لهم ثلاثين ألف إلهاً حتى قال أحد رجالهم مازحاً : إن عدد الهتنا من الكثرة إلى درجة أنها اكثر من المارّة في الأزقة والطرقات ، وكلّ واحد منها مظهر من مظاهر الكون المشهودة ، إله مثل إله الزراعة ، وإله المطبخ ، وإله مستودع الطعام ، وإله البيت ، وإله النار ، وإله الفاكهة ، وإله الحصاد ، وإله شجرة العنب ، وإله الغابة ، وإله الحريق ، وإله بوابة روما ، وإله بيت النار(2).
وللخلاصة ، أن البشرية كانت غارقة في وحل الخرافات كما أنها تعاني الآن أيضاً من ذلك الموروث السقيم.
وفي عصر نزول القرآن كان في الجزيرة العربية وفي كثير من مناطق العالم ، آلهة تعبد من دون الله. كما كانت عبادة الأفراد رائجة ، وإلى ذلك يشير القرآن في خطابه لليهود والنصارى إذ يقول : {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } [التوبة : 31]
بعبارة موجزة ، حين تنحرف البشرية عن خط التوحيد ، وتتورط في شراك الخرافات وفخاخ الاوهام. فمضافاً الى أنها تساهم في تغريب العقل وانحطاط الفكر ، تؤدي الى تشتت المجتمع وتعمل على تمزيقه.
خط التوحيد الذي دعا إليه الأنبياء يتميز بنبذ الآلهة المتعددة ، وهداية البشرية نحو الإله الواحد الاحد ، وانطلاقا من هذه الأهمية القصوى للقضاء على الآلهة المتعددة جاء التأكيد القرآني بعد آية البسملة بقوله : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الفاتحة : 2 ]
وبهذا يرسم القرآن الكريم خط البطلان على جميع الآلهة المزيفة وارباب النوع ويلقي بها في وادي العدم مكانها الاوّلي ، ويغرس محلّها أزهار التوحيد والاتحاد.
هذا التأكيد يتلوه الإِنسان المسلم عشر مرات في صلواته اليومية ـ على الأقل ـ لتترسخ فكرة التوحيد ، وفكرة رفض ربوبية كل الأرباب والآلهة ، غير ربوبيّة الله ربّ العالمين.
_________________
1- أعلام القرآن ، ص 202 .
2- تاريخ " آلبرماله " ج1 ، ، الفصل 4 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|