أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015
1881
التاريخ: 11-3-2016
3133
التاريخ: 21-06-2015
2700
التاريخ: 21-06-2015
2681
|
سابق (1) البربري
ليس بين أيدينا أخبار كثيرة عن سابق، وكل ما نعرف عنه أنه كان قاضي الرقة بالموصل وإمام مسجدها وأنه كان يفد على عمر بن عبد العزيز يعظه. فهو من وعاظ العصر، وشعره يفيض تقوي وورعا ودعوة الى التقشف والفرار الى الله من الدنيا ومتاعها الزائل، ونراه يثور على الأغنياء الذين يعيشون لجمع المال ثورة عنيفة، يقول:
فحتي متي تلهو بمنزل باطل … كأنك فيه ثابت الأصل قاطن
وتجمع ما لا تأكل الدهر دائبا … كأنك في الدنيا لغيرك خازن
أموالنا لذوي الميراث نجمعها … ودورنا لخراب الدهر نبنيها
والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت … أن السلامة منها ترك ما فيها
وكان لا يزال يكثر من حديث الموت، وأنه نازل عما قريب، فينبغي لكل إنسان أن يعد العدة للرحيل، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من عمل عملا صالحا، ومن قوله في ذلك:
إذا الجسد المعمور زايل روحه … خوي وجمال البيت يا نفس آهله
وقد كان فيه الروح حينا يزينه … وما الغمد لولا نصله وحمائله
إذا الأرض خفت بعد ثقل جبالها … وخلي سبيل البحريا نفس ساحله
فلا يرتجي عونا على حمل وزره … مسئ وأولي الناس بالوزر حامله
ونراه يدعو الى الرضا بقضاء الله، فلا معدي عنه، ولا منصرف إلا إليه، وأولي بنا أن نصبر وأن لا نجزع، وهو يردد ذلك في أشعاره على شاكلة قوله:
وإن جاء مالا تستطيعان دفعه … فلا تجزعا مما قضي الله واصبرا
ويظهر أنه كان شاعرا مكثرا، يدل على ذلك قول الجاحظ واصفا زهدياته:
«لو أن شعر سابق البربري كان مفرقا في أشعار كثيرة لصارت تلك الأشعار أرفع مما هي عليه بطبقات. . ولكن القصيدة إذا كانت كلها أمثالا لم تسر.
ومتي لم يخرج السامع من شئ الى شئ لم يكن لذلك عنده موقع».
(1) انظر في سابق تاريخ ابن عساكر 6/ 38 والخزانة 4/ 164 والبيان والتبيين 1/ 206 والمبرد ص 253.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|