أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2015
4010
التاريخ: 22-03-2015
2155
التاريخ: 22-03-2015
8128
التاريخ: 5-6-2017
12037
|
خطباء المحافل
مر بنا أن العرب عرفوا من قديم هذا اللون من الخطابة، إذ كانوا يقدمون على ملوكهم وأمرائهم، فيخطبون بين أيديهم مثنين عليهم، ومفاخرين بقبائلهم.
وكانوا يخطبون في أقوامهم مصلحين بين العشائر أو منافرين أو حاثين على الحرب أو داعين لأن تضع أوزارها. وكثيرا ما خطبوا في الأسواق وفي عقد المصاهرات.
ونراهم بعد فتح مكة يقدمون على الرسول زرافات، يتقدمهم خطباؤهم وكانوا كثيرا ما يخطبون بين أيدي الخلفاء الراشدين. ولا نتقدم في عصر بني أمية، حتي تنشط هذه الخطابة نشاطا واسعا، وكان مما أذكي جذوتها في نفوسهم أن الأمويين وولاتهم فتحوا أبوابهم للعرب، كي يطمئنوا الى حسن ولائهم لدولتهم، فكانت وفودهم تمثل بين أيديهم، وكانوا يغدقون عليها إغداقا واسعا.
ومعاوية هو أول من فتح أبوابه على مصاريعها لتلك الوفود، فكانت ترد تباعا الى ساحته، تعلن تارة ولاءها، وتارة تعرض ظلامة لها، وهو دائم الحفاوة بها، يضفي عليها من نواله الغمر، وتبعه الخلفاء الأمويون من بعده يستنون سنته.
وممن اشتهر بالخطابة بين يديه سحبان، خطيب وائل، وقد اشتهر بخطبته «الشوهاء» التي خطب بها عنده، فلم ينشد شاعر ولم يخطب خطيب (1)،
ويقول الجاحظ: «إنه كان أذكر الناس لأول كلامه وأحفظهم لكل شئ سلف من منطقه (2)». ومنهم الأحنف بن قيس خطيب تميم الذي لا يدافع وصحار بن عياش العبدي، الذي قال له معاوية: «ما هذه البلاغة التي فيكم؟ قال: شيء تجيش به صدورنا فتقذفه على ألسنتنا (3)» ومعاوية يشير الى ما اشتهر به قومه بنو عبد القيس من الخطابة. ويذكر الجاحظ من خطبائهم بنو صوحان وكانوا شيعة، ومصقلة بن رقبة ورقبة بن مصقلة وكرب بن مصقلة (4)، ويقول إنه كان لهم خطبة تسمي «العجوز» ومتي تكلموا فلا بد لهم منها أو من بعضها (5) ويقابل آل رقبة وصوحان في بني عبد القيس آل الأهتم في تميم، وعلي رأسهم عمرو بن الأهتم الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم وقد استمع الى بعض كلامه البليغ «إن من البيان لسحرأ» وكان أخوه عبد الله على مثاله خطيبا رائعا، وله مقامات ووفادات (6)، ومثله ابناه صفوان وعبد الله، وخالد بن صفوان وشبيب بن شيبة بن عبد الله. ومن الخطباء الأبيناء عبد العزيز بن زرارة الكلابي، وهو الذي خاطب معاوية بقوله (7):
«يا أمير المؤمنين لم أزل أستدل بالمعروف عليك، وأمتطي النهار إليك، فإذا ألوي (8) بي الليل فقبض البصر وعفي الأثر أقام بدني وسافر أملي، والنفس تلوم والاجتهاد يعذر، وإذ قد بلغتك فقطني (9)».
وواضح ما في هذه الخطبة القصيرة من دقة التعبير وجمال التصوير. وعلي هذا النحو تمضي خطابة المحافل، إذ كان الخطيب يروي فيها طويلا حتي يروق لفظه الخليفة ومن بحضرته، وربما جعلهم ذلك يسجعون في خطابتهم حتي يخلبوا الألباب بحسن بيانهم. وبلغ من إحسانهم لمنطقهم أن كان شباب الكتاب في دواوين دمشق يحضرون مقاماتهم حريصين على استماعهم. وكانت هناك مواقف سياسية كثيرة تدعو هؤلاء الخطباء الى المنافسة الحادة بينهم وأن يحاول كل منهم إحراز الغلبة على نحو ما كان من خطباء الوفود الذين تباروا يوم عقد معاوية
البيعة لابنه يزيد (10)، وعلي نحو ما كان من عمران بن عصام العنزي في خطبته التي صدر فيها عن رغبة عبد الملك في خلع عبد العزيز أخيه والبيعة لابنه الوليد (11).
ومن ذلك الجمع بين التهنئة بالخلافة والتعزبة، وكان أول من فتح هذا الباب عبد الله بن همام السلولي الكوفي، فقد دخل على يزيد بن معاوية حين استخلف والناس مجموعون على بابه ينهيبون القول، فقال (12):
«يا أمير المؤمنين آجرك الله على الرزية، وبارك لك في العطية، وأعانك على الرعية، فلقد رزئت عظيما، وأعطيت جسيما، فاشكر الله على ما أعطيت، واصبر له على ما رزيت، فقد فقدت خليفة الله، ومنحت خلافة الله، ففارقت جليلا، ووهبت جزيلا». .
وبذلك انفتح باب الكلام للخطباء. وتلقانا من هذا التأبين الممزوج بالتعزية نصوص متعددة في المناسبات المماثلة. وممن اشتهر بكثرة الوفادات عليه من خلفاء بني أمية عبد الملك بن مروان، فكانت ترد على بابه الوفود من كل قطر، وكان الحجاج كثيرا ما يستصحب معه طائفة من وجوه أهل العراق ويقوم خطباؤهم بين يديه. وكان سليمان ابنه يتأله فوفد عليه غير واعظ من مثل أبي حازم (13)، ولم يكثر الوعاظ على باب كثرتهم على باب عمر بن عبد العزيز (14)، منهم خالد بن صفوان وعبد (15) الله بن الأهتم ومحمد (16) بن كعب القرظي.
وكان هشام بن عبد الملك يوسع لخالد بن (17) صفوان في مجالسه، ولما فر الكميت من سجن خالد القسري وضاقت به الأرض بما رحبت لجأ الى ساحته متوسلا ببعض أهله، حتي إذا مثل بين يديه خطب خطبة طويلة (18) يستنزل بها عطفه عليه، فرق له وعفا عنه.
ولم تكثر هذه الوفادات على أبواب الخلفاء فحسب، فقد كان الخطباء يفدون على الولاة، واشتهر عمران بن حطان بوفادة له على زياد بن أبيه، ألقي فيها خطبة رائعة (19). ومن وفدوا على الحجاج كثيرون، منهم جامع المحاربي وقد تسخطه ببعض قوله (20)، وكان قواده لا ينون يرسلون إليه من يخبره بانتصاراتهم على نحو ما أرسل إليه المهلب كعب بن معدان الأشقري ينبئه بقضائه على الأزارقة (21).
وتلقانا بجانب هذه الوفادات أخبار عن خطبهم في المصاهرات (22) وفي إصلاح ذات البين (23). وهناك خطب تأخد شكل المنافرات القديمة، وهي تلك التي يقال إنها حدثت بين بعض بني هاشم وعمرو بن العاص وبعض الأمويين وقد سبق أن ضعفناها، ورجحنا انتحالها، ومثلها ما يروي في بعض كتب الأدب من خصومة أبي الأسود الدؤلي وزوجه وارتفاعهما الى زياد. وربما كان أهم خطيب اشتهر في هذه المحافل الأحنف بن قيس، ويحسن أن نقف عنده وقفة قصيرة.
الأحنف (24) بن قيس
اسمه صخر، وقيل الضحاك، من بني سعد إحدي عشائر تميم لقب بالأحنف لحنف (25) كان في رجليه جميعا، وكان دميم الهيئة تقتحمه العين، ولكنه كان يجمع خصال السيادة والشرف، من حنكة وحلم وحزم ومروءة وثقة بالنفس ومصارحة بالرأي مع حسن البيان وذلاقة اللسان. وقد نزل البصرة مع عشيرته لأول العهد بالفتوح مشاركا فيها، وأرسله بعض ولاتها في وفد الى عمر سنة سبع عشرة للهجرة، وكان لا يزال في مطالع شبابه، ليعرضوا عليه شئون بلدتهم وما يحتاجون إليه فيها من زيادة
الأرزاق ومن شق بعض القنوات والأنهار، وتكلم الوفد، وهو ساكت، فطلب إليه عمر أن يتكلم، فما كاد يتم كلامه حتي أعجب بروعة منطقه إعجابا شديدا، يقول الجاحظ: «نظر عمر الى الأحنف وعنده الوفد، والأحنف ملتف في بت (26) له، فترك جميع القوم واستنطقه، فلما تبعق (27) منه ما تبعق، وتكلم بذلك الكلام البليغ المصيب وذهب ذلك المذهب لم يزل عنده في علياء، ثم صار الى أن عقد الرياسة ثابتة له (في تميم) الى أن فارق الدنيا» (28). ويقولون إنه استبقاه عنده حولا كاملا ليبالغ في تصفح حاله. وعاد الى البصرة وأخذ يفد على عمر من حين الى حين كما أخذ يسهم مساهمة قوية في فتوح فارس وخراسان لعهد عمر وعثمان، وأظهر براعة نادرة في قيادة الكتائب والجيوش، إذ كان النصر دائما يرافقه.
ونراه في وقعة الجمل يقف موقف الحياد من خصومة على والسيدة عائشة وطلحة والزبير، ومعه أربعة آلاف سيف من قومه أغمدت استجابة لرأيه، حتي إذا انتصر على دخل هو ومشايعوه من تميم في طاعته، وأصفاه ولاءه، حتي إذا كانت وقعة صفين أبلي فيها بلاء حسنا هو وقومه. وتذكر الروايات أنه كان ممن رأوا مواصلة القتال مع أهل الشام وأنه أشار على علي أن يحكم شخصا آخر غير أبي موسي الأشعري ينهض أمام خبث عمرو بن العاص ودهائه. وما زال على ولائه لعلي الى أن لبي ربه فدخل فيما دخل فيه الناس من البيعة لمعاوية. وكان معاوية وولاته وخاصة زيادا يكبرونه إكبارا عظيما، ونراه يصبح سفيرا لقومه لدي معاوية، فهو يفد عليه من حين الى حين، ويوسع له في مجالسه، بل لقد كان يختصه بالجلوس في جواره على سريره.
وفي هذه الحقبة من حياته يصبح أكبر شخصية في البصرة، بعد ولاتها، وفي الحق أنه كان يجمع كل مزايا السؤدد من حلم وأناة وبعد نظر وعمل على مصلحة القبيلة، حتي قالوا إنه كان إذا غضب غضب له مائة ألف سيف لا يسألونه فيم غضب. وبلغ من سؤدده أنه لم يكن يداري، وأنه كان يجهر برأيه
لا يخشي لومة لائم، حتي الخليفة مع اصطناعه له وولائه كان إذا سأله في شئ يعرف رغبته فيه، وهو لا يريده، جاهره برأيه في رفق، ومن خير ما يمثل ذلك كلمته عقب الوفود التي استقدمها معاوية للبيعة لابنه يزيد، فإنه حين جاء دوره في الكلام قال (29):
«يا أمير المؤمنين أنت أعلم بيزيد في ليله ونهاره وسره وعلانيته ومدخله ومخرجه، فإن كنت تعلمه لله رضا ولهذه الإمة فلا تشاور الناس فيه، وإن كنت تعلم منه غير ذلك فلا تزوده الدنيا وأنت تذهب الى الآخرة».
وكأنه لم يكن يرضي خلافة يزيد، فدخل الى تصوير رأيه هذا المدخل الرفيق. ويتوفي يزيد، ويضطر عبيد الله بن زياد الى مغادرة البصرة ويسلم أمورها الى الأزد وزعيمها مسعود، وتثور تميم وتقتله، وتنشب الحرب بينها وبين الأزد، ويقع بعض الصرعي، فيتدخل الأحنف، ويحقن الدماء بين الطرفين المتنازعين، مؤديا ديات القتلي من ماله. وتخضع العراق لابن الزبير، وتدخل تميم بزعامة الأحنف في طاعته، ويقربه مصعب ويصبح من خلصائه، فيقف معه في حرب المختار الثقفي، ولا يمتد به أجله، إذ يتوفي في أواخر العقد السابع من القرن الأول مبكيا من قومه وعارفيه، ويروي أن فرغانة بنت أوس بن حجر التميمية وقفت على قبره، فأبنته قائلة (30):
«{إنا لله وإنا إليه راجعون}، رحمك الله أبا بحر (31) من مجن (32) في جنن، ومدرج في كفن، فو الذي ابتلانا بفقدك، وأبلغنا يوم موتك، لقد عشت حميدا، ومت فقيدا، ولقد كنت عظيم الحلم، فاضل السلم، رفيع العماد، واري الزناد، منيع الحريم، سليم الأديم، وإن كنت في المحافل لشريفا، وعلي الأرامل لعطوفا، ومن الناس لقريبا، وفيهم لغريبا، وإن كنت لمسودا، وإلي الخلفاء لموفدا، وإن كانوا لقولك لمستمعين، ولرأيك لمتبعين».
ومر بنا آنفا كيف أن عمر بن الخطاب أعجب ببلاغته وحسن بيانه، ووصفه الجاحظ فقال إنه «أنف مضر الذي تعطس عنه وأبين العرب والعجم
قاطبة (33)». ونحن لا نقرأ خطبه التي كان يلقيها بين أيدي الخلفاء، حتي يروعنا منطقه، لقدرته على حوك الكلام وتوشيته أحيانا بالسجع وأساليب التصوير.
ولم يكن يطيل في هذه الخطب، بل كان يعمد الى الإيجاز والكلم القصار، فيبلغ بها كل ما يريد من حاجته وحاجة قومه، ونسوق له كلمتين تصوران منطقه، فقد وفد على معاوية مرة، فقال يصف أهل البصرة وما يؤملونه في الخليفة من مد يد العون والمساعدة (34):
يا أمير المؤمنين أهل البصرة عدد يسير وعظم كسير، مع تتابع من المحول واتصال من الذحول (35)، فالمكثر فيها قد أطرق (36)، والمقل قد أملق، وبلغ منه المخنق، فإن رأي أمير المؤمنين أن ينعش الفقير، ويجبر الكسير، ويسهل العسير، ويصفح عن الذحول ويداوي المحول، ويأمر بالعطاء ليكشف البلاء، ويزيل اللأواء (37). وإن السيد من يعم ولا يخص ومن يدعو الجفلي (38)، ولا يدعو النقري (39)، إن أحسن إليه شكر وإن أسئ إليه غفر، ثم يكون من وراء ذلك لرعيته عمادا يدفع عنها الملمات، ويكشف عنها المعضلات».
وبمثل هذا اللحن من القول كان يقدمه الخلفاء لبلاغته وحسن تأتيه في تصوير ما جاء من أجله، إذ كان يسلك إليه المداخل الدقيقة، فيمضونه في التو والساعة. ويظهر أنه قال هذه الكلمة عقب حروب على ومعاوية ولذلك مضي يطلب إليه الصفح الجميل، مستعطفا، ولكنه الاستعطاف الذي يبقي فيه الرجل الكريم على مروءته. ودائما كلما قرأناه أحسسنا عنده رجاحة العقل وأنه لا يرسل كلامه إرسالا، بل ما يزال يتمهل فيه، سواء عمد الى السجع أو لم يعمد، موردا من اللفظ ما يحيط بالمعاني التي يعبر عنها إحاطة تامة، وتصور ذلك كلمته الثانية التي أشرنا إليها كما صورته كلمته الآنفة، وقد ألقي بها حين ادلهم الأمر بعد وفاة يزيد بن معاوية واصطدام الأزد بقبيلة تميم، فقد توجه الى الأولين يقول بعد أن حمد الله وأثني عليه وصلي على نبيه (40):
«يا معشر الأزد وربيعة أنتم إخواننا في الدين وشركاؤنا في الصهر وأشقاؤنا في النسب وجيراننا في الدار، ويدنا على العدو. والله لأزد البصرة أحب إلينا من تميم الكوفة، ولأزد الكوفة أحب إلينا من تميم الشام، فإن استشري (41) شنآنكم، وأبي حسك (42) صدوركم ففي أموالنا وأحلامنا سعة لنا ولكم».
ونزلت الكلمة على الأزد بردا وسلاما، فأغمدت الأسنة وحقنت الدماء.
وعلي هذا النحو تثبت خطب الأحنف وسيرته صدق فراسة ابن الخطاب فيه، إذ اعتبره سيد قومه وخطيب مصره.
(1) البيان والتبيين 1/ 348.
(2) البيان والتبيين 1/ 339.
(3) البيان والتبيين 1/ 96.
(4) نفس المصدر 1/ 97.
(5) البيان والتبيين 1/ 348.
(6) نفس المصدر 1/ 355.
(7) البيان والتبيين 2/ 75.
(8) ألوي هنا: استأثر.
(9) قطني: يكفيني.
(10) البيان والتبيين 1/ 300 وعيون الأخبار 2/ 210 والعقد الفريد 4/ 369 والأمالي 2/ 73، 3/ 177.
(11) البيان والتبيين 1/ 48.
(12) زهر الآداب 1/ 49.
(13) البيان والتبيين 3/ 135.
(14) زهر الآداب 1/ 7.
(15) البيان والتبيين 2/ 117.
(16) نفس المصدر 2/ 34 و 3/ 143، 170 وعيون الأخبار 2/ 343، 370.
(17) البيان والتبيين 1/ 355 وعيون الأخبار 2/ 341.
(18) أغاني (ساسي) 15/ 113.
(19) البيان والتبيين 1/ 118.
(20) نفس المصدر 2/ 135.
(21) الكامل للمبرد ص 694 والأغاني (طبع دار الكتب) 14/ 283.
(22) البيان والتبيين 1/ 404، 4/ 73 وعيون الأخبار 4/ 72 والعقد الفريد 4/ 149.
(23) البيان والتبيين 1/ 105، 173، 2/ 135.
(24) انظر في الأحنف طبقات ابن سعد ج 7 ق 1 ص 66 والاشتقاق ص 249 والمعارف ص 29 وزهر الآداب 1/ 46 ووفيات الأعيان لابن خلكان والبيان والتبيين والطبري (راجع فهرسهما).
(25) الحنف: الاعوجاج في الرجل.
(26) البت: كساء صوفي غليظ.
(27) تبعق المطر: تفجر وانسال.
(28) البيان والتبيين 1/ 237 وانظر 1/ 254.
(29) العقد الفريد 4/ 370.
(30) البيان والتبيين 2/ 302.
(31) أبو بحر: كنية الأحنف.
(32) أجنه: ستره. تريد أنه ستر في الجنن أي وضع في القبر.
(33) البيان والتبيين 1/ 60.
(34) زهر الآداب 1/ 46
(35) الذحول: الثارات.
(36) أطرق: هزل وضعف.
(37) اللأواء: الشدة.
(38) الدعوة الجغلي: الدعوة العامة.
(39) الدعوة النقري: الدعوة الخاصة.
(40) البيان والتبيين 2/ 135.
(41) استشري: تفاقم. الشنآن: العداوة.
(42) حسك الصدور: الحقد.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|