المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

إشكالية نظرية مقاصد القرآن
23-09-2015
علم وكرم الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)
15-04-2015
منافع سورة النساء
2023-08-22
طرق الطعن في المحررات الإلكترونية
27-8-2020
أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن مهاجر
21-06-2015
أثر العصبية في الخلاف
12-08-2015


قصة نمرود  
  
2366   02:43 صباحاً   التاريخ: 30-07-2015
المؤلف : د. محمود البُستانِي
الكتاب أو المصدر : دراسات فنية في قصص القران
الجزء والصفحة : ص65-68
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي ابراهيم وقومه /

قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [البقرة : 258]

نحن الآن أمام ثلاث أقاصيص أو حكايات : تتماثل فيما بينها ، (من حيث الأفكار).

الحكاية الأولى تتحدث عن إبراهيم ـ عليه السلام ـ وموقفه من طاغية عصره (نمرود) في قضية الإحياء والإماتة ، من قبل الله عز وجل. والحكاية الثانية ، تحدثنا عن احدى شخصيات (الماضين) ، فيما مرت ذات يوم على قرية خاوية ، فتساءلت مستفهمة :

{أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ } [البقرة : 259]

وأما الحكاية الثالثة ، فتتناول قضية إبراهيم ـ عليه السلام ـ في تقطيعه للطيور الأربعة ، ثم عودة الحياة إلى الطيور المذكورة.

ومن الواضح ، إن هذه الأقاصيص الثلاث ، تحوم بأكملها على قضية واحدة هي : [الإماتة والإحياء] ، أي : إماتة الله ـ عز وجل ـ كل شيء ، وإحياءه من جديد.

ومع ان هذه الحكايات الثلاث تحوم على ظاهرة واحدة ، إلا انها [في الآن ذاته] تتناول الإماتة والإحياء من جوانب متعددة ، بحيث تعالج كل أقصوصة : جانبا خاصا من الظاهرة.

كما ان الشخصيات الثلاث التي أبرزتهم القصص في هذا النطاق ، يشكلون مستويات مختلفة. فأحدهم (ابراهيم) عليه السلام ، وهو شخصية فذة متميزة بسمات خاصة لا تتوفر عند سواه : ويكفي انه (خليل الله) ، وانه صاحب (الحنيفية) السمحاء.

وأما الشخصية الثانية فهي (إرميا) أو (عزير) أو سواهما من شخصيات (النبوة).

والشخصية الثالثة هي (نمرود) : وهي شخصية كافرة ، بلهاء.

إن هذه الشخصيات الثلاث [بالرغم من التفاوت فيما بينها] تتعرض لتجربة الإحياء والاماتة في ظواهر مختلفة ذات صلة بالبشر ، وبالحيوانات ، وسواها.

والمهم ، ان كلا من ظاهرة الإماتة والإحياء ، ثم الشخوص الذين تعاملوا (فكريا) مع الظاهرة المذكورة ،... ان كلا منهما يخضع لـ(وحدة) ، تجمع الاقاصيص بين خطوطها ، ويخضع لـ(فوارق) ، تفصل الأقاصيص بينها ، في الآن ذاته.

وهذا واحد من اسرار الفن العظيم.

إن الأهمية الفنية لهذه الأقاصيص أو الحكايات الثلاث ، تتمثل : في إمكان عدها جميعا (قصة واحدة) ، ما دامت تتناول قضية واحدة هي : ان الله قادر على إماتة كل شيء وإحيائه من جديد.

كما يمكن عد كل واحدة منها ، أقصوصة مستقلة ، ما دامت ذات شخوص ومواقف واحداث : كل واحد منها ، منفصل عن الآخر.

ومجرد كون هذه الأقاصيص ذات سمة مزدوجة ، على نحو ما أوضحناه ، يظل أمرا ، له أهميته الجمالية العظيمة التي لا يدرك أسرارها ، إلا من أوتي خبرة في تذوق القصص.

ويمكننا تعرف هذه الحقائق ، حين نبدأ بمعالجة كل أقصوصة من هذه الأقاصيص ، على حدة ، على أن نحاول ـ من الآن ذاته ـ أن نصل فيما بينها ، بعد ذلك.

ونقف أولا عند حكاية (نمرود) : حسب تسلسلها القصصي الذي ورد في النص القرآني الكريم.

يقول النص القصصي :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ

رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ.

قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ.

فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

إن هذه الآية القرآنية الواحدة ، تحفل بعنصر قصصي ثر ، بالرغم من قصر (الحكاية) التي أوردتها.

إنها أولا ذات (شخوص) يتطلبها شكل الأقصوصة أو الحكاية ، متمثلة في شخصيتي (ابراهيم) عليه السلام ، (ونمرود).

كما انها ذات (موقف) يتطلبها الشكل القصصي المذكور ، متمثلا في : مناقشة أو محاجة بين أبراهيم ونمرود حيال ظاهرة كونية خطرة هي : الإماتة والاحياء.

كما انها ـ ثالثا ـ تشكل مدخلا إلى أقصوصتين بعدهما ، تتناولان نفس ظاهرة الإحياء والإماتة ، ولكن عبر عمليتين تطبيقيتين ، تلقيان الانارة [بنحو مفصل] على الظاهرة المذكورة.

ولنحاول ـ إذن ـ الوقوف مفصلا عند هذه الحكاية أو الأقصوصة.

النصوص المفسرة ، تتفاوت في تحديد البيئة النفسية التي حملت كلا من إبراهيم ـ عليه السلام ـ ونمرود على هذه المناقشة. فبعضها يذهب إلى ان المناقشة بينهما جرت ، عند إلقاء ابراهيم ـ عليه السلام ـ في النار التي أعدها نمرود لإحراق إبراهيم. وبعضها يذهب إلى ان المناقشة بينهما ، تمت عند كسر إبراهيم للأصنام.

تقول الرواية الأولى : (لما ألقى نمرود ابراهيم في النار ، وجعلها الله عليه بردا وسلاما ، قال نمرود : ياابراهيم من ربك؟ قال : الذي يحي ويميت.

قال له نمرود : (أنا احيي وأميت) فقال له ابراهيم : كيف تحيي وتميت؟

قال : أعمد إلى رجلين ممن قد وجب عليهم القتل ، فأطلق عن واحد واقتل واحدا ، فأكون قد احييت وأمت. قال ابراهيم : إن كنت صادقا فأحي الذي قتلته. ثم قال : دع هذا ، فإن ربي يأتي بالشمس من المشرق ، فات بها من المغرب. فكان كما قال الله ـ عز وجل ـ :

{ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}

إن هذه الرواية التفسيرية ، تلقي اكثر من إنارة على الموقف. إنها ـ بعامة ـ تحدد معنى (الصلابة) لدى الشخصيات المجاهدة. فابراهيم ـ عليه السلام ـ وهو يتقدم إلى المحرقة لا يعنيه هول النار ، بقدر ما يعنيه أن يلقي كلمة (الله) إلى الآخرين ، حتى انه يقتحم مناقشة مع شخصية بلهاء مثل نمرود ، دون أن تصرفه بلاهة نمرود ، هول النار من الدخول في مناقشة تتطلب إلقاء حجر كبير في فم الطاغية الأبلة : نمرود.

ألمهم ، ان ابراهيم ألقى كلمته : سواء أكان ذلك عند إلقائهم اياه في النار ، أو عند كسره لأصنامهم ، أو عند نطاق بيئي آخر...

ولهذا السبب سكتت القصة عن تحديد البيئة النفسية للمناقشة ، واكتفت [من الزاوية الفنية] بذكر نمط المناقشة بين ابراهيم ونمرود ، دون أن تدخل في التفصيلات.

 

إن الأهمية الفكرية والفنية لهذه المناقشة ، تتمثل في جملة من الحقائق :

منها : ان المتاع الدنيوي من ملك ونحوه يحتجز كثيرا من الأغبياء عن التفكير السليم في استكناه الحقائق.

لقد قالت القصة عن نمرود انه [آتاه الله الملك] :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ } وواضح ، ان القصة ، لم تخلع هذه السمة (سمة الملك) على نمرود ، عبثا. بل تستهدف من ذلك ـ فنيا ـ لفت الانتباه إلى أن (الغباء) و(البلاهة) و(انغلاق الفكر) ، يقف وراء هؤلاء الباحثين عن المتاع الدنيوية : وقمته هي : الملك ، أو السيطرة السياسية ،...

من الممكن أن يبهر (السذج) من الناس ، ملك أو سيطرة على الرقاب ، بحيث يعدونها قمة لما يسمى في اللغة النفسية بـ[التقدير الاجتماعي] من حيث نظرتهم إلى الحكام ، أو من حيث نظرة الحكام إلى أنفسهم : يعد الملك قمة الدافع إلى [السيطرة والتفوق] لأنه تملك لرقاب الناس بأكملهم.

بيد إن التدقيق [من خلال هذه الأقصوصة] في عقلية حكام الأرض الذين لا ينتسبون إلى الله... يدلنا بوضوح على مدى ما هم عليه من غباء وبلاهة وانغلاق فكر بحيث ينهارون أمام أول مناقشة تواجههم ، على نحو ما سنلحظه في مناقشة إبراهيم لنمرود في قضية الإحياء والاماتة.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .