استخدمت السينما والإذاعة كليهما لبث الأخبار في نفس الوقت الذي تم فيه تطويرهما كوسيلتين للاتصال . وفي سنة ١٩١٦ تصرح لأول إذاعة إخبارية بالبث في الولايات المتحدة عن طريق الترخيص الذى حصل عليه الدكتور لى دى فورست مخترع أنبوبة الفراغ التي أتاحت إذاعة الأصوات ، وفي سنة ١٩٢٠ بدأت إذاعة الأنباء بانتظام عن طريق المحطات الحاصلة على التراخيص .

وفي الثلاثينيات من القرن العشرين ركزت الإذاعة على الأحداث الإخبارية الدرامية وتغطية المباريات الرياضية من نفس المكان الذي تقام فيه أكثر من التركيز على ملخصات الأخبار . أما نمو الشبكات الإذاعية وتوحيد نماذج الممارسات الإذاعية تحت إشراف الهيئة التي أصبحت تسمى الهيئة الفيدرالية للاتصالات فهما يمثلان عنصرين مهمين في تطوير الأخبار الإذاعية .

وأدت الحرب المريرة التي نشبت بين الجرائد والإذاعة حول بث الأنباء إلى انشاء المكتب الصحفي الإذاعي لإمداد الشبكات يقدر محدود من ملخصات الأنباء ، ولكن هذه الحركة باءت بالفشل ، وبعد سنة 1935 استطاعت المحطات شراء التقارير الإخبارية من وكالات الأنباء . وكانت شبكة CBS هي الرائدة في تكوين تنظيم جمع الأبد الخاص بها بعد سنة ١٩٣٣ . واستطاعت الأخبار الإذاعية أن تحقق النضج أثناء أزمة ميونخ وسنوات الحرب وذلك على يد هـ . ف. كالتنبورن ، وإدوارد ر. مورو . وحققت الإذاعة طفرتها في سنوات الحرب وما بعد الحرب . واستمر اهتمام الجماهير بالأخبار الإذاعية على مستوى عال ، كما أنشأت المحطات المحلية مكاتبها وتغطيتها الإخبارية .

وبدأت تجارب الإرسال التلفزيوني في الثلاثينيات من القرن العشرين، واستمرت حتى سنة ١٩٣٩ عندما قدمت شبكة في مدينة نيويورك أول إرسال تليفزيوني منتظم . وقد حال الحظر الذي فرض وقت الحرب دون التوسع في ذلك حتى سنة ١٩٤٨ عندما ربط الكابل المتحد المحور مدن الساحل الشرقي . وحدث حظر آخر استمر حتى سنة ١٩٥٣ لإتاحة الفرصة لهيئة FCC لتخطيط الإرسال التليفزيوني على المستوى القومي . وأثناء تلك الفترة استكمل مشروع نقل الإرسال عبر القارات باستخدام موجات الميكرو - ويف في سنة ١٩٥١ . وفي سنة ١٩٥٣ شق التوسع التليفزيوني العظيم طريقه واقتصر التركيز على إذاعة الأخبار بمعرفة الشبكات باستخدام هذه الوسيلة الاتصالية الجديدة . أما الشخصيات الريادية من أمثال مورو ، وكالتنبورن، ووالتر كرونكايت ، وتشيت هانتلي ، وديفيد برينكلي ، وهوارد ك. سميث فقد أصبحوا زوارا عاديين بالنسبة للمنازل الأمريكية من خلال العروض الإخبارية والتسجيلية ، وتم توصيل أوروبا بأمريكا لتحقيق المشاهدة التلفزيونية الحية من خلال نجاح إطلاق الأقمار الصناعية التي بدأت بالقمر الصناعي تلستار سنة ١٩٦٢ . وعندما كان التليفزيون يطور برامج ضخمة ذات نوعية رفيعة ، كان يعرض كذلك أفلام مغامرات الغرب والأفلام القديمة .

وبالرغم من الانخفاض الحاد في أهمية الشبكات الإذاعية إلا أن محطات الإذاعة استمرت بالرغم من انتشار التليفزيون في تطبيق شكل إذاعي جديد يعتمد على " الموسيقى ، والأخبار ، والرياضة " مما جعل التكلفة تتناسب مع نقص الإيراد . وقد تضاعف عدد محطات الإذاعة العاملة على الهواء بين عامي ١٩٥٠ - ١٩٦٥ . واستطاعت الإذاعة على موجات FM أن تعيش انقلابا أدى إلى زيادة شعبيتها . أما السينما فقد عانت من نقص أعداد رواد المسارح ، ولكنها أيضا استحدثت لنفسها صياغة جديدة بإنتاج أفلام الشاشة العريضة والأفلام ذات الطبيعة الأكثر إثارة .