أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
3791
التاريخ: 8-10-2014
3683
التاريخ: 1-12-2014
904
التاريخ: 8-10-2014
923
|
أما الجنّ ، فكانت العرب في الجاهلية إذا نزلوا وادياً وباتوا فيه قالوا : نعوذ بسيد أهل هذا الوادي من شرّ أهله أو بعزيز هذا الوادي أو بعظيم هذا الوادي وما شاكله من الاستعاذة بعظيم الجنّ في ذلك الوادي.
روى السيوطي في جملة أخبار الاستعاذة ما موجزه : أن رجلاً من تميم نزل ليلة في أرض مجنة ، فقال : أعوذ بسيد هذا الوادي من شرّ أهله ، فأجاره شيخ منهم ، فغضب شاب منهم ، وأخذ حربته لينحر ناقة الرجل ، فمنعه الشيخ وقال :
يا مالك بن مهلهل مهلا فدى لك محجري و أزاري
(كذا) عن ناقة الانسان لا تعرض لها... الابيات.
فقال له الفتى :
أتريد أن تعلو وتخفض ذكرنا في غير مرزية أبا العيزار (1)
وأما الغول ، فقد قال ابن الاثير(2) : جنس من الجن والشياطين ، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلا تتراءى للناس فتتغول تغولاً أي : تتلون تلوناً في صور شتى وتغولهم أي : تضلهم عن الطريق وتهلكهم.
وقال المسعودي في ذلك ما موجزه (3) :
العرب يزعمون أنّ الغول يتغول لهم في الخلوات ، ويظهر لخواصهم في أنواع من الصور ، فيخاطبونها ، وربما ضيفوها ، وقد أكثروا من ذلك في أشعارهم ، فمنها قول تأبّط شرّاً :
فأصبحت والغول لي جارة فيا جارتي أنت ما أهولا
وطالبتها بُضعها فالتوت بوجه تغول فاستغولا
ويزعمون أن رجليها رجلا عنز ، وكانوا إذا اعترضتهم الغول في الفيافي يرتجزون ويقولون :
يا رجل عنز انهقي نهيقا لن نترك السبسب والطريقا
وذلك أنّها كانت تتراءى لهم في الليالي وأوقات الخلوات ، فيتوهمون أنّها إنسان فيتبعونها ، فتزيلهم عن الطريق الّتي هم عليها ، وتتيههم. وكان ذلك قد اشتهر عندهم وعرفوه ، فلم يكونوا يزولون عما كانوا عليه من القصد ، فإذا صيح بها على ما وصفنا شردت عنهم في بطون الاودية ورؤوس الجبال.
وقد ذكر جماعة من الصحابة ذلك ، منهم عمر بن الخطاب انّه شاهد ذلك في بعض أسفاره إلى الشام ، وأنّ الغول كانت تتغول له ، وإنّه ضربها بسيفه ، وذلك قبل ظهور الاسلام ، وهذا مشهور عندهم في أخبارهم.
السعلاة :
قال المسعودي ما موجزه (4) :
وفرقوا بين السعلاة والغول قال عبيد بن أيوب ...
أبيت بسعلاة وغول بقفرة إذا الليل وأرى الجنّ فيه أرنت
وقد وصفها بعضهم فقال :
وحافر العنز في ساق مدملجة وجفن عين خلاف الانس بالطول
وقد حكى اللّه قول الجنّ في عملهم مع الانس وقال تعالى :
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن : 5 - 9]
* * *
كان ذلكم بعض أخبار عقائد العرب في الغول والسعلاة ونظائرهما وسندرس بعد هذا أمر اليهودية والنصرانية في الجزيرة العربية بإذنه تعالى.
_______________________
1- في تفسير آية وكان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن من الدر المنثور ط. مصر سنة 1314 ه 6 / 271 ، وفي مروج الذهب للمسعودي ط. بيروت سنة 1385 ه 2 / 140 أخبار نظير ما ذكرناه.
2- النهاية في غريب الحديث والاثر ، مادة (الغول) 3 / 396.
3- مروج الذهب 2 / 134 ـ 135 ، في باب أقاويل العرب في الغيلان.
4- مروج الذهب 2 / 137.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|