أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
4605
التاريخ: 16-10-2015
13253
التاريخ: 2-8-2016
4221
التاريخ: 19-05-2015
3521
|
روى ابن بابويه أيضا و الشيخ المفيد باسانيد مختلفة عن عليّ بن الحسين الكاتب انّه قال: انّ الرضا (عليه السلام) حمّ فعزم على الفصد و قد كان المأمون أمر بعض غلمانه أن يطوّل أظفاره و على رواية الشيخ المفيد أمر عبد اللّه بن بشير بذلك و قال له: طوّل أظفارك على العادة و لا تظهر ذلك أحدا، ثم أخرج المأمون شيئا يشبه التمر الهندي فأمر غلامه أن يعجنه بيده و قال له:] كن معي و لا تغسل يدك .
فركب إلى الرضا (عليه السلام) و جلس حتى فصد بين يديه و على رواية، أخّر فصده، و قال المأمون لذلك الغلام: هات من ذلك الرمان، و كان الرمّان في شجرة في بستان في دار الرضا (عليه السلام) ، فقطف منه، ثم قال: اجلس ففتّه، ففتّ منه في جام و أمر بغسله، ثم قال للرضا: مص منه شيئا، فقال: حتى يخرج أمير المؤمنين.
فقال: لا و اللّه الّا بحضرتي و لو لا خوفي أن يرطّب معدتي لمصصته معك، فمصّ منه ملاعق
و خرج المأمون، فما صلّيت العصر حتى قام الرضا (عليه السلام) خمسين مجلسا و نزلت احشاؤه و أمعائه (عليه السلام) من ذلك السمّ .
فوجّه إليه المأمون: قد علمت انّ هذه إفاقة و فتار للفضل الذي في بدنك، و زاد الأمر في الليل فأصبح (عليه السلام) ميتا، فكان آخر ما تكلّم به: { قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ } [آل عمران: 154]
{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } [الأحزاب: 38].
و بكّر المأمون من الغد فأمر بغسله و تكفينه و مشى خلف جنازته حافيا حاسرا، يقول: يا أخي لقد ثلم في الاسلام بموتك و غلب القدر تقديري فيك .
قال أبو الصلت الهروي: دخلت على الرضا (عليه السلام) بعد خروج المأمون فلمّا رأني الامام قال: يا أبا الصلت فعلوا ما أرادوا، فاشتغل بذكر اللّه و تحميده و تمجيده و لم يتكلّم قط .
و روي في بصائر الدرجات بسند صحيح انّ الامام الرضا (عليه السلام) قال: أمّا إنّي رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) البارحة و هو يقول: يا عليّ عندنا خير لك .
روى ابن بابويه بسند الحسن عن ياسر الخادم انّه قال: لما كان بيننا و بين طوس سبعة منازل اعتلّ أبو الحسن (عليه السلام) فدخلنا طوس و قد اشتدّت به العلّة، فبقينا بطوس أياما، فكان المأمون يأتيه في كلّ يوم مرّتين ؛ فلمّا كان في آخر يومه الذي قبض فيه كان ضعيفا في ذلك اليوم، فقال لي بعد ما صلّى الظهر: يا ياسر أكل الناس شيئا؟ قلت: يا سيدي من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه؟ فانتصب (عليه السلام) ثم قال: هاتوا المائدة، و لم يدع من حشمه أحدا الّا اقعده معه على المائدة يتفقّد واحدا واحدا، فلمّا أكلوا قال: ابعثوا إلى النساء بالطعام ؛ فحمل الطعام إلى النساء، فلمّا فرغوا من الأكل أغمي عليه و ضعف، فوقعت الصيحة و جاءت جواري المأمون و نساؤه حافيات حاسرات و وقعت الوحية بطوس، و جاء المأمون حافيا حاسرا يضرب على رأسه، و يقبض على لحيته، و يتأسف، و يبكي، و تسيل الدموع على خدّيه، فوقف على الرضا (عليه السلام) و قد أفاق ؛ فقال: يا سيدي و اللّه ما أدري أيّ المصيبتين أعظم عليّ، فقدي لك و فراقي ايّاك أو تهمة الناس لي انّي اغتلتك و قتلتك؟ .
قال: فرفع طرفه إليه ثم قال: أحسن يا أمير المؤمنين معاشرة أبي جعفر، فانّ عمرك و عمره هكذا و جمع بين سبّابتيه .
قال: فلمّا كان من تلك الليلة قضى عليه بعد ما ذهب من الليل بعضه، فلمّا أصبح اجتمع الخلق و قالوا: هذا قتله و اغتاله يعنون المأمون و قالوا: قتل ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و اكثروا القول و الجلبة .
و كان محمد بن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) استأمن إلى المأمون و جاء إلى خراسان، و كان عمّ أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال له المأمون: يا أبا جعفر أخرج إلى الناس و اعلمهم انّ أبا الحسن لا يخرج اليوم، و كره أن يخرجه فتقع الفتنة، فخرج محمد بن جعفر إلى الناس، فقال: أيها الناس تفرقوا فانّ أبا الحسن لا يخرج اليوم فتفرّق الناس و غسّل أبو الحسن (عليه السلام) في الليل و دفن .
قال الشيخ المفيد : انّه لما توفّي الرضا (عليه السلام) كتم المأمون موته يوما و ليلة ثم أنفذ إلى محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) و جماعة من آل أبي طالب الذين كانوا عنده، فلمّا حضروا نعاه إليهم و بكى و أظهر حزنا شديدا و توجّعا، و أراه اياه صحيح الجسد و قال: يعزّ عليّ يا أخي أن أراك في هذه الحال، قد كنت أؤمّل أن أقدّم قبلك، فأبى اللّه الّا ما أراد .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|