المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الرضا(عليه السلام)يتفقد حشمه ومواليه عند دنوا أجله  
  
3438   04:22 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص394-395.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

روى ابن بابويه أيضا و الشيخ المفيد باسانيد مختلفة عن عليّ بن الحسين الكاتب انّه قال: انّ الرضا (عليه السلام) حمّ فعزم على الفصد و قد كان المأمون أمر بعض غلمانه أن يطوّل أظفاره و على رواية الشيخ المفيد أمر عبد اللّه بن بشير بذلك و قال له: طوّل أظفارك على العادة و لا تظهر ذلك أحدا، ثم أخرج المأمون شيئا يشبه التمر الهندي فأمر غلامه أن يعجنه بيده و قال له:] كن معي و لا تغسل يدك .

فركب إلى الرضا (عليه السلام) و جلس حتى فصد بين يديه و على رواية، أخّر فصده، و قال المأمون لذلك الغلام: هات من ذلك الرمان، و كان الرمّان في شجرة في بستان في دار الرضا (عليه السلام) ، فقطف منه، ثم قال: اجلس ففتّه، ففتّ منه في جام و أمر بغسله، ثم قال للرضا: مص منه شيئا، فقال: حتى يخرج أمير المؤمنين.

فقال: لا و اللّه الّا بحضرتي و لو لا خوفي أن يرطّب معدتي لمصصته معك، فمصّ منه ملاعق‏

و خرج المأمون، فما صلّيت العصر حتى قام الرضا (عليه السلام) خمسين مجلسا و نزلت احشاؤه و أمعائه (عليه السلام) من ذلك السمّ‏ .

 فوجّه إليه المأمون: قد علمت انّ هذه إفاقة و فتار للفضل الذي في بدنك، و زاد الأمر في الليل فأصبح (عليه السلام) ميتا، فكان آخر ما تكلّم به: { قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ } [آل عمران: 154]

{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } [الأحزاب: 38].

و بكّر المأمون من الغد فأمر بغسله و تكفينه و مشى خلف جنازته حافيا حاسرا، يقول: يا أخي لقد ثلم في الاسلام بموتك و غلب القدر تقديري فيك‏ .

قال أبو الصلت الهروي: دخلت على الرضا (عليه السلام) بعد خروج المأمون فلمّا رأني الامام قال: يا أبا الصلت فعلوا ما أرادوا، فاشتغل بذكر اللّه و تحميده و تمجيده و لم يتكلّم قط .

و روي في بصائر الدرجات بسند صحيح انّ الامام الرضا (عليه السلام) قال: أمّا إنّي رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) البارحة و هو يقول: يا عليّ عندنا خير لك‏ .

 روى ابن بابويه بسند الحسن عن ياسر الخادم انّه قال: لما كان بيننا و بين طوس سبعة منازل اعتلّ أبو الحسن (عليه السلام) فدخلنا طوس و قد اشتدّت به العلّة، فبقينا بطوس أياما، فكان المأمون يأتيه في كلّ يوم مرّتين ؛ فلمّا كان في آخر يومه الذي قبض فيه كان ضعيفا في ذلك اليوم، فقال لي بعد ما صلّى الظهر: يا ياسر أكل الناس شيئا؟ قلت: يا سيدي من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه؟ فانتصب (عليه السلام) ثم قال: هاتوا المائدة، و لم يدع من حشمه أحدا الّا اقعده معه على المائدة يتفقّد واحدا واحدا، فلمّا أكلوا قال: ابعثوا إلى النساء بالطعام ؛ فحمل الطعام إلى النساء،  فلمّا فرغوا من الأكل أغمي عليه و ضعف، فوقعت الصيحة و جاءت جواري المأمون و نساؤه حافيات حاسرات و وقعت الوحية  بطوس، و جاء المأمون حافيا حاسرا يضرب على رأسه، و يقبض على لحيته، و يتأسف، و يبكي، و تسيل الدموع على خدّيه، فوقف على الرضا (عليه السلام) و قد أفاق ؛ فقال: يا سيدي و اللّه ما أدري أيّ المصيبتين أعظم عليّ، فقدي لك و فراقي ايّاك أو تهمة الناس لي انّي اغتلتك و قتلتك؟ .

قال: فرفع طرفه إليه ثم قال: أحسن يا أمير المؤمنين معاشرة أبي جعفر، فانّ عمرك و عمره هكذا و جمع بين سبّابتيه .

قال: فلمّا كان من تلك الليلة قضى عليه بعد ما ذهب من الليل بعضه، فلمّا أصبح اجتمع الخلق و قالوا: هذا قتله و اغتاله يعنون المأمون و قالوا: قتل ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و اكثروا القول و الجلبة .

و كان محمد بن جعفر بن محمد (عليهما السّلام) استأمن إلى المأمون و جاء إلى خراسان، و كان عمّ أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال له المأمون: يا أبا جعفر أخرج إلى الناس و اعلمهم انّ أبا الحسن لا يخرج اليوم، و كره أن يخرجه فتقع الفتنة، فخرج محمد بن جعفر إلى الناس، فقال: أيها الناس تفرقوا فانّ أبا الحسن لا يخرج اليوم فتفرّق الناس و غسّل أبو الحسن (عليه السلام) في الليل و دفن‏ .

 قال الشيخ المفيد : انّه لما توفّي الرضا (عليه السلام) كتم المأمون موته يوما و ليلة ثم أنفذ إلى محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) و جماعة من آل أبي طالب الذين كانوا عنده، فلمّا حضروا نعاه إليهم و بكى‏ و أظهر حزنا شديدا و توجّعا، و أراه اياه صحيح الجسد و قال: يعزّ عليّ يا أخي أن أراك في هذه الحال، قد كنت أؤمّل أن أقدّم قبلك، فأبى اللّه الّا ما أراد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.