المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



شعر الامام الرضا(عليه السلام)  
  
15624   04:25 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص361-363.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

روى الشيخ الصدوق بسند معتبر عن الريان بن الصلت انّه قال: أنشدني الرضا (عليه السّلام) لعبد المطلب:

يعيب الناس كلّهم زمانا            و ما لزماننا عيب سوانا

نعيب زماننا و العيب فينا               و لو نطق الزمان بنا هجانا

و إنّ الذئب يترك لحم ذئب‏              و يأكل بعضنا بعضا عيانا

لبسنا للخداع مسوك طيب‏                  فويل للغريب إذا أتانا

و روي انّ المأمون كتب إلى الرضا (عليه السّلام) فقال: عظني، فكتب (عليه السّلام) :

انّك في دنيا لها مدّة                        يقبل فيها عمل العامل‏

أما ترى الموت محيطا بها                 يسلب منها أمل الآمل‏

تعجّل الذنب بما تشتهي‏           و تأمل التوبة من قابل‏

والموت يأت أهله بغتة            ما ذاك فعل الحازم العاقل‏

ونقل الشيخ الصدوق عن ابراهيم بن العباس انّ الامام الرضا (عليه السّلام) كثيرا ما كان يتمثّل بهذا البيت:

إذا كنت في خير فلا تغترر به‏              و لكن قل اللهم سلّم و تمّم‏

روى محمد بن يحيى بن أبي عباد عن عمّه انّه قال: سمعت الرضا (عليه السّلام) يوما ينشد شعرا و قليلا ما كان ينشد شعرا:

كلّنا نأمل مدّا في الأجل‏            و المنايا هنّ آفات الأمل‏

لا تغرّنّك أباطيل المنى‏             و الزم القصد ودع عنك العلل‏

إنمّا الدنيا كظلّ زائل‏                       حلّ فيه راكب ثم رحل‏

فقلت: لمن هذا أعزّ اللّه الأمير؟ فقال: لعراقي لكم، قلت: أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع عنك هذا، انّ اللّه سبحانه و تعالى يقول: { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } [الحجرات: 11] و لعلّ الرجل يكره هذا .

يقول المؤلف: إنّ أبا العتاهيّة هو أبو اسحاق اسماعيل بن القاسم الشاعر، وحيد عصره و فريد دهره في طرافة الطبع و رشاقة النظم سيّما شعره في الزهد و ذمّ الدنيا، و كان في طبقة بشار و أبي نواس، و ولد سنة 130هـ في عين التمر قرب المدينة المنورة و سكن بغداد، قيل ان نظم الشعر كان يسيرا عليه حتى انّه قال: لو أردت أن أجعل كلامي كلّه شعرا لفعلت، و من أشعاره:

الا إننا كلّنا بائد                    و أيّ بني آدم خالد

و بدؤهم كان من ربهم‏            و كلّ إلى ربّه عائد

فيا عجبا كيف يعصى الإله‏                 أم كيف يجحده الجاحد

و في كلّ شي‏ء له آية             تدلّ على انّه واحد

و له أيضا:

إذ المرء لم يعتق من المال نفسه‏                   تملّكه المال الذي هو مالكه‏

الا إنمّا مالي الذي أنا منفق‏                         وليس لي المال الذي أنا تاركه‏

إذا كنت ذا مال فبادر به الذي‏              يحقّ و الّا استهلكته مهالكه‏

توفي سنة 211هـ ببغداد و أوصى أن يكتب على قبره:

انّ عيشا يكون آخره الموت‏               لعيش معجّل التنغيص

وعتاهيّة على وزن كراهيّة بمعنى قلّة العقل و الضلال و الحمق، و أيضا بمعنى ضلال الناس وحمقهم، و لعلّ هذا المطلب هو السبب لقول الامام (عليه السّلام) : هات اسمه و دع عنك هذا، فانّ الامام (عليه السّلام) يكره ذلك .

واعلم انّ أحد أدباء أهل السنة أورد قصيدة عن الامام الرضا (عليه السّلام) في كتابه، تشتمل على حكم و مواعظ كثيرة، و قد ذكرتها في كتابي (نفثة المصدور)، و اذكر هنا شطرا منها تيمنا و تبركا، قال (عليه السّلام) :

ارغب لمولاك و كن راشدا                 و اعلم بانّ العزّ في خدمته‏

واتل كتاب اللّه تهدى به‏           و اتبع الشرع على سنّته‏

لاتحترص فالحرص يزري الفتى‏ و يذهب الرونق من بهجته‏

لسانك احفظه و صن نطقه‏                 و احذر على نفسك من عثرته‏

فالصمت زين و وقار و قد                 يؤتى على الانسان من لفظته‏

من جعل الخمر شفاء له‏          فلا شفاه اللّه من علّته‏

لا تصحب النذل فتردى به‏                  لا خير في النذل و لا صحبته‏

لا تطلب الاحسان من غادر                 يروغ كالثعلب في روغته‏

و ان تزوّجت فكن حاذقا          و اسأل عن الغصن و عن منبته‏

يا حافر الحفرة اقصر فكم‏                  من حافر يصرع في حفرته‏

يا ظالما قد غرّه ظلمه‏             أيّ عزيز دام في عزّته‏

فائدة : روى المحقق الكاشاني (رحمه اللّه) في الوافي عن الكافي و التهذيب عن الامام الرضا (عليه السّلام) ‏  انّه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : من سمعتموه ينشد الشعر في المساجد، فقولوا: فضّ اللّه فاك، إنمّا نصبت المساجد للقرآن .

قال المحقق: إنشاد الشعر قراءته، و أراد بالشعر ما فيه تخييل و تمويه و تغزّل و تعشّق لا الكلام الموزون، إذ من الموزون ما يكون حكمة و موعظة و مناجاة مع اللّه سبحانه، و قد ورد عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) و قد سئل عن إنشاد الشعر في الطواف، فقال: ما لا بأس به فلا بأس به‏ .

يقول المؤلف: انّ الأشعار التي تشتمل على الحكم و المواعظ تقدم ذكرها و أمّا أشعار المناجاة فهي كثيرة، منها ما روي عن الامام زين العابدين (عليه السّلام) ؛ قال طاوس اليماني: رأيت في جوف الليل رجلا آخذا أستار الكعبة قائلا:

ألا أيها المأمول في كلّ حاجتي‏            شكوت إليك الضرّ فاسمع شكايتي‏

ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي‏            فهب لي ذنوبي كلّها و اقض حاجتي‏

فزادي قليل ما أراه مبلّغا                           أ للزاد أبكي أم لبعد مسافتي‏

أتيت بأعمال قباح رديّة                   فما في الورى خلق جنا كجنايتي‏

أتحرقني بالنار يا غاية المنى‏               فأين رجائي منك أين مخافتي‏




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.