أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2017
1970
التاريخ: 13-7-2022
1905
التاريخ: 17-9-2021
2535
التاريخ: 7-6-2021
1663
|
المراحل الزمنية لظهور جغرافية الزراعة
ظهرت جغرافية الزراعة بعد ظهور المشاكل الزراعية في المزارع العلمية التجارية الواسعة التي اقامتها الدول الأوربية في دول العالم النامية في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية بعد استعمارها ، وتدخل الجغرافيون في حل جزء من هذه المشاكل من خلال اهتمامهم بالظروف بدراسة الظروف المناخية والبيئية ودراسة المجتمع والعادات والتقاليد الاجتماعية ومدى علاقتها بالاستيطان الريفي لهذه المناطق .
وعند بداية القرن العشرين اتسع نطاق البحث في الجغرافية المناخية والنباتية وخاصة المتعلقة بدراسات التوزيع الجغرافي للمحاصيل الزراعية وعلاقتها بالمناخ المحلي بالإضافة الى دراسات السكان وتوزيعهم الجغرافي وتوفير الحاجات الأساسية لهم عن طريق الاستيراد والتصدير ونشاط حركة التجارة العالمية بين دول العالم هذه الأمور جميعها شجعت الأنسان بالاهتمام بدراسة الإنتاج الزراعي وجغرافية الزراعة وخاصة بعد توفر كثير من المعلومات الإحصائية عن المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية وهي المادة الرئيسة للجغرافية الزراعية .
وبدأت البوادر الأولى لظهور جغرافية الزراعة من خلال الدراسات الإقليمية وتحديد الأقاليم الزراعية في قارات العالم مثل دراسة الجغرافي السويدي جونسن (J. Jonason ) للأقاليم الزراعية في اوربا عام 1925، ودراسة بيكر (O.E. Baker ) في امريكا الشمالية عام 1926، ودراسة جونز (C.Jones) في امريكا الجنوبية عام 1930 ، ودراسة فالكنبيرج (V.Valkenbeurg ) في آسيا عام 1932 ، وتعد هذه الدراسة مهمة لجغرافية العراق فقد قسم فالكنبيرج سطح العراق الى ثلاث اقاليم فيزوغرافية وهي:
1- المنطقة الشمالية (السلاسل الجبلية ) التي ترجع الى الحركة الألبية .
2- المنطقة الوسطى (الهضبة ) ويرجع تكوينها الى كتلة شبه جزيرة العرب .
3- السهل الرسوبي وسماه بالمنخفض الميسوني .
وقد اكدت الدراسات السابقة على المنهج الوصفي الذي كان سائدا في تلك الفترة ، الاَ ان في عام 1930 ظهرت الدراسات الكمية في الجغرافية ومنها جغرافية الزراعة حيث تبلورت في دراسة تايلور (G.Taylor ) عام 1930 في استراليا لتحديد الأقاليم الزراعية وقد اتخذ معيار المساحات المزروعة بالمحاصيل الزراعية أساسا لذلك ، ثم استمرت الدراسات المقارنة لأستثمارات الأرض بين قارات العالم ومنها دراسة هارتسهورن ( R.Harteshorene ) ودراسة ديكن (S.Diken ) للمقارنة بين استثمارات الأرض الزراعية في قارتي امريكا الشمالية واوربا وقد استخدم وتلزي (D.Whittlese ) الطرق الكمية في تحديد الأقاليم الزراعية وأكد على تأثير الخصائص المناخية كمعيار في تحديدها ، وفي تحديده للإقليم الزراعي اعتمد على مجموعة من الخصائص اهمها :-
1- اقتران زراعة المحاصيل بإنتاج الثروة الحيوانية .
2- الطريقة المستخدمة في الزراعة وانتاج الحيوان .
3- التأكيد على عوامل الإنتاج وخاصة كثافة العمل ورأس المال والتنظيم ومردود الإنتاج
4- طرق تسويق المنتجات الزراعية وخاصة لغرض الاستهلاك وسد الحاجة الذاتية للمزرعة .
5- درجة توفر المخازن وغيرها من الخدمات التي تسهل العمليات الزراعية .
وكان الهدف من دراسة وتلزي لهذه المعايير هو معرفة ما ينتج من محاصيل زراعية وانتاج حيوان وكيف يتم ذلك .
وفي منتصف القرن العشرين تطورت المعايير الإحصائية المتبعة في الدراسات الجغرافية ومنها جغرافية الزراعة ، فقد استخدم الدكتور على محمد المياح عام 1953 في دراسته لتحليل العلاقات المكانية بين الظواهر الزراعية في العراق على معامل الارتباط واعتمد على الخصائص الذاتية للزراعة وقد اختار (12) معيارا . كما سار على نهجه تلميذه الدكتور عبد الرزاق البطيحي في دراسته لظواهر التركز والتنوع الزراعي في المحافظات الجنوبية والجنوبية الشرقية من العراق على معامل التركز والتنوع.
وبعد ذلك ظهرت دراسة ويفر (J.Weaver) عام 1954 الذي استخدم التباين وسيلة احصائية لتحديد المحاصيل الزراعية في منطقة الغرب الوسط من الولايات المتحدة الأمريكية (Mid – West ) ، كما استخدم بهاتيا عام 1965 معاملات التركز عند دراسته لأنماط تركيز وتنويع المحاصيل الزراعية وتوزيعها الجغرافي في الهند .
ان الهدف من هذه الدراسات هو التقليل من الاعتماد على الخصائص الذاتية للزراعة والبحث عن قيم جديدة اخرى تصل الباحث الى التصنيف والمقارنة والتحليل في بحوث جغرافية الزراعة ولذلك اصبح البعض منهم الى صياغة نظريات موقعيه تخص الإنتاج الزراعي ومنها نظرية الموقع الزراعي لفون ثونن (Von Thunen) التي وضحت اهمية عنصر النقل للمنتجات الزراعية وهذه النظرية اصبحت محل جدل ونقاش لقدمها وضعف
افتراضاتها التي لا يمكن تواجدها في معظم المناطق الزراعية ومنها ان المنطقة المدروسة معزولة عن المناطق الأخرى وتكون دائرية الشكل وفيها واسطة النقل عبارة عن العربات التي تجرها الحيوانات وتركيزه على كلفة النقل التي تزداد ببعد المسافة وتماثل العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي وغيرها من الأمور التي ثبتها فون ثونن في نظريته , وقد قام جريفن (Griffin ) عام 1972 بتطبيق نظرية فون ثونن واختبارها عند دراسته لطبيعة الإنتاج الزراعي في الأرغواي.
وبعد التعرف على التطور التاريخي أو الزمني للجغرافية الزراعية لاحظنا ان جغرافية الزراعة على مرور الوقت كانت تؤكد على ثلاث امور رئيسة اهمها :-
1- اين يزرع المحصول وتوزيعه الجغرافي .
2- أي الظاهرات الجغرافية يرتبط نشاط الزراعة (جغرافية الزراعة ) .
3- ماهي اهم الخصائص العامة للنشاط الزراعي .
وتابعت الدراسات المتخصصة في جغرافية الزراعة والتي اكدت على تأثير العوامل الاقتصادية مقارنة بالعوامل الطبيعية بسبب دخول جغرافية الزراعة في ميادين التخطيط الإقليمي الحضري والريفي واثبتت اهمية هذه العوامل التي لا يمكن تجاهلها في الوقت الحاضر من جهة وتدهور خطط الإصلاح الزراعي في كثير من دول العالم النامية وتعرضها الى الفشل والانهيار من جهة اخرى .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|