المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



زكريا بن آدم بن عبد اللّه بن سعد الأشعري القمي  
  
5199   03:18 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص410-411.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2016 3537
التاريخ: 28-7-2016 3185
التاريخ: 19-05-2015 5584
التاريخ: 19-05-2015 3710

ثقة جليل القدر، صاحب منزلة عند الامام الرضا (عليه السلام) ، و روى الشيخ الكشي عن زكريا بن آدم انّه قال: قلت للرضا (عليه السلام) : انّي أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم، فقال: لا تفعل فانّ أهل بيتك يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم (عليه السلام) .

و روي عن عليّ بن المسيب الهمداني و هو من ثقات اصحاب الامام الرضا (عليه السلام) انّه قال: قلت للرضا (عليه السلام) : شقتي بعيدة و لست أصل إليك في كلّ وقت فممّن آخذ معالم ديني؟
فقال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين و الدنيا .

وعن سعادة زكريا بن آدم انّه ذهب مع الامام الرضا (عليه السلام) إلى الحج من المدينة، و كان زميله، و الظاهر انّه كان مع الامام (عليه السلام) في محمل واحد .

نقل العلامة المجلسي عن تاريخ قم عند مدحه لأهل قم انّه قال: انّ أكثر أهل قم من الأشعريين ودعا النبي (صلى الله عليه واله) في حقهم و قال: اللهم اغفر للأشعريين صغيرهم و كبيرهم وقال أيضا: الأشعريّون مني و أنا منهم‏ و من مفاخرهم انّ اوّل من أظهر التشيع بقم موسى بن عبد اللّه بن سعد الأشعري و منها انّه قال الرضا (عليه السلام) لزكريا بن آدم بن عبد اللّه بن سعد الأشعري: انّ اللّه يدفع البلاء بك عن أهل قم كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر (عليهما السّلام) و منها انّهم وقفوا المزارع و العقارات الكثيرة على الائمة (عليهم السّلام)، و منها انّهم اوّل من بعث الخمس إليهم، و منها انهم (عليهم السّلام) أكرموا جماعة كثيرة منهم بالهدايا و التحف و الأكفان كأبي جرير زكريا بن إدريس، و زكريا بن آدم، و عيسى بن عبد اللّه بن سعد، و غيرهم .

روى الشيخ الكشي بسند معتبر عن زكريا بن آدم انّه قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) من اوّل الليل في حدثان موت أبي جرير، فسألني عنه و ترحم عليه و لم يزل يحدّثني و أحدّثه حتى طلع الفجر، فقام (عليه السلام) فصلّى الفجر .

 يقول المؤلف: ظاهر الرواية تدل على انّ الامام بقي تلك الليلة يحدّث زكريا بن آدم و لم ينم فلا بد أن تكون محادثتهما حول المطالب المهمة و لا شي‏ء أهمّ من مذاكرة العلم، كما حكي قريب عنه في‏ أحوال النبي (صلى الله عليه واله) مع سلمان (رضى اللّه عنه) : روى ابن أبي الحديد عن الاستيعاب، قال: قد روينا عن عائشة قالت: كان لسلمان (رضي اللّه تعالى عنه) مجلس من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يتفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بل الظاهر من الرواية انّ الامام الرضا (عليه السلام) لم يشتغل بالنوافل في تلك الليلة، و لا يكون هذا الّا لانشغاله بشي‏ء أهمّ منها و أفضل و هو مذاكرة العلم، و قال الشيخ الصدوق في المجلس الذي أملى فيه على مشايخ مذهب الامامية: من أحيا ليلة احدى و عشرين و الثالثة و العشرين بمذاكرة العلم فهو أفضل .

 و قبر زكريا بن آدم في وسط مقبرة قم المعروفة ب  شيخان الكبير و دفن في جواره ابن عمّه زكريا بن ادريس بن عبد اللّه بن سعد الاشعري القمي المعروف بابي جرير، من أصحاب الامام الصادق و الكاظم و الرضا (عليهم السّلام)، و نال حظوة و جاه عند الامام الرضا (عليه السلام) ، و دفن أيضا في جواره آدم بن اسحاق بن آدم بن عبد اللّه بن سعد الأشعري، ابن أخي زكريا بن آدم، ثقة جليل من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام)  و عدّ زكريا بن آدم من اصحاب الامام الرضا و الجواد (عليهما السّلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.