أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2015
2119
التاريخ: 8-10-2014
1670
التاريخ: 8-10-2014
1323
التاريخ: 1-12-2014
1766
|
تبوك منطقة بين المدينة والشام ، وتعدّ الآن من حدود الحجاز ، وكانت آنئذ على مقربة من أرض الروم الشرقية المتسلطة على الشامات . (1)
وقد حدثت هذه الواقعة في السنة التاسعة للهجرة ، أي بعد سنة من فتح مكّة تقريباً.
وبما أن المواجهة في هذا الميدان كانت مواجهةً لإِحدى الدول الكبرى في ذلك العصر ، لا مواجهة لإِحدى القبائل العربية ، فقد كان جماعة من المسلمين قلقين مشفقين من المساهمة والحضور في هذه المواجهة ، ولذلك فقد كانت الأرضية مهيأة لوساوس المنافقين وبذر السموم ، فلم يألوا جهداً في إضعاف المعنويات وإحباط المؤمنين أبداً. فقد كان الموسم موسم اقتطاف الثمار وجمع المحاصيل الزراعية ، وكان هذا الموسم للمزارعين يعدّ فصلا مصيرياً ، إِذ فيه رفاه سنتهم هذا من جهة.
ومن جهة أُخرى ، فإنّ بعد المسافة وحرارة الجوّ ـ كما أشرنا آنفاً ـ كلّ ذلك كان من العوامل المثبطة للمسلمين في حركتهم نحو مواجهة الأعداء.
فنزل الوحي ليشدَّ من أزر الناس ، والآيات تترى الواحدة بعد الأُخرى لإزالة الموانع والأسباب المثبطة.
ففي الآية الأُولى ـ من الآيتين محل البحث ـ يدعو القرآن المسلمين الى الجهاد بلسان الترغيب تارةً وبالعتاب تارةً أُخرى وبالتهديد ثالثة فهو يدعوهم ويهيئهم الى الجهاد ، ويدخل إِليهم من كل باب. إِذ تقول الآية: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} [التوبة: 38].
«اثّاقلتم» فعل مشتق من الثقل ، ومعناه واضح إِذ هو خلاف «الخفيف» وجملة «اثاقلتم» كناية عن الرغبة في البقاء في الوطن وعدم التحرك نحو سوح الجهاد ، أو الرغبة في عالم المادة واللصوق بزخارفها والإِنشداد نحو الدنيا ، وعلى كل حال فالآية تخاطب من كان كذلك من المسلمين ـ ضعاف الإِيمان ـ لا جميعهم ، ولا المسلمين الصادقين وعاشقي الجهاد في سبيل الله.
ثمّ تقول الآية مخاطبة إِيّاهم بلهجة الملامة: (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ قليل).
فكيف يتسنى للإِنسان العاقل أن يساوم مساومة الخُسران ، وكيف يعوّض متاعاً غالياً لا يزول بمتاع زائل لا يعد شيئاً ؟!
ثمّ تتجاوز الآية مرحلة الملامة والعتاب الى لهجة أشدّ وأسلوب تهديديّ جديد ، فتقول: (إِلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً). فإِذا كنتم تتصورون أنّكم إِذا توليتم وأعرضتم عن الذهاب الى سوح الجهاد ، فإنّ عجلة الإِسلام ستتوقف وينطفىء نور الإِسلام ، فأنتم في غاية الخطأ والله غني عنكم (ويستبدل قوماً غيركم) قوماً أفضل منكم من كل جهة ، لا من حيث الشخصيّة فحسب ، بل من حيث الإِيمان والإِرادة والشهامة والإِستجابة والطاعة (ولا تضرّوه شيئاً).
وهذه حقيقة وليست ضرباً من الخيال أو أمنية بعيدة المدى ، فالله عزيز حكيم (والله على كل شيء قدير).
____________________
1- الفاصلة بين تبوك والمدينة 610 كم والفاصلة بينها وبين الشام 692 كم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|