المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



معاجز الكاظم في طفولته (عليه السلام)  
  
4595   05:58 مساءً   التاريخ: 16-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص154-157.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

 

روى الشيخ المفيد عن يعقوب السراج قال دخلت على ابي عبد اللّه (عليه السلام) وهو واقف على رأس ابي الحسن موسى (عليه السلام) وهو في المهد فجعل يساره طويلاً فجلست حتى فرغ فقمت اليه فقال ادنُ الى مولاك فسلم عليه فدنوت فسلمت عليه فرد عليَّ بلسان فصيح ثم قال لي : اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها امس فانه اسم يبغضه اللّه وكانت ولدت لي بنت فسميتها بالحميراء فقال ابو عبد اللّه (عليه السلام) : انته الى امره ترشد فغيرت اسمها.

وفي ثاقب المناقب قال اشتهر عند الخاص والعام من حديث ابي حنيفة حين دخل دار الصادق (عليه السلام) فرأى موسى (عليه السلام) في دهليز داره وهو صبيّ فقال في نفسه : ان هؤلاء يزعمون انهم يعطون العلم صبية وانا اسبر ذلك فقال له يا غلام اذا دخل الغريب بلدة اين يحدث فنظر اليه نظر مغضب وقال : يا شيخ اسأت الأدب فاين السلام قال : فخجلت ورجعت حتى خرجت من الدار وقد نَبُلَ في عيني ثم رجعت اليه وسلمت عليه وقلت : يا ابن رسول اللّه الغريب اذا دخل بلدة اين يحدث فقال (صلوات اللّه عليه) يتوقى شطوط البلد ومشارع الماء وفيء النُزَّال ومسقط الثمار وافنية الدور وجاد الطرق ومجاري المياه ورواكدها ثم يحدث اين شاء قال قلت : يا ابن رسول اللّه ممن المعصية فنظر الي وقال : اما أن تكون من اللّه او من العبد او منهما معاً فان كانت من اللّه فهو اكرم ان يؤاخذه بما لم يجنه وان كانت منهما فهو اعدل من ان يأخذ العبد بما هو شريك فيه فلم يبق الا أن يكون من العبد فان عفا فبفضله وان عاقب فبعدله قال ابو حنيفة فاغرورقت عيناي وقرأت : ذرية بعضها من بعض واللّه سميع عليم .

وروى الصدوق وغيره عن هشام بن الحكم ان جاثليقاً من جثالقة النصارى يقال له بريهة قد مكث في النصرانية سبعين سنة فكان يطلب الإِسلام ويطلب من يحتج عليه ممن يقرأ كتبه ويعرف المسيح بصفاته ودلائله وآياته قال : وعرف بذلك حتى اشتهر في النصارى والمسلمين واليهود والمجوس حتى افتخرت به النصارى وقالت : لو لم يكن في دين النصرانية إلاّ بريهة لأجزانا وكان طالباً للحق والإِسلام مع ذلك وكانت معه امرأة تخدمه طال مكثها معه وكان يستر ضعف النصرانية وضعف حجتها قال : فعرفت ذلك منه فضرب بريهة الامر ظهراً لبطن واقبل يسائل عن ائمة المسلمين وعن صلحائهم وعن علمائهم واهل الحجى منهم وكان يستقرئ فرقة فرقة لا يجد عند القوم شيئاً وقال لو كانت ائمتكم ائمة على الحق لكان عندكم بعض الحق فوصفت له الشيعة ووصف له هشام بن الحكم فقال يونس بن عبد الرحمان : فقال لي هشام : بينما انا على دكاني على باب الكرخ جالس وعندي قوم يقرأون عليَّ القرآن فاذا انا بفوج من النصارى ما بين القسيسين الى غيرهم من نحو مئة رجل عليهم السوار والبرانس والجاثليق الاكبر فيهم بريهة حتى بركوا نزلوا خد حول دكاني وجعل لبريهة كرسي يجلس عليه فقامت الاساقفة والرهابنة على عصيهم وعلى رؤوسهم برانسهم فقال بريهة : ما بقي للمسلمين احد ممن يذكر بالعلم بالكلام الا وقد ناظرته في النصرانية فما عندهم شيء فقد جئت اناظرك الإِسلام ثم ذكر مناظرته معه وغلبة هشام عليه في حديث طويل حتى افترق النصارى وهم يتمنون ان لا يكونوا رأوا هشاماً ولا اصحابه ورجع بريهة مغتماً مهتماً حتى صار الى منزله فقالت امرأته التي تخدمه : مالي اراك مهتماً مغتماً فحكى لها الكلام الذي بينه وبين هشام فقالت لبريهة : ويحك اتريد أن تكون على حق او باطل قال بريهة بل على الحق فقالت له : اينما وجدت الحق فمل اليه واياك واللجاجة فان اللجاجة شك والشك شؤم واهله في النار قال : فصوَّب قولها وعزم على الغدو على هشام قال : فغدا اليه وليس معه احد من اصحابه فقال : يا هشام الك من تصدر عن رأيه فترجع الى قوله وتدين بطاعته قال هشام : نعم يا بريهة ثم سأله بريهة عن صفته فوصف له هشام الإِمام (عليه السلام) فاشتاق بريهة اليه (عليه السلام) فارتحلا حتى أتيا المدينة والمرأة معهما وهما يريدان ابا عبد اللّه (عليه السلام) فلقيا موسى بن جعفر (عليه السلام) في الدهليز .

 وفي رواية ثاقب المناقب : فسلم هشام عليه وسلم بريهة عليه ثم اخبرهما بما جاءا له وكان (صلوات اللّه عليه) صبياً .

وفي رواية الصدوق : فحكى له هشام الحكاية قال موسى بن جعفر (عليه السلام) يا بريهة كيف علمك بكتابك؟ .

 قال : انا به عالم قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال ما اوثقني بعلمي به قال : فابتدأ موسى (عليه السلام) يقرأ الأنجيل قال بريهة : والمسيح لقد كان يقرأ هكذا وما قرأ هذه القراءة الا المسيح قال بريهة اياك كنت اطلب منذ خمسين سنة او مثلك قال : فآمن وحسن ايمانه وآمنت المرأة وحسن ايمانها قال : فدخل هشام وبريهة والمرأة على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فحكى هشام الحكاية والكلام الذي جرى بين موسى (عليه السلام) وبريهة فقال ابو عبد اللّه (عليه السلام) : { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [آل عمران: 34] قال بريهة : جعلت فداك أنَّى لكم التوراة والانجيل وكتب الانبياء قال : هي عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها ونقولها كما قالوها ان اللّه لا يجعل حجة في ارضه يسأل عن شيء فيقول لا ادري فلزم بريهة ابا عبد اللّه حتى مات ابو عبد اللّه (عليه السلام) ثم لزم موسى (عليه السلام) حتى مات في زمانه فغسله  (عليه السلام) بيده وكفّنه بيده ولحده بيده وقال هذا حواري من حواريي المسيح (عليه السلام) يعرف حق اللّه عليه فتمنى اكثر اصحابه ان يكونوا مثله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.