المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الانزلاق السياسي لدى المراهق
2023-03-16
حلم الزراعة المحمية Mites of Protected Cultivation
27-9-2019
[علي بطل التوحيد]
23-10-2015
essive (adj./n.)
2023-08-25
Samuel Dickstein
1-3-2017
بنية الشعاب المرجانية وخصائصها المورفولوجية
7-4-2016


واقعة فخ وشهيدها المظلوم  
  
3319   01:59 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص384-386.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

قاد هذه الانتفاضة الحسين بن علي المعروف بشهيد فخ حفيد الإمام الحسن، وكان من رجال بني هاشم و سادتهم وفضلائهم، وكان شهماً كريماً، وقد اجتمعت فيه جميع الصفات الحميدة من العلم والصلاح والزهد في الدنيا والسخاء والصفات الإنسانية الراقية فقد ترعرع في ظل أبوين صالحين يتمتعان بكلّ الصفات الكريمة والإنسانية العالية وكان يقال لهما الزوج الصالح لعبادتهما ؛ واستشهد أبوه وخاله وجدّه وعمه من ناحية أُمّه وبعض آخر من أقاربه على يد المنصور الدوانيقي، وعاشت أُسرته الكبيرة التي ضحت بعدة رجال في سبيل مقارعة أعداء الإسلام وقتالهم في ظل الآلام والأحزان فانطوت نفسه على حزن وأسى عميق، ولم يكن ينسى ذكرى استشهاد أبيه وأقربائه على يد جلادي المنصور، وكانت ذكراهم تبعث في روحه الأبية والمفعمة بمشاعر العداء للعباسيين مرارتها، غير انّ الظروف الغير مناسبة كانت تضطره إلى السكوت الأليم، ولكن دفعته أعمال الظلم التي كان يقوم بها الهادي العباسي لا سيما عامله على المدينة إلى الثورة ضد الحكم العباسي إذ قد ضاق ذرعاً بذلك.

و ما إن ثار الحسين التحق به الكثير من الهاشميين وأهل المدينة وبايعوه وقاتلوا قوات الهادي، وبعد أن أجبروا قوات الهادي على التراجع قاموا بتجهيز أنفسهم وأخذوا استعداداتهم، وانطلقوا نحو مكة كي يستغلوا اجتماع المسلمين هناك خلال موسم الحج، وجعلوا مكة مركز انطلاقتهم لتوسيع رقعة الثورة .

اُخبر الهادي بثورة المدينة وتحرّك الثوار باتجاه مكة، فأرسل إليهم جيشاً لمقاتلتهم والتقى الجيشان في أرض فخ، ونشبت بينهما حرب طاحنة، فاستشهد فيها الحسين وجماعة أُخرى من الرجال وسادات بني هاشم، وتفرّق بقية جيشه، وأُسر بعض آخر منهم وقتلوا في بغداد بعد نقلهم إليها، ولم يكتف جلاوزة الهادي بقتلهم، بل تركوهم دون أن يدفنوهم، وفصلوا رؤوسهم عن أجسادهم، فأرسلوها لؤماً إلى الهادي في بغداد، وقد تعدّى عددهم المائة كما يقول بعض المؤرخين .

إن فشل ثورة شهيد فخ مأساة مريرة ومؤلمة أوجعت قلوب شيعة أهل البيت (عليهم السَّلام) بشكل خاص وذكّرتهم بمأساة كربلاء المفجعة وقد بلغ أثر هذه المأساة وفداحتها حداً دفع بالإمام الجواد (عليه السَّلام) أن يقول بعد عدة سنوات: لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.