أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015
3371
التاريخ: 28-12-2022
1163
التاريخ: 15-05-2015
3224
التاريخ: 16-10-2015
15412
|
روى الشيخ الكليني عن يعقوب بن جعفر انّه قال : كنت عند أبي ابراهيم (عليه السلام) و أتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان و معه راهبة، فاستأذن لهما الفضل بن سوار، فقال له : إذا كان غدا فأت بهما عند بئر أمّ خير.
قال : فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا، فأمر بخصفة بواري، ثمّ جلس و جلسوا فبدأت الراهبة بالمسائل، فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها.
و سألها أبو ابراهيم (عليه السلام) عن أشياء لم يكن عندها فيه شيء، ثم أسلمت.
ثم أقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله.
فقال الراهب : قد كنت قويّا على ديني و ما خلّفت احدا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم، و لقد سمعت برجل في الهند، إذا شاء حجّ إلى بيت المقدس في يوم و ليلة، ثمّ يرجع إلى منزله بأرض الهند.
فسألت عنه بأيّ أرض هو؟ فقيل لي : انّه بسبذان.
فقال الراهب : الأسماء كثيرة فأمّا المحتوم منها الذي لا يردّ سائله فسبعة.
فقال له أبو الحسن (عليه السلام) : فأخبرني عمّا تحفظ منها.
فقال الراهب : لا و اللّه الذي أنزل التوراة على موسى، و جعل عيسى عبرة للعالمين و فتنة لشكر أولي الألباب، و جعل محمّدا (صلى الله عليه واله) بركة و رحمة، و جعل عليّا (عليه السلام) عبرة و بصيرة، و جعل الأوصياء من نسله و نسل محمد ما أدري، و لو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك و لا جئتك و لا سألتك .
فقال له أبو ابراهيم (عليه السلام) : عد إلى حديث الهنديّ .
فقال له الراهب : سمعت بهذه الاسماء و لا أدري ما بطانتها و لا شرائحها، و لا أدري ما هي، لا كيف هي، و لا بدعائها، فانطلقت حتى قدمت سبذان الهند، فسألت عن الرجل فقيل لي : انّه بنى ديرا في جبل فصار لا يخرج و لا يرى الّا في كل سنة مرّتين.
و زعمت الهند انّ اللّه تعالى فجّر له عينا في ديره، و زعمت الهند انّه يزرع له من غير زرع يلقيه، و يحرث له من غير حرث يعمله، فانتهيت إلى بابه، فأقمت ثلاثا لا أدقّ الباب، و لا أعالج الباب، فلمّا كان اليوم الرابع فتح اللّه الباب، و جاءت بقرة عليها حطب تجرّ ضرعها يكاد يخرج ما في ضرعها من اللبن، فدفعت الباب فانفتح فتبعتها و دخلت، فوجدت الرجل قائما ينظر إلى السماء فيبكي، و ينظر إلى الأرض فيبكي، و ينظر إلى الجبال فيبكي، فقلت : حان اللّه ما أقلّ ضربك في دهرنا هذا.
فقال لي : و اللّه ما أنا الّا حسنة من حسنات رجل خلّفته وراء ظهرك.
فقلت له : أخبرت انّ عندك اسما من أسماء اللّه تعالى تبلغ به في كلّ يوم و ليلة بيت المقدس و ترجع إلى بيتك، فقال لي : و هل تعرف بيت المقدس؟
قلت : لا أعرف الّا بيت المقدس الذي بالشام.
قال : ليس بيت المقدس و لكنّه البيت المقدس و هو بيت آل محمّد.
فقلت له : أمّا ما سمعت به إلى يومي هذا فهو بيت المقدس.
فقال لي : تلك محاريب الأنبياء، و إنمّا كان يقال لها حظيرة المحاريب حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمّد و عيسى (صلّى اللّه عليهما) و قرب البلاء من أهل الشرك، و حلّت النقمات في دور الشياطين، فحوّلوا و بدّلوا و نقلوا تلك الاسماء، و هو قول اللّه تبارك و تعالى البطن لآل محمد و الظهر مثل : { إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ وَمَا سُلْطَانٍ } [النجم : 23].
فقلت له : انّي قد ضربت إليك من بلد بعيد، تعرّضت إليك بحارا و غموما و هموما و خوفا و أصبحت و أمسيت مؤيسا الّا أكون ظفرت بحاجتي، فقال لي : ما أرى امّك حملت بك الّا و قد حضرها ملك كريم، و لا أعلم انّ أباك حين أراد الوقوع بامّك الّا و قد اغتسل و جاءها على طهر، و لا أزعم الّا انّه قد كان درس السفر الرابع من سحره ذلك فختم له بخير، ارجع من حيث جئت، فانطلق حتى تنزل مدينة محمد (صلى الله عليه واله)التي يقال لها طيّبة و قد كان اسمها في الجاهلية يثرب ثم اعمد إلى موضع منها يقال له البقيع ثم سل عن دار يقال لها دار مروان فانزلها و أقم ثلاثا.
ثم سل عن الشيخ الأسود الذي يكون على بابها يعمل البواري و هي في بلادهم اسمها الخصف فألطف بالشيخ و قل له : بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الذي فيه الخشيبات الأربع، ثم سله عن فلان بن فلان الفلاني، و سله أين ناديه؟ و سله أيّ ساعة يمرّ فيها؟ فليريكاه أو يصفه لك فتعرفه بالصفة و سأصفه لك.
قلت : فاذا لقيته فاصنع ما ذا؟ فقال : سله عمّا كان و عمّا هو كائن و سله عن معالم دين من مضى و من بقي، فقال له أبو ابراهيم (عليه السلام) : قد نصحك صاحبك الذي لقيت، فقال الراهب : ما اسمه جعلت فداك؟
قال (عليه السلام) : هو متمّم بن فيروز، و هو من أبناء الفرس و هو ممّن آمن باللّه وحده لا شريك له و عبده بالاخلاص و الإيقان و فرّ من قومه لمّا خافهم، فوهب له ربّه حكما و هداه لسبيل الرشاد و جعله من المتّقين و عرّف بينه و بين عباده المخلصين، و ما من سنة الّا و هو يزور فيها مكة حاجّا و يعتمر في كلّ رأس شهر مرّة و يجيء من موضعه من الهند إلى مكة فضلا من اللّه و عونا و كذلك نجزي الشاكرين.
ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة كلّ ذلك يجيبه فيها، و سأل الراهب عن أشياء لم يكن عند الراهب فيها شيء فأخبره بها، ثم أنّ الراهب قال : أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبيّن في الأرض منها أربعة و بقي في الهواء منها أربعة، على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء و من يفسّرها؟
قال : ذاك قائمنا ينزله اللّه عليه فيفسّره و ينزّل عليه ما لم ينزّل على الصدّيقين و الرسل و المهتدين، ثم قال الراهب : فأخبرني عن الاثنين من تلك الأربعة الأحرف التي في الأرض ما هي؟ قال : أخبرك بالأربعة كلّها، أمّا أوّلهنّ : فلا آله الّا اللّه وحده لا شريك له باقيا، و الثانية : محمد رسول اللّه مخلصا، و الثالثة : نحن اهل البيت، و الرابعة : شيعتنا منّا و نحن من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و رسول اللّه من اللّه بسبب .
فقال له الراهب : أشهد أن لا آله الّا اللّه و انّ محمدا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و انّ ما جاء به من عند اللّه حق و إنّكم صفوة اللّه من خلقه و انّ شيعتكم المطهّرون و المستبدلون و لهم عاقبة اللّه و الحمد للّه ربّ العالمين.
فدعا أبو ابراهيم (عليه السلام) بجبّة خزّ و قميص قوهيّ ، و طيلسان ، و خفّ، و قلنسوة، فأعطاه ايّاها و صلّى الظهر، و قال له : اختتن، فقال : قد اختتنت في سابعي .
يقول المؤلف : قال الفاضل النبيل ملّا خليل في شرح الكافي عند توضيح كلام الراهب حيث قال انّ الأسماء المحتومة التي لا تردّ سبعة : المراد من الأسماء السبعة أسماء الأئمة السبعة و هم عليّ، و الحسن، و الحسين، و عليّ، و محمد، و جعفر، و موسى (عليهم السّلام)، و في زماننا هذا تكون الأسماء اثني عشر، و مضى في كتاب التوحيد في الحديث الرابع باب الثالث و العشرين قوله (عليه السلام) : نحن و اللّه الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللّه من العباد عملا الّا بمعرفتنا .
يقول المؤلف : يا حبذا لو كان يقول انّ المراد من الاسماء السبعة جميع المعصومين (عليهم السّلام)، لانّ اسماءهم الكريمة لا تتجاوزها و هي : محمد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و جعفر و موسى (عليهم السّلام) و هذا هو تأويل قوله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ } [الحجر : 87].
و أمّا معنى هذه الآية الكريمة : {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ } [النجم : 23].
فالظاهر منها مع مراعاة الآيات التي قبلها و هي : {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ} [النجم : 19 - 23] إن المشركين كان لهم ثلاثة أصنام و لكل اسم، اللات و العزّى و مناة، و وجه التسمية انّ اللات كان يعتكف عنده للعبادة، و العزّى للاكرام و الاعزاز، و مناة كان يذبح الهدي عنده و يتقرب له بالقرابين، فاللّه تعالى يقول : انّ هذه الأصنام سميتموها انتم بهذه الاسماء ما أنزل اللّه بها من سلطان و لا أيّدها، و تتمّة الآيات هكذا : { إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى } [النجم : 23] .
فعلم انّ ظاهر الآية في الأصنام و اما ما يشير إليه باطنها فهو : انّها نزلت في خلفاء الجور و الأصنام الثلاثة الكبيرة حيث أطلقوا عليهم ألقابا لا يستحقونها كأمير المؤمنين، الذي هو لقب سلطان الولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فصادروه و اعطوه إلى غيره.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|