المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

أخبار من بلغ
8-9-2016
الحساسية للأغذية Food Allergy
9-5-2018
المحولات
17-1-2016
قطع الصلاة
23-8-2017
آداب زيارة المريض
22-6-2017
اليوم الرابع عشر من الشهر والدعاء فيه.
2023-11-22


تذكر أنهم لا يزالون بحاجة إليك  
  
3096   07:37 مساءً   التاريخ: 30-3-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص267-268
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

بينما يكبر أبناؤك متجاوزين مرحلة الطفولة ، ستقل حاجتهم الى الاعتماد عليك بصورة مطردة (وهذا راجع لأنك نجحت نجاحاً مبهرا في عملية تنشئتهم). ولكن ، من حين لآخر ، سيحتاجون إليك في شيء ما ؛ قد يكون المال بالطبع ، خاصة في سنوات شبابهم الأولى ، وقد يحتاجون منك الى النصح ، وربما يحتاجون الى مساعدتك في العناية بأطفالهم ، او المساعدة في اعمال الحديقة ، وربما يريدون رأيك كشخص اكثر خبرة بشان بيع المنزل او كتابة سيرة ذاتية أو شراء سيارة.

إضافة الى ذلك هناك العديد من الاشياء غير الملموسة ؛ فهم لا يزالون بحاجة الى أن يحظوا بقبولك ؛ ربما لكي تشاهد منزلهم الجديد ، او رؤية الطفل حديث الولادة ، او رؤية شاحنة الرحلات التي قاموا بشرائها. ورغم انهم يريدون نفس هذه الاشياء من اصدقائهم الاخرين ، الا ان الامر ليس سواء ؛ فحين كانوا صغارا كانوا معتادين على ان يجعلوك ترى رسوماتهم أو قلاع الرمال التي كانوا يبنونها او ملابسهم الجديدة ، الامر الان مشابه ، لكن على مستوى اكبر. انهم يحتاجون منك ان تخبرهم بأنهم يبلون بلاءً حسناً (على الرغم من انك لم تسمح لهم بالاعتراف بأن هذا هو ما يبغون حقا – ولاهم كذلك).

كما سيحتاجون إليك من أجل الاشياء المهمة من حين لآخر بالطبع ؛ مثل التواجد في حالة الوضع المفاجئة لابنتك ، او الوقوف بجانب ولدك في حالة الطلاق ، او مساعدة ابنك المريض للغاية ، او توفير المأوى لابنتك وعائلتها بعد ان غمر الفيضان منزلهم. في هذه الحالات يكون ابنائك بحاجة الى شخص يلقي كل ما بيده ويندفع لمساعدتهم اولا ثم يستفسر ثانية ، وإذا كنت والدا عاقلا ، فسوف يعلمون انهم يستطيعون الاعتماد عليك حين تسوء الأمور ؛ وذلك دون جلبة او شكوى (أو إشعار بالذنب).

وكما قال "روبرت فروست":" المنزل هو المكان الذي لابد أن يقبلوك فيه ، متى ذهبت اليه"، وهذا هو ما تحتاج لتوفيره لأبنائك (مع إبداء بعض الحماسة). والاباء المتميزون فخورون دوماً لكونهم مستعدين لمساعدة ودعم أبنائهم ، ويسعدهم المساعدة في أوقات الازمات ، دون الشكوى من أن حياتهم تعرضت للمقاطعة.

بينما يكبر ابناؤك ، ستقل زيارتهم لك أكثر واكثر ، وربما لن يطلبوا منك شيئا مهما لسنوات او حتى عقود. لكن لا تنخدع وتظن انهم هكذا لن يحتاجوا اليك بعد اليوم لان هذا غير صحيح ؛ فهم سيكونون دوماً بحاجة إليك. فقط لا تدعهم يعلمون أنك تعلم ذلك.

" المنزل هو المكان الذي لابد ان يقبلوك فيه، متى ذهبت إليه". 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.