المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مميزات نيماتودا الحوصلات جنس Globodera
2025-04-07
الأشربة المحرمة
2025-04-07
إنزيمات الفوسفاتيزات phosphatases
2025-04-07
إنزيم اللايبيز المعوي
2025-04-07
إنزيمات تحلل الكربوهيدرات carbohydrates
2025-04-07
إنزيمات nucleases
2025-04-07



الأفعال أعمق أثراً من الكلمات  
  
1923   11:04 صباحاً   التاريخ: 23-3-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص242-243
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2485
التاريخ: 23-3-2021 2073
التاريخ: 10-5-2022 2348
التاريخ: 24-2-2022 2312

هذه القاعدة لا تنطبق على مواقف الازمات فقط ، لكنهما تحتل في مثل تلك المواقف أهمية بالغة. قد يقال أحياناً إن الأطفال لا يستمعون لآبائهم مطلقا! حسنا ، هذا ليس صحيحاً. لكنهم في الواقع يهتمون بكلماتك اهتماما أقل من ذلك الذي يبدونه تجاه أفعالك وتصرفاتك. يمكن للأطفال ملاحظة أدنى أثر للتناقض بين القول والفعل ، ولا يمكن ان يتقبلوا هذا ، وعلى الفور سيحكمون عليك بناء على أفعالك ، لا على كلماتك.

أنا لا أتحدث هنا عن الكلمات والأفعال السلبية فقط ، وسأعطيك مثالاً على ما أعني. إنني افترض انك تبدي تفهما لحقيقة انه لا ضير في التعبير عن مشاعرك بالبكاء ، وانك تخبر أطفالك بذلك مراراً وتكراراً ، لكن إذا حدث أن رأوك تمر بموقف يمثل صدمة عنيفة دون ان تبكي ، فسيجدون صعوبة بالغة في ان يصدقوا كلماتك عما لو كانت كلماتك تطابق أفعالك. إذا كان لا ضير من البكاء (وهذا صحيح حقا) فأظهر لهم هذا. دعهم يروك تبكي دون أي حرج من ذلك.

سوف يشاهد أطفالك كيفية تأقلمك مع المواقف العسيرة ، وسيكون هذا هو النموذج الذي يحتذونه.

انني اعرف زوجين مرّا بضائقة مالية منذ عدة سنوات ، حين فقد الزوج وظيفته ، وكانا يخبران أولادهما المراهقين بانه لا حرج اطلاقا من أن يكون معهم مال أقل من الآخرين ، وانه لا يجب أن يشعروا بالخجل لانهم لا يستطيعون شراء الاشياء التي يشتريها أصدقاؤهم ، وفي احدى المناسبات كان من المفترض ان تتناول تلك الاسرة الغداء مع أصدقاء لهم أغنياء بحق ، وهنا قام الوالدان بإيقاف السيارة في مكان بعيد خوفا من أن يرى مضيفوهما تلك السيارة الرثة البالية التي كانوا يركبونها ، ولقد لاحظ الابناء هذا التناقض مباشرة. انا اعرف هذا ؛ لان الابناء أنفسهم هم من اخبروني بهذا الموقف!

هذا الموقف مثال للجملة الشهيرة: "افعل كما أقول ، لا كما افعل"، وهذا شيء لا يمكن ان تقوله لطفلك أبداً. إذا ما استطعت فعل شيء ، فافعله وإذا لم تستطع فلا تتوقع من أطفالك ان يفعلوه إذن!

سوف يشاهد أطفالك كيفية تأقلمك مع المواقف العسيرة ، وسيكون هذا هو النموذج الذي يحتذونه. سواء كنت غيوراً، أو غاضبا ، أو ضيق الأفق ، او مندفعاً ، أو فاقد السيطرة ، أو محرجاً أو مستسلماً ، فسوف يكبرون وهم مقتنعون بان هذه هي الوسيلة السليمة للاستجابة لهذا الموقف ، حتى ان كنت تدعوهم بكلماتك للتصرف بصورة معاكسة. وعلى العكس ، إذا تصرفت بكرامة ونزاهة وانسانية وتعاطف وشجاعة ، فسوف يؤثر هذا فيهم أكثر من أي شيء معاكس تقوله لهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.