أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2015
12105
التاريخ: 25-10-2014
5857
التاريخ: 3-4-2016
5916
التاريخ: 15-5-2016
5910
|
1- مساعدة الجهات القضائية في كشف الحقيقة ، وتشخيص السبب والمسبب خدمة للحق والعدل.
2- رفع المظلومية التي تقع نتيجة الخطأ أو الشك أو الالتباس ، عن بعض المتهمين ، بسبب الحكم الظاهري على الحادث.
3- كشف الجريمة وملابساتها ، والتعرف على ظروف الحدث وغيره.
4- تعيين الزمن الذي مضى على الحادث ، أو ما يقرب منه.
5- تشخيص الآلة أو السلاح المستعمل ونوعه.
6- بيان الوسيلة التي استخدمت في تنفيذ العملية.
7- التعرف على المادة الكيمياوية أو السم المستخدم عند الحادث.
8- تقدير العمر للجاني والمجني عليه على وجه التقريب.
9- بيان سلامة الجاني والمجني عليه من الناحية العقلية والنفسية.
10- إجراء الفحوصات المختبرية لمعرفة كمية المواد السمّية ، أو المسكر ، أو المخدرات ، التي سببت الحادث.
11- معرفة جنس الجاني والمجني عليه.
12- إصدار القرار النهائي بصدد الجروح المختلفة ، سواء أ كانت جنائية أو عرضية أو انتحارية.
13- التعرف على حوادث الاختناق أو الغرق ، وكونها جنائية أم عرضية أو انتحارية.
14- تشخيص حالات الاعتداء الجنسي ، وإصدار القراره النهائي من كونها حالات اغتصاب أو لا.
15- تشخيص البكارة وبيان سلامتها أو عدمها ، وإعطاء المدة التقريبية لإزالتها.
16- كشف حالات اللواط المختلفة.
17- إجراء الفحوصات الخاصة بشأن الحمل ، والتأكد من حالاته الحقيقية والكاذبة.
18- التحقق من كون الجنين أو الطفل المولود ، هل جاء نتيجة عمل مشروع أو لا؟
19- التعرف على ظواهر الشنق والخنق المختلفة ، وكونها حالات جنائية أم عرضية أم انتحارية.
20- بيان حالة الوفاة وكونها طبيعية أو مشبوهة ، وإصدار التقرير اللازم بصددها.
21- إجراء الفحوص على البقع الدموية والمنوية والشعور الموجودة للتوصل لمعرفة المتهم أو المجني عليه.
والقرآن الكريم تعرّض للطب العدلي في آيات عديدة شملت مواضيع مختلفة الجوانب والأبعاد ، وهي تبين بجلاء وعلمية كيفية التعرف على الحقيقة بأسلوب علمي وعملي ، فكانت بحق اللبنات الأساسية التي جعلت الطب العدلي يأخذ حيزا لا بأس به في مجمل حياتنا الاجتماعية (الماضية والمعاصرة).
ولعلّ أعظم البراهين على عبقرية إنسان ، هو ما يبتكر من الأعمال ، أو الآراء المبتكرة التي لم يسبق إليها. ونحن إذا تصفّحنا حياة الامام علي (عليه السلام) بتجرد علمي ، رأينا أنه ابتكر امورا لم يسبق إليها. ووثبة تفكيره إلى هذه الأوليات التي تفرد بها خير دليل على فطرة عبقرية مصفاة.
فالأمام علي (عليه السلام) اعجوبة من أعاجيب القضاء ، لأنّه أوّل قاض فرّق بين الشهود لئلا يتواطأ اثنان منهما على شهادة تشوه جمال الحق ، أو تطمس معالمه ، فسنّ بهذه السنة الحميدة البارعة للقضاء ، ما يجعل سبيل الحق لهم واضحا ، وينزّه أحكامهم عن الشبهات ، ويحول بين الذين يتلاعبون بضمائر الناس وبين ما طبعوا عليه من الغش ، فلا يتمكنون من خداع القاضي.
وهو أوّل من سجّل شهادات الشهود حتى لا تتبدّل شهادة- بإغراء من رشوة ، أو تدليس من طمع ، أو ميل مع عاطفة- فكان بذلك مبتكرا من أعظم المبتكرين ، لأنّ صيانة حقوق الناس من العبث والغش أثمن من حياة الناس نفسها.
فجاءت الأجيال والامم والحكومات والدول لتسير على الاسلوب الذي رسمه الامام الأعظم (عليه السلام). وهو أوّل مكتشف أو مبتكر للتفريق ما بين لبن ام الانثى وام الذكر.
وروي في «كنز العمّال في السنن والأقوال» ج 3 ص 170 عن شريح القاضي قال : كنت أقضي لعمر بن الخطاب ، فأتاني يوما رجل فقال : يا أبا اميّة! إنّ رجلا أودعني امرأتين : إحداهما حرة مهيرة- أي غالية المهر ، والجمع مهائر- والاخرى سريّة ، فجعلتهما في دار ، وأصبحت اليوم وقد ولدتا غلاما وجارية ، وكلتاهما تدّعي الغلام ، وتنتفي من الجارية ، فاقض بينهما بقضائك.
قال : فلم يحضرني شيء فيهما ، فأتيت «عمر» فقصصت عليه القصّة.
فقال : « فما قضيت بينهما ؟ » قلت : «لو كان عندي قضاؤهما ما أتيتك!».
فجمع عمر من حضر من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمرني فقصصت عليهم ، فشاورهم في ذلك ، فكلّهم ردّ الرأي إليه وإليّ ..
فقال عمر : لكنّي أعرف حيث مفزعها ، وأين منزعها.
قالوا : «كأنّك أردت ابن أبي طالب».
قال : «نعم ، وأين المذهب عنه؟».
قالوا : «فابعث إليه يأتك!».
فقال : «لا ، له شمخة من هاشم ، وأثرة من علم ، يؤتى لها ، ولا يأتي ، وفي بيته يؤتى الحكم ، فقوموا بنا إليه».
فأتينا إليه ، فوجدناه في حائط يركل فيه على مسحاة ويقرأ : «أ يحسب الانسان أن يترك سدى؟» ويبكي ، فأمهلوه حتى سكن ، ثم استأذنوا عليه ، فخرج إليهم ، وعليه قميص قدّ نصف أردانه.
فقال : «يا عمر! ما الذي جاء بك؟»
فقال : «أمر عرض!».
وأمرني فقصصت عليه.
فقال : «فيم حكمت فيها؟».
قلت : «لم يحضرني فيها حكم».
فأخذ بيده من الأرض شيئا ثم قال : «الحكم أهون من هذا!».
ثم استحضر الامرأتين ، وأحضر قدحا ثم دفعه إلى إحداهما فقال : «احلبي فيه» فحلبت ، ثم وزن القدح ، ودفعه إلى الاخرى فقال : «احلبي فيه» فحلبت فيه ، ثم وزنه. فقال لصاحبة اللبن الخفيف : امضي وخذي ابنتك ، ولصاحبة اللبن الثقيل : خذي ابنك .
ثم التفت (عليه السلام) إلى عمر فقال : «أما علمت أنّ لبن الجارية على النصف من لبن الغلام؟ وأنّ ميراثها نصف ميراثه ؟ وأنّ عقلها نصف عقله ، وأنّ شهادتها نصف شهادته!».
فقال عمر : «أرادك الحقّ- يا أبا الحسن- ولكن قومك أبوا ...».
ومن إنسانيته التي لا تجارى ، خبر المجنونة التي قامت عليها البيّنة في عهد عمر ، أنّه فجر بها رجل ، فأمر عمر بجلدها الحدّ ، فمرّ بها الأمام علي (عليه السلام) فقال : «ما بال مجنونة آل فلان تقتل ؟». فقيل له : «إنّ رجلا فجر بها وهرب ، وقامت البينة عليها ، فأمر عمر بجلدها!» فقال (عليه السلام) : ردّوها إليه وقولوا له : أما علمت أنّ هذه مجنونة آل فلان ، وأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد رفع القلم عن المجنون حتّى يفيق ، إنّها مغلوبة على عقلها.
ونفسها فردّت إليه ، وقيل له ذلك ، فقال : فرّج اللّه عنه ، لقد كدت أهلك في جلدها ! ...
ومن مواهبه (عليه السلام) ليتمكن من الوصول إلى الحقيقة ما ذكره عنه الأصبغ بن نباتة قال : «إنّ شابا شكا إلى علي (عليه السلام) نفرا ، فقال : إنّ هؤلاء خرجوا مع أبي في سفر فعادوا ، ولم يعد أبي فسألتهم عنه. فقالوا : مات ، ما ترك شيئا ، وكان معه مال كثير ، وترافعنا إلى شريح القاضي فاستحلفهم وخلّى سبيلهم. فدعا عليّ بالشرط ، فوكّل بكلّ رجل رجلين وأوصاهم أن لا يمكّنوا بعضهم أن يدنو من بعض ، ولا أن يمكّنوا أحدا يكلمهم.
ودعا كاتبه ، ودعا أحدهم فقال : أخبرني عن أب هذا الفتى ، أي يوم خرج معكم ؟ وفي أي منزل نزلتم ؟ وكيف كان سيركم ؟ وبأي علة مات ؟ وكيف اصيب بماله ؟
وسأل عمن غسله ودفنه؟ ومن تولى الصلاة عليه؟ وأين دفن؟ والكاتب يكتب ، فكبر علي (عليه السلام) ، فكبّر الحاضرون والمتهمون لا علم لهم ، إلّا أنهم ظنوا أنّ صاحبهم قد أقرّ عليهم.
ثم دعا آخر بعد أن غيّب الأول من مجلسه ، فسأله كما سأل صاحبه ، ثم الآخر كذلك ، حتى عرف ما عند الجميع ، فوجد كل واحد يخبر بضد ما أخبر صاحبه.
ثم أمر برد الأول فقال : يا عدوّ اللّه قد عرفت عنادك وكذبك بما سمعت من أصحابك ، وما ينجيك من العقوبة إلّا الصدق ، ثم أمر به إلى السجن وكبّر وكبّر معه الحاضرون ، فلمّا أبصر القوم الحال ، لم يشكّوا أن صاحبهم أقرّ عليهم.
فدعا آخر منهم فهدّده فقال : يا أمير المؤمنين ، واللّه لقد كنت كارها لما صنعوا.
ثم دعا الجميع ، فأقروا بالقصة ، واستدعى الذي في السجن. وقيل له : قد أقرّ أصحابك و لا ينجيك سوى الصدق ، فأقرّ بما أقرّ به القوم فأغرمهم المال ، وأقاد منهم القتيل».
ونحن إذا رأينا ما يقوم به محققو أيامنا نعلم أنهم ينسجون على منوال الامام الحكيم ، الّلهم إنّ الامام استعمل ذكاءه وفطنته ، وهؤلاء كثيرا ما يستعملون التعذيب ، ليحصلوا من المتهم على الاقرار الذي يبتغونه! ...
ومن ذلك قصة التي ولدت لستة أشهر ، وحادثة المرأة التي زنت وهي حامل ، وقصة التي جحدت ابنها. وهذا الاجتهاد يدل على ما وهب اللّه لوصي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) من العلم والذكاء الذي يبلغ حد المعجزة ، ولو لا ذلك لظلم هذا الولد ، لكن الامام (عليه السلام) أدرك من ارتباك المرأة أنّ في قضيتها سرا ، وأنّ المرأة إذا كان في قلبها ذرة من الايمان والأنسانية لن تقبل الزواج بابنها ، فكان ذكاؤه وعلمه واجتهاده السبيل إلى حل هذه المعضلة «1».
فهذه القضايا تدل بداهة على ما وهب اللّه للامام علي (عليه السلام) من صفاء العقل ، وذكاء الرأي ، وصفاء الحكمة ، وخلوص النية ، ونقاء الضمير ، بحيث لا تلتاث عليه قضية ، مما جعل عمر بن الخطاب يقول : «لو لا علي لهلك عمر».
وحبّ الامام للعدل ، وتقديسه إيّاه ، جعله يقف أمام قاضي الحكومة مدّعيا بدرع له على خصم يهودي ، ولما لم تتوافر له الأدلة خسر الدعوى فلم يتبّرم ، ولم يتذمّر ، ولو لا إقرار اليهودي بصحة ادعاء الامام ، ما تراجع القاضي عن حكمه.
ولتقديسه العدالة ، باشر تنفيذ الحدّ بنفسه على والي الكوفة- الوليد بن عقبة ابن أبي معيط- يوم ثبت أنّه يتعاطى الخمر!
وصدق اللّه العلي العظيم حين قال سبحانه : { أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة : 3 ، 4]
{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس : 92]
{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف : 18]
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف : 24]
{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف : 26 ، 27]
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور : 4]
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء : 157]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [النور : 27-28]
{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف : 70]
{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف : 76]
______________________
(1) للمزيد من الاطلاع يراجع كتاب «قضاء أمير المؤمنين» للشيخ محمد التستري .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل معتمد المرجعية الدينية العليا وعدد من طلبة العلم والوجهاء وشيوخ العشائر في قضاء التاجي
|
|
|