أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-8-2019
![]()
التاريخ: 2024-10-17
![]()
التاريخ: 13-6-2021
![]()
التاريخ: 6-11-2021
![]() |
قال علي :(عليه السلام) : (الناس اعداء ما جهلوا).
الدعوة لأن يتحلى اهل العلم في كافة حقول المعرفة ومختلف اشكالها ، بالعفو والتعامل الحسن عندما يتعرضون لبعض المواقف الحساسة من سائر الناس ممن لم يرزقوا نعمة العلم أو لم يدركوا نصيبهم من الاخلاق الفاضلة التي يتحلى بها الاسوياء من الناس.
فقد تمس بعض التصرفات كرامة العالم او تقلل من شأنه الاجتماعي او تساعد على تهوين قدره او .... بما يثير مشاعر الإنسان عموما فضلا عن العالم الذي يشعر بهضم حقه وعدم إعطائه الدور المناسب له ، فلو ترك كل من العالم وذاك المتجاوز على هواه وما تمليه عليه مشاعره الجياشة ، لكان ما كان مما لا تحمد عاقبته فلابد من تهدئة الحال بما يعطي تفسيرا واقعيا للحالة ، لأن الإنسان يحمل فيما يحمله من مشاعر ايجابية او سلبية ، ويتصف بما يتصف به من صفات حميدة او ذميمة بشعور التغاير ، وصفة ضيق النفس ممن يتفوق في مجال معين ، وهذا امر طبيعي لكل احد ، غاية الامر ان المخلص لنفسه قبل غيره يسد ذلك الشعور ويعالج تلك الصفة بالمثابرة والمواصلة حتى يصل إلى ما وصل إليه غيره ، بينما يقوم غير المخلص الذي لم تسلم ذاته ببعض الاعمال التي تهون من قدر العالم وتقلل من اهمية العلم على أساس استعراض القدرات المالية ، البدنية ، النفوذ والسيطرة او غير ذلك ليعوض خلوه مما ازدان به غيره.
ولكنه وللأسف لا يحصل تعويض ، لأن من خسر العلم خسر اهم شيء ، بل وأشرف شيء ، لأن العلم من صفات الله تعالى وقد ورد الترغيب إليه والتنويه يفضل حامله في الكتاب العزيز(1) والسنة(2) النبوية الشريفة مضافا إلى دلالة العقل بطريقة الحصر والسبر المنطقي بما يسلط الاضواء على الاتجاه إليه والتكريم لأهله ومحبيه.
وقد كان اسلوب المعالجة في هذه الحكمة حكيم ومقبول جدا ، كونه يصلح قاعدة عامة يؤمن ويصدق بها الجميع ، لأن من كان عاطلا عن شيء من الكمالات تتولد لديه عقدة النقص من ذلك فيسمح لنفسه بممارسة ما ينفس عنه ويتيح له الفرصة بما يخفف عن نفسه ، ولأجل ان لا تحول هذه التصرفات السلبية في تحديد مسيرة اهل العلم ولئلا يستغربوا للأمر كانت هذه الحكمة تبين ان الناس بحسب الطبيعة لا يرغبون فيما هم عاطلون عنه لأنه يكشف عن فراغ ونقص فيتأثرون من ذلك.
وبعد هذه الحكمة : على اهل العلم ان يواصلوا سيرهم العلمي والتعليمي مهما واجهوا من انتقاص او محاولات اخرى ، لأن تلك المحاولات لا تحدد من حركتهم شيئا بل هي شيء اعتيادي ولا يعني تقرير هذه الحالة انها ايجابية ، بل علينا التعايش معها كأمر واقع وإلا فهي مرفوضة والإسلام يدعو للعلم والتعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كما ورد في قوله تعالى : {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الحج : 54] .
وقوله تعالى {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ : 6] .
وقوله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق : 1 - 5] ، وغيرها.
وقد ورد في فضل العلماء قوله تعالى : { لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 162].
وقوله تعالى : { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت : 43].
وقوله تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر : 9] وغيرها .
(2) كما روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : (طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا ان الله يحب بغاة – اي طلاب – العلم) اصول الكافي ج1 (باب فرض العلم وجود طلبه والحث عليه) ح1 .
وعنه (صلى الله عليه واله) ايضا انه قال : (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وان الملائمة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا به ، وانه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر ، وان العلماء ورثة الانبياء ...) أصول الكافي ج1 (باب ثواب العلم والمتعلم) ح1 .
ونحوه في سنن ابن ماجه ج1/ص81 ، وأيضا روي عنه (صلى الله عليه واله) انه قال : (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) سنن ابن ماجة ج1 ، ص80ط دار الفكر.
وروي عنه (صلى الله عليه واله) انه قال : (فقيه واحد اشد على الشيطان من ألف عابد) سنن ابن ماجة ج1/ ص81ط. دار الفكر.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|