أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-25
892
التاريخ: 2024-04-08
938
التاريخ: 2024-04-06
808
التاريخ: 4-05-2015
4905
|
قال المرجع الديني الكبير، الحجة الإمام السيد عبد الأعلى السبزواري الموسوي في تفسيره القيّم «مواهب الرحمن في تفسير القرآن» ص 57 وما بعدها من المجلد الأول. قال في تفسير قوله تعالى الم : المعروف بين المفسرين أن هذه الحروف المقطعة في أوائل السور القرآنية من المتشابهات، ولا ريب في أن العلم بها مختص باللّه تبارك وتعالى، أو بمن علمه عز وجل، لأن هذه الكلمات المقطعة قد أعيت العلماء على جهدهم عن الوصول إلى آثارها فضلا عن العلم بكيفية تركيبها والاطلاع على حقائقها وأسرارها.
والظاهر أن ذكر الحروف المقطعة في القرآن العظيم يشير إلى أهمية الحروف الهجائية وكثرة عناية اللّه عز وجل بها، لأنها محور الشرائع السماوية والكتب الإلهية، بل بها تقوم الحياة الاجتماعية في الإنسان، ولأجل ذلك جعل تعالى البيان [أي النطق بها] في قبال خلق الإنسان، فقال تبارك وتعالى : {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن : 3، 4]. وعلى هذا يمكن أن يكون ذلك الكتاب مبتدأ مؤخرا و«الم» خبرا مقدما. يعني أن ذلك الكتاب العظيم هو هذه الحروف الهجائية التي تنطقون بها، ولكنه بحسب العظم والجمال والكمال والمعارف شيء خارج عن مقدوركم ويكون في عالم الغيب وقد ظهر إلى عالم الشهادة مقرونا بالتحدي والتعجيز وإتماما للحجة، فكما أتم اللّه الحجة عليهم بمن هو من أنفسهم، أتم الحجة عليهم أيضا بما هو من ألفاظهم.
ثم إن الحروف المقطعة في أوائل السور أسماء باتفاق أئمة أهل اللغة، وليست بحروف، وهي تقرأ مقطعة بذكر أسمائها لا مسمياتها فيقال : ألف- لام- ميم ساكنة الأواخر، والسور التي فيها هذه الكلمات المقطعة تسع وعشرون سورة، وأصل الحروف الهجائية أيضا كذلك بناء على عد الهمزة حرفا مستقلا، وأما بناء على عده مع الألف واحدة فثمان وعشرون، وجميع الأحرف المقطعة بعد حذف المكررات نصف الحروف الهجائية، وإنما ذكر تبارك وتعالى نصفها استغناء بذلك عن الجميع وهذا من جهة البلاغة أيضا، ولا ريب في أن هذه الحروف ليست من المهملات، بل هي مستعملة في معان اختلف في فهم المراد منها، وقد تعددت أقوال المفسرين في ذلك، ربما تبلغ إلى عشرة أو أكثر، منها : أن المراد بها الإشارة إلى حساب الجمل الذي كان متداولا في العصور القديمة، فاستخرجوا منها جملة من الحوادث، ومنها مدة حياة هذه الأمة واستند بعضهم إلى حديث أبي لبيد المخزومي، وأصل هذا التفسير باطل لا دليل عليه من عقل أو نقل، والحديث ضعيف ودلالته مخدوشة، والحساب الواقع فيه غلط على كل تقدير. فلا يمكن الاعتماد عليه، ومنها عن جمع من مفسري الصوفية تفسيرها بالقطب والولي والأوتاد. وغاية ما ادّعوه في إثبات ذلك الكشف والشهود ولكن التفسير بذلك باطل أيضا ولا دليل عليه، وما ادعوه من الكشف مردود لا مجرى له في القرآن الكريم والسنة الشريفة، والأحكام الإلهية ونصوصها به متواترة.
ومنها : أنها إشارة إلى إعجاز القرآن فإن ما يستعمل في التكلم والتخاطب إنما هو المركبات دون المقطعات، ومع ذلك فإن هذه المقطعات لطافة لا تكون في غيرها، وحلاوة لا توجد فيما سواها، فإعجازها في الفصاحة والبلاغة نحو إعجاز خاص إلى غير ذلك من الوجوه التي يمكن
إرجاعها إلى الحكم والفوائد المتصورة، كما ستعرف، وإلا فلا يمكن القول بأنها معان لها.
والحق بأنها بحسب المعنى من المتشابهات التي استأثر اللّه تعالى بعلمها لنفسه، كما تقدم فلا يلزم على العباد الفحص عن حقيقتها وبذل الجهد في دركها وفهمها، بل لا بد من إيكال الأمر إليه تعالى، وقد وردت في ذلك روايات كثيرة عن نبينا الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة الهداة عليهم السّلام، نعم يمكن أن يلتمس لتلك الحروف حكم وفوائد. منها أن استعمال الرموز بالحروف المقطعة كان شائعا عند العرب، وقد يعد ذلك من علم المتكلم وحكمته، والقرآن الكريم لم يتعدّ عن هذا المألوف فأشار بذكرها إلى أن القرآن الكريم هو من هذه الحروف وجامع لما هو المتعارف لديكم، ومع ذلك فقد أبدع إبداعا عجزت العقول من جمال لفظه فضلا عن كمال معناه.
ومنها أنها ذكرت لأجل جلب استماع المخاطبين فإنهم إذا سمعوها تنبهوا لاستماع البقية، فهي تشويق وتنبيه لاستعداد تفهم شيء جديد.
ومنها إرشاد الناس إلى أن وراء كل ظاهر باطن فلا يكتفى بالجمود على الظاهر، بل لا بد من التأمل في بطون الكلمات القرآنية لأن في كل كلمة من كلمات القرآن بانفرادها دقيقة، كما أن في سائر جهاتها دقائق ولطائف.
ومنها أنها تشير إلى بعض الحقائق ورموز إلى بعض العلوم التي سترها اللّه تعالى عن العباد، لما رآه من المصالح حتى يظهر أهلها فيستفيد منها وتكون لغيره من مخفيات الكنوز، فلها ربط بعلم الحروف، ومقتضى الأخبار الكثيرة أن عند الأئمة الهداة شيء كثير منه وهو مما اختصهم اللّه تعالى به، فعلم فواتح السور من الأسرار المودعة لدى الإمام عليه السّلام ويرشد إلى ذلك ما يستفاد من مواظبة الأئمة الهداة عليهم السّلام في حالاتهم الانقطاعية مع
اللّه تعالى وتوسلهم إليه عز وجل بفواتح السور، وأن لها شأن من الشأن ومنزلة عظيمة عند اللّه تعالى، وهذه قرينة معتبرة على سقوط كثير من احتمالات المفسرين، وبذلك تخرج عن التشابه المطلق لأن ما ذكره الأئمة الهداة إنما كان من الإفاضات الربوبية عليهم».
هذا وأقول : إن المسلمين عامة قد أجمعوا على نزاهة وطهارة ومصداقية آل البيت النبوي الطاهرين سلام اللّه عليهم أجمعين، فكيف لا يجمعون على قدس آل البيت النبوي، واللّه جل وعلا يقول في حقهم في كتابه الكريم : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33] الآية. هذا والأحاديث عن فضل أهل البيت كثيرة جدا فاضت بها كتب المسلمين عامة، الأمر الذي علمه القاصي والداني وتداولتها الألسن والأقلام جيلا بعد جيل. إن ما وصلنا من أحاديث وروايات الأئمة الأطهار عن أسرار القرآن الكريم، دونته أقلام أصحابهم بأمانة وإخلاص وحافظت عليه مدى الأجيال في كتب معتبرة ومؤلفات أمينة، ونحن إذ ننقل تلكم الأحاديث التي صدرت عن الأئمة الأطهار إنما نقتبسها من تلكم الكتب الموثوقة المعتبرة، وبالنسبة لكثرتها فقد اعتمدنا على بعضها واستغنينا عن البعض الآخر توخيا للاختصار.
هذا ومن أجلّ الكتب التي ألفت في فضائل وأسرار القرآن الكريم هو كتاب «القرآن الكريم فضائله وآثاره في النشأتين» تأليف العالم الجليل والعابد المبجل الثقة الشيخ الحاج فخري الشيخ سلمان الظالمي، ولكثرة ما رواه من فضائل وأسرار القرآن الكريم سوف نختار اقتباس أسرار فوائد بعض الآيات القرآنية وعلى من أراد المزيد مراجعة ذلكم السفر الشريف والحمد للّه رب العالمين.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|