المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



كن متعاطفا  
  
2007   05:08 مساءً   التاريخ: 24-11-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص138-141
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2017 4656
التاريخ: 26-11-2019 2029
التاريخ: 14-5-2017 2371
التاريخ: 2023-03-06 925

عندما يُكِنّ الزوجان الحب لبعضهما البعض ، يصبح كل منهما محور حياة الآخر ، يصغيان لبعضهما البعض ويتعاملان معاً باحترام متبادل ، وفق كل شيء ، يتسمان بالتعاطف. فعندما يشعر أحدهما بسوء يقف الآخر إلى جانبه ، عندما يصاب أحدهما بجرح – جسدي أو عاطفي – يتألم الاثنان معاً. إلى جانب ذلك فهما يتشوقان لسماع الأحداث اليومية التي يمر بها الطرف الآخر والتجارب التي ساهمت في تشكيل حياته وهما لا يفعلان ذلك بدافع الالزام ولكن بدافع الحب ، إن إنصات كل منهما لحديث الاخر وتعلم كل منهما من الاخر ومشاركة التجارب معاً هو أمر يحرصان عليه ويشكل مصدر سعادة لهما.

يُعرف التعاطف بأنه شعور بالتضامن. إن الشخص المتعاطف هو الذي يسعى لمعرفة ماذا سيكون حاله إذا وضع في مكان الشخص الآخر. نشعر بصورة عامة بالتعاطف مع الأشخاص الذين هم في معاناة ، تنتابنا رغبة في التوصل إليهم وتقديم العون والحب والتفاهم لهم. ان التعاطف هو احدى الخصائص الرائعة التي تميزنا كبشر ، كلما ازددنا شعورا بالتعاطف وعبرنا عن ذلك بصورة اكبر ارتقت انسانيتنا.

هناك أمر غريب يعترى ، كما يبدو ، أغلب العلاقات الزوجية ، خاصة على المدى البعيد ، حيث إن كل طرف يفقد تدريجيا ، بمرور الوقت ، تعاطفه مع الطرف الآخر ، فتختلف نظرته اليه عن نظرته إلى الآخرين ، فيتعامل معه كانه أمر مسلم به وننسى أو لا ندرك تلك الحقيقة وهي ان شريك الحياة هو بشر أيضا عرضة للشعور بالألم والمعاناة كأي شخص آخر. إن الفكرة هنا أننا نتعاطف سريعاً مع الغرباء الذين يشعرون بالجوع أو بالمرض أو يتعرضون لإصابة أو لتجربة حزينة أو لخسارة بينما نفشل في نفس الوقت في ان نفتح قلوبنا لحب الاشخاص لدينا. خاصة عندما يكون شعوره بالألم نابعا من (أمور) تتكرر يومياً.

إذا كنت ما زلت تشعر بالتعاطف تجاه شريك حياتك ، فحافظ على هذا الشعور وستنال بذلك علاقة زوجية ذات أساس قوي يقوم على الحب. أما إذا كنت قد فقدت ذلك الشعو بالفعل ، أو أنه يتلاشى تدريجياً ، فبإمكانك أن تستعيده ، فكل ما تحتاج إليه في ذلك هو أن تتذكر تلك الحقيقة البسيطة وهي أن الالآم التي يعاني منها شريك حياتك هي آلام حقيقية بكل ما في الكلمة من معنى تماماً كالتي يعاني منها أي شخص آخر ، فالزوج أو الزوجة عرضة للإصابة بالمخاوف والمشاعر والشكوك التي تصيب سائر البشر.

عندما تشعر الزوجة بالخوف أو بأن شعورها خرج عن حدود المألوف فإن احتياجها إلى قلب محب وإلى البوح بدخائل نفسها هي مطلب مشروع تماماً كاحتياجك أنت أو غيرك إلى ذلك عند مواجهة نفس المشاعر بالمثل ، إذا مررت بيوم شاق فمن الطبيعي ان تشعر بالحاجة الى التعبير عن ذلك ، فلا ينبغي لزوجك ان يقلل من اهمية هذه الحاجة ، ضع في اعتبارك ان اخر ما يحتاج اليه شريك حياتك عندما يكون غاضبا او محبطا هو رد الفعل السلبي او الدفاعي من جانبك ، وان كان ذلك يتعلق بالتعبير عن مشاعره تجاهك. ان ما يحتاج اليه حقا هو حبك وتعاطفك معه ، استيعابك واتساع صدرك له. اذا نجحت في ذلك فستحل المشاكل الصغيرة وتتلاشى بكيفية تتعجب لها. لا يوجد ما يضاهي التعاطف مع شريك حياتك بصورة دائمة في تقوية الحب والاحترام المتبادل بينكما. ان الاحساس بوجود شخص متفهم يثير في النفس الارتياح ، خاصة اذا كان هذا الشخص هو شريك الحياة. اذا نجحت في الاحتفاظ بتعاطفك مع شريك حياتك وتعميق ذلك الشعور فقد تثير بذلك علاقتك الزوجية وتدعمها.

أن تكون متعاطفا مع نفسك هو أمر لا يقل أهمية عن التعاطف مع الاخرين ، ان تتذكر انك ايضا انسان. كن رؤوفا بنفسك عندما تخلط بين الامور ، ترتكب خطأ ، تتلفظ بقول خاطئ ، تفقد قوة احتمالك أو ببساطة ، تمر بيوم عصيب ، أعطِ نفسك قسطاً من الراحة ، هدئ من روعك بأن تذكر نفسك بأن ليس سوى أن تبذل أقصى جهدك. يمكنك باستبدال الحكم القاسي على النفس بالحب والصبر أن تصبح في أفضل حال ، بكل ما تحمله الكلمة من معان .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.