المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Allosteric Effectors
31-8-2021
الإجماع المحصّل
5-9-2016
قصّة حبّابة جارية يزيد
16-11-2017
العمرة
2-10-2018
طرق تحضير المواد المتناهية في الصغر (Nanomaterials Synthesis)
2023-07-24
استعمالات الحمص
10-4-2016


المجتمع يصنع المجرمين احيانا  
  
2340   04:26 مساءً   التاريخ: 24-11-2020
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص55-57
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-3-2018 2795
التاريخ: 12/11/2022 1688
التاريخ: 2023-04-21 1411
التاريخ: 25-8-2022 1485

ـ المعتقدات – تغيير السلوك تبعا لتغيير الهوية:

ليس من الضروري لمعظمنا ان نواجه ازمة لكي نفهم بان بإمكاننا ان نغير سلوكنا غير ان توقع تغيير هويتنا يبدوا أمرا مهددا او ربما مستحيلا بالنسبة لمعظم الناس اذ ان التخلي عن قناعاتنا الاساسية حول من تكون يسبب لنا اشد الألم، بل قد يصل امر ببعض الناس الى حدود الإقدام على قتل أنفسهم لكي يحافظوا على قناعاتهم ولقد صور هذا الامر الكاتب الفرنسي المعروف فيكتور هوجر في روايته الشهيرة (البؤساء)، اذ حين يطلق سراح بطل القصة (جان فالجان) من السجن يشعر بالإحباط والوحدة وعلى الرغم من أنه لم يتقبل طيلة سنوات سجنه تسمية (مجرم) التي تطلقها عليه الشرطة الفرنسية (كان قد سرق رغيف خبز لكي يطعم افراد عائلته الذين يتضورون جوعا وحكم عليه بالسجن لعدة سنوات مع الاشغال الشاقة) فانه ما ان يطلق سراحه حتى يكتشف انه لا يستطيع ان يحصل على عمل شريف، اذ انه يقابل بالاحتقار والصد باعتباره محكوما عليه سابقا، وفي الختام، وبدفع اليأس يبدأ بتقبل الهوية التي فرضها عليه المجتمع لقد اصبح مجرما يبدأ بالتصرف على هذا الأساس.

وحين يستقبله رجل رحيم ويطعمه ويوفر له مأوى ينام فيه تلك الليلة، فانه ما يلبث ان يحقق متطلبات وضعه كمجرم بسرقة المجموعة الفضية المتواضعة للرجل الذي احسن اليه. وحين توقف الشرطة فالجان لإجراء تفتيش روتيني لا يكتشفون فقط بأنه محكوم سابق ، بل إنه يحمل الممتلكات القيمة للرجل، وهي جريمة عقوبتها السجن المؤبد مع الاشغال الشاقة، يعود فالجان ليواجه الرجل، وهي جريمة عقوبتها السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة ، يعود فالنجان ليواجه الرجل ، وبعد عرض الوقائع يصر الرجل بانه أعطى فالجان الفضة كهدية ويذكره بانه نسى حاملي الشموع ولم يأخذها ويفاجأ فالجان حين يصر الرجل على تحويل قصته الزائفة الى حقيقة فيما بعد حيث يعطي فالجان الادوات الفضية لكي يبدأ حياة جديدة، وهنا كان على فالجان ان يعالج ما فعله الرجل لماذا يؤمن به؟

لماذا لم يرسله مكبلا بالأغلال؟ لقد قال له الرجل : انه شقيقه وان فالجان لم يعد ينتمي لعالم الشر، بل انه رجل شريف وعبد من عباد الله هذا التعطيل الشديد لنمطه يغير هوية فالجان، لذا يمزق اوراق سجنه، وينتقل الى مدينة اخرى، ويتبنى هوية جديدة. حين يفعل ذلك يتغير سلوكه تماماً، ويصبح شخصية قيادية ويساعد من يحتاجون للمساعدة في محيطه، غير ان احد رجال الشرطة وهو السيد جافير يجند نفسه في حملة للعثور على فالجان لكي يحضره لمواجهة العدالة انه (يعرف) ان فالجان يمثل الشر ويعرف نفسه على انه من سيجلب الشر ليواجه العدالة وحين يصل جافير الى فالجان في النهاية تتوفر امام فالجان الفرصة للانتقام، ولكنه يظهر سماحته وشهامته ويمتنع عن قتله وبعد ان يقضي جافير حياته وهو يلاحق فالجان يكتشف انه رجل فاضل – ربما كان افضل منه – ولا يستطيع التعامل مع حقيقة انه هو الشخص الشرير والسيئ، فانه يلقي بنفسه في المياه المتدفقة لنهر السين .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.