محددات الصناعة - التلوث البيئي :

تعد المدينة الوسط الملائم الذي ينمو فيه النشاط الصناعي لما تمتلكه من مزايا ومنافع اقتصادية وفنية للصناعة وبالتالي توفر فرص تحقيق الوفورات الاقتصادية وبالمقابل فالصناعة ضرورة اقتصادية في ديمومة حياة المدينة وتفعيلها، فهي فرص استثمارية ديناميكية في تفعيل وتأثر النمو الاقتصادي والتعامل مع التقنية الحديثة ولكن مع هذه المزايا الايجابية تكمن خطورة النشاط الصناعي في الآثار البيئية للعمليات الإنتاجية التي تعانيها المدن وخاصة ذات النشاط الصناعي الكثيف (1) ، وبذلك يتوضح أن دور الجهات التخطيطية معين في اختيار استعمالات الأرض وحسب توقيعها الصحيح ، وأما اختيارها للاستعمال الصناعي فيكون عن طريق رفع الفائدة المتأتية من الصناعة والتخلص من مضارها وسلبياتها على بيئة المدينة ومجاوراتها (ظهر المدينة) أي للتحوط المسبق لحدوث مشكلة بيئية .

إن من الضروري الانتباه ومنذ بداية اختيار الموقع الصناعي إلى بعض المتطلبات الموقعية ذات العلاقة بالأثر البيئي والتي تتمثل بشكل رئيس بمساحات الأراضي المخصصة للاستثمارات الصناعية واتجاهات الرياح وارتفاع المداخن في المشاريع الصناعية والمعامل (2) ، ولهذا نقول ان التوقيع غير المخطط للصناعة في أية مدينة ترافقه مشاكل عديدة تؤثر في بيئة تلك المدينة ومن أهمها المشاكل الصحية الناتجة من تلوث البيئة وخاصة المناطق المجاورة للمواقع الصناعية وما يمكن أن يتعرض لها الإنسان والنبات والحيوان من مخاطر صحية جراء هذا التلوث أي هناك علاقة نحوية بين اختيار وتخطيط استعمالات الأرض الصناعية والبيئة .

______________

(1)  مصدر سابق ، الحديثي ، حسن محمود علي ، " المواقع الصناعية والتنمية الإقليمية "، ص107

(2) كناني ، كامل كاظم ، "البيئة الحضرية والتلوث الصناعي" ، بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي الثالث لمركز التخطيط الحضري والإقليمي مع اتحاد مجالس البحث العلمي العربي ، جامعة بغداد ، 2000 ، ص76 .