أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2020
2011
التاريخ: 17-3-2021
2178
التاريخ: 21-3-2021
2595
التاريخ: 11-3-2021
1821
|
يرتبط الصوت بحاسة السمع، التي تعتبر عند الإنسان والحيوان ، أهم حاسة من حواسه الخمس، ارتباطاً وثيقاً. فلابد من وجودهما معاً حتى تتم أي عملية مخاطبة. فعن طريق حاسة السمع، يتم الارتباط الكامل بالعالم الخارجي، في اليقظة والمنام. وهي مفتاح الوصول إلى الأحاسيس الداخلية لدى الإنسان، فتثير في نفسه الشجون، أو السعادة والفرح. فسماع طفل يضحك ليس كسماعه يبكي، وسماع صوت الأم ليس كسماع صوت امرأة عادية. وحاسة السمع هي التي تنظم عملية النطق والكلام فبدونها يتعذر الكلام فالأطرش يفقد ملكة النطق، أما الأخرس فلا يفقد حاسة السمع، ولهذا فضلها الله تعالى عن حاسة البصر وقدمها عليها ((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا (سورة الإسراء).
ويقول شاعرنا العربي بشار بن برد :
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
تطلق الحيوانات المختلفة، بشكل عام أصواتاً عديدة تميز حيواناً عن آخر. فخوار البقرة لا يشبه ثغاء النعجة، ولا فحيح الأفعى نقيق الضفدع، ولا نئيم البوم تغريد البلبل. وكل حيوان يعبر بهذه الأصوات عن خوفه وسعادته، وينبه بها الآخرين عن خطر داهم ضمن مجموعة من الأصوات تأخذ شكل رموز متعارف عليها بين أفراد النوع الواحد بالفطرة أو التعلم.
أما الإنسان فيختلف كثيراً عن الحيوان في هذه الخاصية بالتحديد. فهو كما يقال ((حيوان ناطق)) أي ينطق حروفاً تؤلف في مجملها كلمات. ومجموعة الكلمات تشكل جملا، ومجموعة الجمل تشكل لغة. هذه الكلمات التي تم الاتفاق عليها مسبقاً بين مجموعة معينة من البشر، وباتت كرموز ترمز كل واحدة منها إلى شيء معين. فإذا لفظ أحدهم كلمة قلم مثلا، فهم الآخر أن الأمر يتعلق بقلم الكتابة، ولكن ليس بالضرورة أن يفهم هذه الكلمة شخص آخر من خارج المجموعة. فالكلمات تختلف من مجتمع إلى آخر، فاللغة العربية لا تشبه اللغة الصينية شكلا أو لفظاً، والصينية بدورها لا تشبه الهندية وهكذا. كما يختلف النطق من لغة إلى أخرى، كما تختلف حروف الأبجديات، فما تحويه اللغة العربية من أحرف لا يقابلها بالضرورة الأحرف عينها في لغة أخرى. ومن هنا تنفرد لغتنا العربية بحرف الضاد عن غيرها من اللغات، وسميت بهذا الحرف : لغة الضاد.
وتأتي أهمية النطق السليم للأحرف ليتم فهم ما يريده المرسل بوضوح. إن أول ما يعترض الإنسان من صعوبة عندما يتعلم لغة أجنبية هو اللفظ الصحيح للكلمات، حتى يتسنى للآخرين فهم ما يريد. والإنسان يمتلك جهاز نطق يتميز به عن سائر الخلق. وهذا الجهاز يساعده على نطق الحروف وتقليد الأصوات الراغب في تقليدها. فإذا كانت الهرة لا يمكنها آن تقلد نباح الكلب ، والكلب لا يمكنه أن يقلد مواء القطة، فإن بمقدور الإنسان أن يقلد مجموعة كبيرة من الأصوات. كما يمنح الجهاز الصوتي لكل شخص صوتاً منفرداً به عن كل أصوات الآخرين. إذا يمكنك التعرف على الأشخاص من سماعك لأصواتهم دون الحاجة إلى رؤيتهم. كما يمكن للإنسان أن يتميز عن آخر بجمال صوته وعذوبته. تماماً كما يمكن أن يختلف عنه بالشكل والمظهر. ومثلما ينتعش الإنسان للرائحة الزكية التي يستقبلها عن طريق حاسة الشم ويحفظها بذاكرته ويربطها بالزمان والمكان. فإنه يطرب أيضاً لسماع الأصوات الجميلة وللنغم الذي يثير في نفسه إما السعادة أو الحزن والكآبة، أو الملل والنعاس، فقصة عالمنا العربي الفارابي عندما دخل على قوم بآلته الموسيقية فعزف فأضحكهم، ثم عزف فأبكاهم، ثم عزف فأرقدهم وخرج، لخير دليل على ذلك. وليست الأصوات جميعها متساوية في جمالها وعذوبتها فصوت البلبل ليس كصوت الشحرور. وصوت مطرب ليس كصوت إنسان عادي. ولما للأصوات من أهمية وتأثير على حاسة السمع، ومنها في نفسية الإنسان فقد تفنن الإنسان في طرق الإلقاء حسب الزمان والمكان والوسيلة.
مع ظهور الإذاعة في أوائل العشرينات ظهر فن الإلقاء الإذاعي كفن قائم بذاته. وخاصة في النشرات الإخبارية للتأثير على المستمع كي يتقبل ما يقرأ عليه دون أن يشعر بالملل أو التأفف. وفن الإلقاء يتطلب من المذيع عدة صفات يجب أن تتوفر فيه:
- أن يكون ذا صوت رخيم.
- أن تكون مخارج الحروف لديه سليمة فلا يشوه لفظياً أي حرف، أو ينطقه بطريقة غير الطريقة التي يفترض أن يلفظ بها.
- أن يتقن اللغة العربية إتقاناً جيداً حتى يتسنى له تشكيل النصوص تشكيلا دقيقاً ، وتقطيع الجمل ووصل الكلمات،
كي تتم القراءة بشكل سليم لغوياً. وأن تتم عملية الإلقاء بطريقة سليمة. إذ أن التشكيل والتقطيع، والوصل، تلعب دوراً هاما جدا في الإلقاء.
- أن يكون قادراً على التنقل بين الطبقات الصوتية من طبقة إلى أخرى بسهولة.
ولكي نلم بكل هذه الأمور مجتمعة لابد لنا من الخوض في مجموعة من القواعد الأساسية في الإلقاء.
نبدأها بجهاز النطق عند الإنسان حتى يتسنى لنا معرفة مكونات هذا الجهاز وكيف تعمل حتى تستكمل عملية النطق. وهذا ما سيساعدنا على فهم بعض الآليات الأخرى التي ستوصلنا إلى قواعد الإلقاء السليم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|