الفصل الثامن

                                                الافكار الاقتصادية الحديثة

                                                    (المدرسة النقديـة) 

مفاهيم المدرسة النقديـة

ان تراكم الافكار الاقتصادية والتطور الديناميكي في المجتمع يبرز تطور في الفكر الاقتصادي على يد مفكرين بين فترة واخرى وحسب الضرورة والظرف الذي يهيئ الاسباب لظهور الفكر لأن الفكر بتطور مستمر ولم تبقى مرحلة ما فاعلة على طيلة الفترات وانما تنتهي حقبة زمنية معينة لتظهر حقبة زمنية اخرى ، وعليه لم تستمر الآراء الكينزية فاعلة بل ظهرات مشكلة ومحددات جعلت من نظرية وافكار كينز محدودة ولا تستطيع تلبية متطلبات النشاط الاقتصادي لكون كينز يستطيع تفسير ظاهرة التضخم ولكن المشكلة لا تتمثل في التضخم فحسب بل تفاقمت معدلات التضخم مع البطالة بذات الوقت وهي ظاهرة حديثة استجدت ضمن المرحلة ولم تكن متواجدة ضمن ذلك التاريخ  وظهرت في نهاية الستينات وبداية السبعينات⁽¹⁾ من القرن الماضي تتمثل في الاتجاه الليبرالي الجديد ومنظرها ميلتون فريدمان مما حجمت دور نظرية كينز (وهي بالاساس نظرية لعلاج حالة الكساد في الاقتصاد الامريكي) وبدأت النظرية عاجزة عن الإدلاء برأي ينقذ الاقتصاد ، ومن غير الممكن ان يبقى الاقتصاد متعثر وكما هو معلوم بأن ديناميكية الفكر البشري لا بد ان تجد البديل ، فظهر البديل على هيئة افكار اقتصادية لحل المشكلة وهذه المرة من امريكا وليس من انكلترا والتي رفضت التحليل الكينزي جملة وتفصيلاً واعتبرته وليد مرحلته (حالة طارئة) ولا يصلح لكل وقت وفضلت الرجوع الى التحليل الكلاسيكي ، وقام بتأسيس هذه المدرسة مجموعة من الاقتصاديين العاملين في جامعة شيكاغو ومن ابرز المفكرين الاقتصاديين الذين ظهروا لتمثيل هذه الحقبة (ميلتون فريدمان 1912-2006) وقد اعطى آراء سديدة تم الاعتماد عليها ويـعد مؤسسسها ، ولقد ذاع صيت المفكر فريدمان ضمن مرحلته وارتبطت الآراء باسمه وكانت هذه التسمية نسبة الى النظرية الكمية للنقود الذي سعى المفكر فريدمان لتطويرها تحت اسم المدرسة النقدية او (مدرسة شيكاغو) والتي ظهرت ضمن الفترة (1950-1978) كما وانها مخالفة لبعض الآراء الكينزية . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ جوزيف لاجوجي ، المذاهب الاقتصادية ، ترجمة ممدوح حقي ، دار النشر عويدات ، بيروت ص27 .