فسيولوجيا النمو الخضري والزهري للفراولة (الشليك)

يتأثر النمو الخضري والزهري في الشليك بكل من الفترة الضوئية، ودرجة الحرارة التي تتعرض لها النباتات. فالنمو الخضري وتكوين المدادات بوفرة يناسبهما النهار الطويل، والحرارة المرتفعة، بينما يناسب تكوين البراعم الزهرية النهار القصير، والحرارة المنخفضة. وتمر النباتات بفترة راز  حة مماثلة لتلك التي توجد في الأشجار المتساقطة الأوراق، حيث تدخل النباتات خلال فصل الشتاء في حالة سكون. فإذا حصلت النباتات على حاجتها من البرودة خلال فصل الشتاء.. فإنها تعاود نموها الخضري الطبيعي بمجرد ارتفاع درجة الحرارة، وتتكون النموات الخضرية الجديدة، والأزهار في الربيع، ثم تنمو المدادات في فصل الصيف، ويكون النمو الزهري والثمري في هذه الحالة غزير، وخلال فترة محدودة من الربيع. أما إذا تعرضت النباتات للنهار القصير - خلال شتاء غير بارد بالدرجة الكافية - لأن تأخذ النباتات حاجتها من البرودة.. فإن الأزهار تتكون بقلة، ويستمر الاثمار الضعيف على مدى فترة زمنية طويلة، ويكون ذلك على حساب النمو الخضري الطبيعي أيضا. ويقابل ذلك أن زيادة التعرض للحرارة المنخفضة على الحد المناسب تؤدي إلى زيادة النمو الخضري، بتكوين المدادات، بوفرة، وضعف الإزهار، والنمو الثمري. ولكل صنف احتياجاته الخاصة من الحرارة المنخفضة شتاء.

ويمكن القول إجمالا بان معظم الأصناف يلزمها التعرض لنهار قصير، ودرجة حرارة منخفضة شتاء حتى تنتهي للإزهار. إلا أن بعض الأصناف تكون دائمة الحمل، وهذه يمكنها الأزهار في كل من النهار القصير والنهار الطويل على حد سواء، وإن كان البعض يقسم الفئة الثانية من الأصناف (الدائمة الحمل) إلى مجموعتين، الأولى: تثمر مرتين أو أكثر سنويا، وتتحكم الفترة الضوئية الطويلة في إزهارها صيفا، والثانية: محايدة للفترة الضوئية (day neutral)، ويستمر فيها الإزهار وتكوين المدادات من بداية الربيع إلى أن يتوقف عند حلول الحرارة المنخفضة في أواخر الخريف (في المناطق الشمالية شتاء).