كيف نوفق بين حديث « ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي يوم القيامة » وبين « إنّه لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة » ؟ |
1733
07:44 صباحاً
التاريخ: 12-10-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2020
824
التاريخ: 12-10-2020
673
التاريخ: 12-10-2020
1070
التاريخ: 12-10-2020
696
|
السؤال : السؤال حول الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه واله الذي يقول : « ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي يوم القيامة » (1) ، وهناك رواية تنقل عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام تقول : « إنّه لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة » (2).
والسؤال هو : إذا كان الاستخفاف بالصلاة من الكبائر ، والتي وعد صاحبها بعدم نيل الشفاعة ، فهل ينال صاحبها شفاعة الرسول صلى الله عليه واله؟ وكيف؟ وهل هناك بين الروايتين تناقض؟ إذ لا ينال الشفاعة من استخفّ بالصلاة لأنّه عمل كبيرة ، وينال الشفاعة من جهة أُخرى لأنّ شفاعة الرسول صلى الله عليه واله لأهل الكبائر قد ادخرت؟ فعلى كلا الوجهين سينال الشفاعة ممّن سيشفع لمن يستحقّ الشفاعة ، إذ إنّهم عليهم السلام لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى ، وهم من خشيته مشفقون ، أم إنّ الذي يأتي بما تقدّم لا ينال الرضى ليستحقّ الشفاعة؟ أم ماذا؟ أفيدونا مأجورين.
الجواب : يمكن أن نتصوّر عدّة أجوبة للجمع بين الحديثين :
1 ـ إنّ قول النبيّ صلى الله عليه واله عام يشمل جميع أهل الكبائر ، وأمّا قول الإمام الصادق عليه السلام فهو خاص ينحصر بالمستخف بالصلاة ـ أي المتهاون بها ـ ، فيحمل العام على الخاصّ ، كما هو متعارف عليه عند الأُصوليين في مثل هذه الحالة ، وتسمى بالتعارض غير المستقرّ ، وتجمع جمعاً عرفياً ، ذُكر بشكل مفصّل في بحوث أُصول الفقه ، مبحث التعارض والتراجيح.
2 ـ إنّ شفاعة أهل البيت عليهم السلام لها منازل متعدّدة ، فيمكن حمل قول النبيّ صلى الله عليه واله على منزل منها ، كأن يكون آخر المراحل في يوم القيامة ، ويحمل قول الإمام الصادق عليه السلام على عدم نيل الشفاعة في منزل آخر ، كأن يكون في البرزخ مثلاً أو غيره.
وهنالك ما يؤيّد ما ذكرناه ، وهو قول النبيّ : « ادخرت » ، إٍذ إنّ الادخار يفيد معنى عدم الإعطاء في أوّل أزمنة الحاجة ، والحفاظ عليها إلى الأزمنة المهمّة جدّاً.
3 ـ يمكن أن يكون الفرق هو : إنّ الإمام الصادق عليه السلام ينفي الشفاعة عن المستخفّ بالصلاة على النحو الفعلي وواقعاً ، وهذا لا تعارض له مع قول النبيّ صلى الله عليه واله ، إذ إنّ النبيّ لم يقل إنّي اشفع فعلاً لأهل الكبائر ، بل قال : إنّي أدّخر شفاعتي لهم ، ومعنى الادخار هو الحفاظ عليها إلى وقت الشدّة ، والحفاظ لا يعني إعطاؤه بشكل قطعي ، فربما يعطي الشفاعة وربما لا يعطيها.
وهذا كما نجده في قوله تعالى : {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156] ، فليس معنى السعة لكُلّ شيء هو حصول الرحمة ووقوعها للجميع فعلاً ، وإلاّ لتعارض مع عقاب أيّ مخلوق ـ الكفرة وغيرهم ـ بل المقصود أنّ الرحمة من الله تعالى لها قابلية الشمول للجميع ، لكن البعض ليست له القابلية على نيلها ، وكما يقال : العجز في القابل لا في الفاعل.
وهنالك أوجه أُخرى يمكن تصوّرها لا داعي لذكرها.
____________
1 ـ التبيان 1 / 213 ، المعجم الأوسط 6 / 106 ، البداية والنهاية 10 / 254.
2 ـ الكافي 3 / 270 و 6 / 401 ، تهذيب الأحكام 9 / 107.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
نقابة تمريض كربلاء تشيد بمستشفى الكفيل وتؤكّد أنّها بيئة تدريبية تمتلك معايير النجاح
|
|
|