أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-05-2015
3469
التاريخ: 7-11-2014
2187
التاريخ: 22-09-2014
2802
التاريخ: 2024-04-26
605
|
يظهر ممّا استظهرناه الجواب عمّا استند إليه المادّيون في دعواهم إنكار المعجزة؛ من أنّ المعجزة الراجعة إلى الإتيان بما يخرق العادة يوجب انخرام أصل «العليّة والمعلوليّة» والخدشة في هذه القاعدة المسلّمة في العلوم الطبيعيّة، وفي العلم الأعلى والفلسفة؛ فإنّ ابتناءَهما على قانون العلّية ممّا لا يكاد يخفى، ولا يمكن للعقل أيضاً إنكاره؛ فإنّ افتقار الممكن- في مقابل الواجب والممتنع- إلى العلّة بديهيّ؛ لأنّه حيث لا يكون في ذاته اقتضاء الوجود والعدم، بل يكون متساوي النسبة إليهما، كما هو معنى الإمكان، فترجيح أحد الأمرين لا يمكن إلّ ابعد وجود مرجّح في البين، يكون ذلك المرجّح خارجاً عن ذات الممكن وماهيّته، وذلك المرجّح إنّما هي العلّة التي تؤثّر في أحد الطرفين، وتخرج الممكن عن حدّ التساوي.
وحينئذٍ يقال في المقام : إنّ المعجزة كما أنّها خارقة للعادة الطبيعيّة، كذلك خارمة لهذه القاعدة العقليّة المشتهرة بقانون العلّية والمعلوليّة، وموجبة لوقوع التخصيص فيها، وحيث إنّها غير قابلة للتخصيص، فلا محيص عن إنكارها كلّاً ونفيها رأساً.
والجواب أوّلًا : أنّ ما تقتضيه القاعدة المسلّمة إنّما هو مجرّد افتقار الممكن إلى العلّة المرجّحة، وأمّا أ نّ تلك العلّة لابدّ وأن تكون طبيعيّة مادّية فهو أمر خارج عن مقتضى تلك القاعدة، والقائلون بثبوت الإعجاز لا ينكرون القاعدة أصلًا، بل غرضهم أ نّ العلّة المرجّحة أمر خارج عن إدراك البشر وقدرته، فالمعجزة لا تنافي القاعدة أصلًا، وبعبارة اخرى : تكون العلّة أمراً غير طبيعيّ مرتبطاً بالقدرة الكاملة الإلهيّة غير المحدودة.
وثانياً : قد عرفت أنّه لا مانع من الالتزام بثبوت العلّة الطبيعيّة في باب المعجزة، وخرق العادة إنّما هو بلحاظ إلغاء التدريج والتدرّج ، وفي الحقيقة خروجها عن حدود القدرة البشريّة إنّما هو بلحاظ هذا الإلغاء بحسب الزمان، لا بلحاظ قطعها عن الارتباط بالعلّة الطبيعيّة، كما عرفت في مثال جعل الشجر اليابس خضراً، فتدبّر جيّداً.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|