أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015
48570
التاريخ: 26-03-2015
17417
التاريخ: 13-9-2020
25183
التاريخ: 26-03-2015
13142
|
تشبيه التمثيل
الأمثلة
(1) قال البحتري :
هو بحر السماح والجود فازدد |
|
منه قربا تزدد من الفقر بعدا (1) |
(2) وقال امرؤ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله |
|
علي بأنواع الهموم ليبتلي (2) |
* * *
(3) وقال أبو فراس (3) :
والماء يفصل بين روض ال |
|
زهر في الشطين فصلا (4) |
كبساط وشى جردت |
|
أيدي القيون عليه نصلا (5) |
(4) وقال المتنبي في سيف الدولة :
يهز الجيش حولك جانبيه |
|
كما نفضت جناحيها العقاب (6) |
(5) وقال السرى الرفاء :
وكأن الهلال نون لجين |
|
غرقت في صحيفة زرقاء |
البحث :
يشبه البحتري ممدوحه بالبحر في الجود والسماح، وينصح للناس أن يقتربوا منه ليبتعدوا من الفقر، ويشبه امرؤ القيس الليل في ظلامه وهوله بموج البحر، وأن هذا الليل أرخى حجبه عليه مصحوبة بالمهموم والأحزان ليختبر صبره وقوة احتماله. وإذا تأملت وجه الشبه في كل واحد من هذين التشبيهين رأيت أنه صفة أو صفات اشتركت بين شيئين ليس غير، هي هنا اشتراك الممدوح والبحر في صفة الجود، واشتراك الليل وموج البحر في صفتين هما الظلمة والروعة. ويسمى وجه الشبه إذا كان كذلك مفردا، وكونه مفردا لا يمنع من تعدد الصفات المشتركة، ويسمى التشبيه الذي يكون وجه الشبه فيه كذلك تشبيها غير تمثيل.
انظر بعد ذلك إلى التشبيهات التالية :
يشبه أبو فراس حال ماء الجدول، وهو يجري بين روضتين على شاطئيه حلاهما الزهر ببدائع ألوانه منبثا بين الخضرة الناضرة، بحال سيف لماع لا يزال في بريق جدته، وقد جرده القيون على بساط من حرير مطرز. فأين وجه الشبه؟ أتظن أن الشاعر يريد أن يعقد تشبيهين : الأول تشبيه الجدول بالسيف، والثاني تشبيه الروضة بالبساط الموشى؟
لا، إنه لم يرد ذلك، إنما يريد أن يشبه صورة رآها بصورة تخيلها، يريد أن يشبه حال الجدول وهو بين الرياض بحال السيف فوق البساط الموشى، فوجه الشبه هنا صورة لا مفرد، وهذه الصورة مأخوذة أو منتزعة من أشياء عدة، والصورة المشتركة بين الطرفين هي وجود بياض مستطيل حوله اخضرار فيه ألوان مختلفة.
ويشبه المتنبي صورة جانبي الجيش : ميمنته وميسرته، وسيف الدولة بينهما، وما فيهما من حركة واضطراب. بصورة عقاب تنفض جناحيها وتحركهما، ووجه الشبه هنا ليس مفردا ولكنه منتزع من متعدد وهو وجود جانبين لشيء في حال حركة وتموج.
وفى البيت الأخير يشبه السرى حال الهلال أبيض لماعا مقوسا وهو في السماء الزرقاء، بحال نون من فضة غارقة في صحيفة زرقاء، فوجه الشبه هنا صورة منتزعة من متعدد، وهو وجود شيء أبيض مقوس في شيء أزرق.
فهذه التشبيهات الثلاثة التي مرت بك والتي رأيت أن وجه الشبه فيها صورة مكونة من أشياء عدة يسمى كل تشبيه فيها تمثيلا.
القاعدة
(8) يسمى التشبيه تمثيلا إذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد، وغير تمثيل إذا لم يكن وجه الشبه كذلك.
نموذج
(1) قال ابن المعتز :
قد انقضت دولة الصيام وقد |
|
بشر سقم الهلال بالعيد |
يتلو الثريا كفاغر شره |
|
يفتح فاه لأكل عنقود (7) |
(2) وقال المتنبي في الرثاء :
وما الموت إلا سارق دق شخصه |
|
يصول بلا كف ويسعى بلا رجل (8) |
(3) وقال الشاعر :
وتراه في ظلم الوغى فتخاله |
|
قمرا يكر على الرجال بكوكب |
الإجابة