المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



فكر في ثلاثة اشياء تحبها في شريكة حياتك عند استيقاظك  
  
1843   11:15 صباحاً   التاريخ: 4-9-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص157-159
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-12 279
التاريخ: 25-8-2019 2153
التاريخ: 26-9-2018 1595
التاريخ: 30-5-2018 1726

قد أخاطر بأن أبدو سخيفاً ، إذا قلت ان هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها بحق . فلقد وجدت أنه تقريباً من المستحيل أن يصبح المرء غاضبا ومنزعجا او ان يهتم بصغائر الامور ويجهد نفسه في التفكير فيها في علاقته الزوجية عندما يذكر نفسه بالسبب الذي وراء حبه الشديد لشريكة حياته وهذا يصدق قوله في حالة كونكما مرتبطين وتعيشان في مدن مختلفة، أو في حالة كونكما متزوجين وتعيشان معاً .

وسأعطيك مثالا شخصيا يوضح مدى عملية هذا بالفعل. فمنذ عدة ايام مضت استيقظت وفكرت في الطريقة التي تضيء بها كريس حياة الاخرين بابتسامتها الجميلة. فعلى قدر ما يمكنني تذكره انها كانت دائما مبتسمة ولطيفة مع الآخرين ، حتى مع الغرباء. فلا اعتقد انني استقبلتها في المطار ذات مرة دون ان اجدها وقد تعرفت على صديقة جديدة قابلتها في الطائرة. وقادني هذا الى ثاني افكاري حول ما احبه فيها: اذ تذكرت كم من مرة كنت فيها منزعجا بشان شيء ما وهونت هي هذا الامر بقولها (انه مجرد صغائر) واكثر من الاخرين ، فكريس اسلوب معين يجعلها لا تنزعج ولا تغضب بشدة بشان صغائر الامور . وكانت اخر فكرة تبادرت الى ذهني ، قبل ان انهض من سريري ، مرتبطة بنشاط كان سيقوم به احد اطفالنا لاحقا في هذا اليوم. وبشكل اكثر تحديداً ، كان فكري كالاتي (انا سعيد بكل تأكيد ان كريس راغبة وقادرة على تجهيز البنات لهذه النوعية من الامور) وكنت على وشك ان اضحك عاليا وانا افكر في مدى الاختلاف الذي كانت ستبدو عليه ملابس بناتنا وتسريحاتهن اذا كنت انا المسؤول عن هذه المهمة .

ها هنا ثلاثة أشياء من الأمور التي أحبها في كريس. من المحتمل ان العملية بأكملها اخذت دقيقة أو دقيقتين ، ولكنها مهدت لما سيحدث بعد ذلك وفيما يلي ما اعنيه :

خرجت من المنزل لاحظت الجريدة ولاحظت ان كريس قد تركت باب سيارتها مفتوحة والمفاتيح والحقيبة في المقعد الأمامي ، وذلك احد الاشياء التي ابغضها فيها. ولكن عند الوصول لهذه النقطة يصبح الامر حقا ممتعاً ، فحيث ان ذهني كان منتعشا بأفكار جميلة حول كريس ومليئة بالحب لها ، تعاملت مع الامر ببساطة ولم اوله اي اهمية ، فهو ليس بمشكلة كبرى ، ولا يوجد اي سبب للانزعاج . فلم أفكر فيه لثانية. وهذا لا يرجع الى اني حاولت الا افكر فيه ثانية ، ولكنه لم يصاحبه أي وخز أو ألم أو ضيق .

اما بقية القصة فهي للتأمل والتفكير ، ولكني سأعطيك لمحة عما كان من الممكن ان يحدث اذا كانت افكاري قد اتخذت سبيلا آخر. والسؤال اذاً يكون كما يلي: كيف كان سيكون رد فعلي تجاه الباب غير المغلق اذا كنت قد فشلت في التفكير في هذه الاشياء الايجابية عند استيقاظي؟ أسوأ من هذا ما الذي كان من الممكن ان يحدث اذا بدأت مباشرة في اعمال عقلي بمسؤولياتي العديدة ، كما يفعل الكثيرون للدرجة التي تجعلني اصبح تحت وطأة ضغط شديد ؟ فالسؤال يكاد ان يكون بلاغيا لا رغبة في الحصول على اجابة له. والاجابة واضحة جدا وهي انني سأصبح منزعجا ومتوترا.

وهذا لا يعني أنك إذا فكرت في أشياء عديدة تحبها في شريكة حياتك في أول كل صباح ، فلن تصبح منزعجا ومتوترا مرة اخرى مطلقا ، ولكنه سيقلل من احتمال حدوث هذا . وحتى عندما تصبح منزعجا لن يكون الانزعاج شديداً ، فهذه الاستراتيجية سريعة وبسيطة وفعالة ولا تحتاج لمجهود. وما يزيد على ذلك هو ان الشعور المصاحب لها جميلا جداً ، وستندهش من ان التوقف عن الاهتمام بصغائر الامور في الحب سيكون أمراً في منتهى السهولة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.