• رعاية الدولة وتدخلها في النشاط الاقتصادي 

وفي رأي الالمان ان بداية الطريق الى التنمية لا يتم الا من خلال تدخل الدولة ، فكان هذا راي الالمان بالوقت الذي كانت الأمم الاوربية الأخرى قد اتبعت نظام الحرية الاقتصادية ، لقد اولت الأمم الالمانية اهمية كبيرة لدراسة التاريخ الاقتصادي وفعلاً اثمرت وكانت مجدية حيث نقلت حال المانيا الى الأفضل بدراسة التاريخ الاقتصادي وتاريخ الافكار الاقتصادية ، ولم يدرس الاقتصاد بطرق تقليدية وانما درس في الطريقة التي ممكن ان تترجم الى واقع عمل ينتهج منها خارطة طريق تخلص في اصلاح المجتمع الالماني من الناحية الاقتصادية .

بالوقت الذي اختطت الدول الاوربية النهج الرأسمالي الحر ، كانت المانيا تهتم بالدولة وتعطيها الدور المهم عكس الذي حصل في اوربا في ذات الوقت .

• بداية الاصلاح في الأمم الألمانية   

حصلت اصلاحات الهدف منها الحد من التسلط الرأسمالي وكانت المانيا موطن الثورات المساندة للطبقة العاملة وبرز المفكر الالماني (وليم روشر1817-1894) ليكون المؤسس للمدرسة التاريخية وظهروا مفكرين آخرين من ابرزهم فريدريك ليست (1846-1789) الذي له ثقل كبير في قيام المدرسة التاريخية (وقد اطلقت هذه التسمية على علماء الاقتصاد الذين مثلوا هذه المرحلة ، لأن الألمان اولوا الاهتمام البالغ التاريخ حين دراستهم العملية الاقتصادية وكان الهدف منه هو الاستفادة من تجارب الشعوب) وقد استطاع فريدريك ليست ومجموعته بأفكارهم التوحيد ما بين الدويلات الألمانية ومهد الطريق لوليم روشر بتأسيس مدرسته الألمانية التي سادت اوربا وانتشرت في دول امريكا واوربا حتى ظهور المدرسة النيوكلاسيكية النمساوية على يد المفكر كارل منجر 1840- 1921 ، ان هذا الواقع حفز اوتو ادوارد ليوبولدفون (1815-1898) رجل الدولة والسياسي البارع البروسي والذي شغل منصب رئيس وزراء مملكة بروسيا الالمانية بين عامي 1862-1890 الى المساهمة في توحيد الولايات الالمانية واسس الامبراطورية الالمانية وهو ما يسمى بالرايخ الالماني الثاني (وتعني الامبراطورية الالمانية في اللغة الالمانية) وقد تدخل لرفع الحيف والظلم الرأسمالي على المانيا وكان له دور بإجراء اصلاحات عملية تطور من واقع حال المانيا في حينها ، وادى الى التطور والتنمية .