المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اختيار الحجم المناسب لبذور الفلفل للزراعة
24-1-2023
السيد نجم الدين أبو عبد الله الحسين بن اردشير
26-5-2017
preposing (n.)
2023-10-31
الصراع اللغوي أسبابه ونتائجه
14-2-2019
النحو التوليدي
17-2-2019
Tribonacci Constant
9-12-2020


تفسير الأية (9-12) من سورة الكهف  
  
14335   06:27 مساءً   التاريخ: 25-8-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الكاف / سورة الكهف /

 

قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا } [الكهف: 9 - 12]

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ أم حسبت } معناه: بل أحسبت يا محمد { أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} فلخلق السماوات والأرض أعجب من هذا عن مجاهد وقتادة ويحتمل أنه لما استبطأ الجواب حين سألوه عن القصة قيل له أ حسبت أن هذا شيء عجيب حرصا على إيمانهم حتى قوي طمعك إنك إذا أخبرتهم به آمنوا والمراد بالكهف كهف الجبل الذي أوى إليه القوم الذين قص الله أخبارهم.

 واختلف في معنى الرقيم فقيل: إنه اسم الوادي الذي كان فيه الكهف عن ابن عباس والضحاك وقيل: الكهف غار في الجبل والرقيم الجبل نفسه عن الحسن وقيل الرقيم :القرية التي خرج منها أصحاب الكهف عن كعب والسدي وقيل: هو لوح من حجارة كتبوا فيه قصة أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف عن سعيد بن جبير واختاره البلخي والجبائي وقيل: جعل ذلك اللوح في خزائن الملوك لأنه من عجائب الأمور وقيل: الرقيم كتاب ولذلك الكتاب خبر فلم يخبر الله تعالى عما فيه عن ابن زيد وقيل: إن أصحاب الرقيم هم النفر الثلاثة الذين دخلوا في غار فانسد عليهم فقالوا ليدعوالله تعالى كل واحد منا بعمله حتى يفرج الله عنا ففعلوا فنجاهم الله ورواه النعمان بن بشير مرفوعا { إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} أي: اذكر لقومك إذ التجأ أولئك الشبان إلى الكهف وجعلوه مأواهم هربا بدينهم إلى الله { فقالوا } حين آووا إليه { رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} أي: نعمة ننجوبها من قومنا وفرج عنا ما نزل بنا { وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} أي: هيىء وأصلح لنا من أمرنا ما نصيب به الرشد وقيل هيىء لنا مخرجا من الغار في سلامة عن ابن عباس وقيل: معناه دلنا على أمر فيه نجاتنا لأن الرشد والنجاة بمعنى وقيل: يسر لنا من أمرنا ما نلتمس به رضاك وهو الرشد وقالوا هؤلاء الفتية قوم آمنوا بالله تعالى وكانوا يخفون الإسلام خوفا من ملكهم وكان اسم الملك دقيانوس واسم مدينتهم أفسوس وكان ملكهم يعبد الأصنام ويدعو إليها ويقتل من خالفه وقيل: إنه كان مجوسيا يدعوإلى دين المجوس والفتية كانوا على دين المسيح لما برح أهل الإنجيل وقيل: كانوا من خواص الملك وكان يسر كل واحد منهم إيمانه عن صاحبه ثم اتفق أنهم اجتمعوا وأظهروا أمرهم فأووا إلى الكهف عن عبيد بن عمير وقيل إنهم كانوا قبل بعث عيسى (عليه السلام).

 { فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} معناه: أنمناهم سنين ذات عدد وتأويله فأجبنا دعاءهم وسددنا آذانهم بالنوم الغالب على نفوذ الأصوات إليها سنين كثيرة لأن النائم إنما ينتبه بسماع الصوت ودل سبحانه بذلك على أنهم لم يموتوا وكانوا نياما في أمن وراحة وجمام نفس وهذا من فصيح لغات القرآن التي لا يمكن أن يترجم بمعنى يوافق اللفظ { ثم بعثناهم } أي: أيقظناهم من نومهم { لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} أي: ليظهر معلومنا على ما علمناه وذكرنا الوجه في أمثاله فيما سبق والمعنى لننظر أي الحزبين من المؤمنين والكافرين من قوم أصحاب الكهف عد أمد لبثهم وعلم ذلك وكأنه وقع بينهم تنازع في مدة لبثهم في الكهف بعد خروجهم من بيتهم فبعثهم الله ليبين ذلك ويظهر وقيل يعني بالحزبين أصحاب الكهف لما استيقظوا اختلفوا في تعداد لبثهم وذلك قوله وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم الآية .

_______________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص314-315.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

نفسر المعنى الظاهر من الآيات المتعلقة بأصحاب الكهف ، في ضوء ما دلت عليه بالدلالة الصريحة ، أوبدلالة الاقتضاء وطبيعة الحال (2) ونطرح ما عداها من المصادر أوالأساطير ، فلقد ذكرنا أكثر من مرة أن الحوادث التاريخية وأمثالها لا تثبت إلا بنص القرآن أوبحديث متواتر ، وان اخبار الآحاد ليست بشيء وان صحت أسانيدها إلا في الأحكام الشرعية .

{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ والرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً } . الكهف المغارة الكبيرة ، والرقيم اللوح الذي رقمت فيه أسماء أهل الكهف ، وطريف قول من قال : ان الرقيم اسم كلبهم . . والمعروف عند الرواة ان اسمه قمطير . .

ومهما يكن فقد جاء في الكتب القديمة قصة أصحاب الكهف ، وتعجب الذين قرأوها أوسمعوها : كيف ظلوا نائمين السنين الطوال ، وبقوا احياء بلا غذاء ! .

فقال سبحانه في هذه الآية لكل من تعجب واستغرب : لا تعجب من ذلك ، فكل آيات اللَّه عجب يحير العقول . . ان الذي أوجد أصحاب الكهف والكون بما فيه من لا شيء يهون عليه أن يبقي فتية في النوم أمدا طويلا ، ثم يبعثهم كما كانوا ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

{ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً }. يشير سبحانه في هذه الآية واللتين بعدها إلى قصة أهل الكهف على الإجمال ، ثم يشرع بالتفصيل . . تقول هذه الآية : كان فيما مضى فتية تركوا كل شيء في هذه الحياة وآووا إلى الكهف ، وطلبوا من اللَّه ان يرحمهم ، ويدبر شؤونهم ، وهم في الكهف .

ولم يشر سبحانه في هذه الآية إلى السبب الذي دعاهم ان يتركوا كل شيء ، ويلوذوا بالكهف ، ويطلبوا من اللَّه ان يدبر أمورهم . . والذي نفهمه من طبيعة الحال ، وما تشير إليه الآيات الآتية هوان هؤلاء الفتية اهتدوا بفطرتهم السليمة إلى أن مجتمعهم على ضلال في عبادة الأصنام ، وانهم رفضوا ان يعبدوا ما يعبد آباؤهم ، فحاول المترفون - كما هوديدنهم - ان يقتلوا الفتية أويفتنوهم عن دينهم ، ولما انسدت على الفتية جميع المسالك ، ولم يجدوا آية وسيلة الا اللجوء إلى الكهف آووا إليه ، وقالوا للَّه : لقد أوذينا فيك حتى بلغ بنا الأمر إلى ما ترى ، ونحن في أشد الحاجة إلى عونك ورحمتك ، فإياك نسترحم ، وبك نستعين .

{ فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً } أنمناهم نوما لا ينبههم معه شيء . وبقوا كذلك سنين معدودة ، ويأتي الكلام عن عدد هذه السنين في الآية 25 { ثُمَّ بَعَثْناهُمْ } أيقظناهم من نومهم { لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً } .

عرف الناس قصة أهل الكهف ، وهم ما زالوا غارقين في سباتهم ، وتداولت اخبارهم الأجيال ، واختلفوا في مدة لبثهم ، فمن مقل ومن مكثر ، فأيقظ اللَّه أهل الكهف ليعرف الفريقان ان أهل الكهف لبثوا في نومهم أمدا غير قصير فيؤمنوا أويزدادوا ايمانا بقدرة اللَّه على إحياء الموتى ، وقوله تعالى : { لِنَعْلَمَ } معناه ليظهر علمنا للناس بمقدار ما لبث أهل الكهف . تقدم نظيره في تفسير الآية 140 من آل عمران ج 2 ص 162 .

وتسأل : من أين علم الناس مدة لبثهم ، والمفروض انهم كانوا نياما وحين استيقظوا تساءلوا وقال بعضهم لبعض لبثنا يوما أوبعض يوم ؟ .

الجواب : لقد عرف الناس مدة مكثهم من الدراهم التي كانت معهم ، فقد ذهب بها أحدهم إلى المدينة ليشتري طعاما ، ولما رآها أهل المدينة تبين انها من عهد أحد الملوك السابقين ، ويأتي البيان في الآية 19 .

________________

1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص104-106.

2-الدلالة الصريحة مثل اسأل أهل القرية ، ودلالة الاقتضاء مثل اسأل القرية ، فان الكلام لا يصح إلا بتقدير أهل القرية .

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

الآيات تذكر قصة أصحاب الكهف وهي أحد الأمور الثلاثة التي أشارت اليهود على قريش أن تسأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنها وتختبر بها صدقه في دعوى النبوة: قصة أصحاب الكهف وقصة موسى وفتاه وقصة ذي القرنين على ما وردت به الرواية غير أن هذه القصة لم تصدر بما يدل على تعلق السؤال بها كما صدرت به قصة ذي القرنين:{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} الآية وإن كان في آخرها بعض ما يشعر بذلك كقوله:{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا} على ما سيجيء.

وسياق الآيات الثلاث التي افتتحت بها القصة مشعر بأن قصة الكهف كانت معلومة إجمالا قبل نزول الوحي بذكر القصة وخاصة سياق قوله:{أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا وأن الذي كشف عنه الوحي تفصيل قصتهم الآخذ من قوله:{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} إلى آخر الآيات.

ووجه اتصال آيات القصة بما تقدم أنه يشير بذكر قصتهم ونفي كونهم عجبا من آيات الله أن أمر جعله تعالى ما على الأرض زينة لها يتعلق بها الإنسان ويطمئن إليها مكبا عليها منصرفا غافلا عن غيرها لغرض البلاء والامتحان ثم جعل ما عليها بعد أيام قلائل صعيدا جرزا لا يظهر للإنسان إلا سدى وسرابا ليس ذلك كله إلا آية إلهية هي نظيرة ما جرى على أصحاب الكهف حين سلط الله عليهم النوم في فجوة من الكهف ثلاث مائة سنين شمسية ثم لما بعثهم لم يحسبوا مكثهم ذلك إلا مكث يوم أوبعض يوم.

فمكث كل إنسان في الدنيا واشتغاله بزخارفها وزيناتها وتولهه إليها ذاهلا عما سواها آية تضاهي في معناها آية أصحاب الكهف وسيبعث الله الناس من هذه الرقدة فيسألهم{ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}: المؤمنون: 113{ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ}: الأحقاف: 35 فما آية أصحاب الكهف ببدع عجيب من بين الآيات بل هي متكررة جارية ما جرت الأيام والليالي على الإنسان.

فكأنه تعالى لما قال:{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} إلى تمام ثلاث آيات قال مخاطبا لنبيه: فكأنك ما تنبهت أن اشتغالهم بالدنيا وعدم إيمانهم بهذا الحديث عن تعلقهم بزينة الأرض آية إلهية تشابه آية مكث أصحاب الكهف في كهفهم ثم انبعاثهم ولذلك حزنت وكدت تقتل نفسك أسفا بل حسبت أن أصحاب الكهف كانوا من آياتنا بدعا عجبا من النوادر في هذا الباب.

وإنما لم يصرح بهذا المعنى صونا لمقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن نسبة الغفلة والذهول إليه ولأن الكناية أبلغ من التصريح.

هذا ما يعطيه التدبر في وجه اتصال القصة وعلى هذا النمط يجري السياق في اتصال ما يتلوهذه القصة من مثل رجلين لأحدهما جنتان وقصة موسى وفتاه وسيجيء بيانه وقد ذكر في اتصال القصة وجوه أخر غير وجيهة لا جدوى في نقلها.

قوله تعالى:{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} الحسبان هو الظن، والكهف هو المغارة في الجبل إلا أنه أوسع منها فإذا صغر سمي غارا والرقيم من الرقم وهو الكتابة والخط فهو في الأصل فعيل بمعنى المفعول كالجريح والقتيل بمعنى المجروح والمقتول، والعجب مصدر بمعنى التعجب أريد به معنى الوصف مبالغة.

وظاهر سياق القصة أن أصحاب الكهف والرقيم جماعة بأعيانهم والقصة قصتهم جميعا فهم المسمون أصحاب الكهف وأصحاب الرقيم أما تسميتهم أصحاب الكهف فلدخولهم الكهف ووقوع ما جرى عليهم فيه.

وأما تسميتهم أصحاب الرقيم فقد قيل: إن قصتهم كانت منقوشة في لوح منصوب هناك أومحفوظ في خزانة الملوك فبذلك سموا أصحاب الرقيم: وقيل: إن الرقيم اسم الجبل الذي فيه الكهف، أوالوادي الذي فيه الجبل أوالبلد الذي خرجوا منه إلى الكهف أوالكلب الذي كان معهم أقوال خمسة، وسيأتي في الكلام على قصتهم ما يؤيد القول الأول.

وقيل: إن أصحاب الرقيم غير أصحاب الكهف وقصتهم غير قصتهم ذكرهم الله مع أصحاب الكهف ولم يذكر قصتهم وقد رووا لهم قصة سنشير إليها في البحث الروائي الآتي.

وهو بعيد جدا فما كان الله ليشير في بليغ كلامه إلى قصة طائفتين ثم يفصل القول في إحدى القصتين ولا يتعرض للأخرى لا إجمالا ولا تفصيلا على أن ما أوردوه من قصة أصحاب الرقيم لا يلائم السياق السابق المستدعي لذكر قصة أصحاب الكهف.

وقد تبين مما تقدم في وجه اتصال القصة أن معنى الآية: بل ظننت أن أصحاب الكهف والرقيم - وقد أنامهم الله مئات من السنين ثم أيقظهم فحسبوا أنهم لبثوا يوما أوبعض يوم - كانوا من آياتنا آية عجيبة كل العجب؟ لا وليسوا بعجب وما يجري على عامة الإنسان من افتتانه بزينة الأرض وغفلته عن أمر المعاد ثم بعثه وهو يستقل اللبث في الدنيا آية جارية تضاهي آية الكهف.

وظاهر السياق - كما تقدمت الإشارة إليه - أن القصة كانت معلومة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إجمالا عند نزول القصة وإنما العناية متعلقة بالإخبار عن تفصيلها، ويؤيد ذلك تعقيب الآية بالآيات الثلاث المتضمنة لإجمال القصة حيث إنها تذكر إجمال القصة المؤدي إلى عدهم آية عجيبة نادرة في بابها.

قوله تعالى:{ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} إلى آخر الآية الأوي الرجوع ولا كل رجوع بل رجوع الإنسان أوالحيوان إلى محل يستقر فيه أوليستقر فيه والفتية جمع سماعي لفتى والفتى الشاب ولا تخلوالكلمة من شائبة مدح.

والتهيئة الإعداد قال البيضاوي: وأصل التهيئة إحداث هيأة الشيء انتهى والرشد بفتحتين أوالضم فالسكون الاهتداء إلى المطلوب، قال الراغب: الرشد والرشد خلاف الغي يستعمل استعمال الهداية. انتهى.

وقوله:{ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} تفريع لدعائهم على أويهم كأنهم اضطروا لفقد القوة وانقطاع الحيلة إلى المبادرة إلى المسألة، ويؤيده قولهم:{من لدنك} فلولا أن المذاهب أعيتهم والأسباب تقطعت بهم واليأس أحاط بهم ما قيدوا الرحمة المسئولة أن تكون من لدنه تعالى بل قالوا: آتنا رحمة كقول غيرهم{ربنا آتنا في الدنيا حسنة}: البقرة: 201{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ}: آل عمران: 194 فالمراد بالرحمة المسئولة التأييد الإلهي إذ لا مؤيد غيره.

ويمكن أن يكون المراد بالرحمة المسئولة من لدنه بعض المواهب والنعم المختصة به تعالى كالهداية التي يصرح في مواضع من كلامه بأنها منه خاصة، ويشعر به التقييد بقوله{من لدنك}، ويؤيده ورود نظيره في دعاء الراسخين في العلم المنقول في قوله:{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً}: آل عمران: 8 فما سألوا إلا الهداية.

وقوله:{ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا } المراد من أمرهم الشأن الذي يخصهم وهم عليه وقد هربوا من قوم يتبعون المؤمنين ويسفكون دماءهم ويكرهونهم على عبادة غير الله، والتجئوا إلى كهف وهم لا يدرون ما ذا سيجري عليهم؟ ولا يهتدون أي سبيل للنجاة يسلكون؟ ومن هنا يظهر أن المراد بالرشد الاهتداء إلى ما فيه نجاتهم.

فالجملة أعني قوله:{ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا } على أول الاحتمالين السابقين في معنى الرحمة عطف تفسير على قوله:{ آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} وعلى ثانيهما مسألة بعد مسألة.

قوله تعالى:{ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} قال في الكشاف، أي ضربنا عليها حجابا من أن تسمع يعني أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات كما ترى المستثقل في نومه يصاح به فلا يسمع ولا يستنبه فحذف المفعول الذي هو الحجاب كما يقال: بنى على امرأته يريدون بنى عليها القبة. انتهى.

وقال في المجمع،: ومعنى ضربنا على آذانهم سلطنا عليهم النوم، وهو من الكلام البالغ في الفصاحة يقال: ضربه الله بالفالج إذا ابتلاه الله به، قال قطرب: هو كقول العرب: ضرب الأمير على يد فلان إذا منعه من التصرف، قال الأسود بن يعفر وقد كان ضريرا:

ومن الحوادث لا أبالك أنني.              ضربت علي الأرض بالأسداد.

وقال: هذا من فصيح لغات القرآن التي لا يمكن أن يترجم بمعنى يوافق اللفظ انتهى، وما ذكره من المعنى أبلغ مما ذكره الزمخشري.

وهنا معنى ثالث وإن لم يذكروه: وهو أن يكون إشارة إلى ما تصنعه النساء عند إنامة الصبي غالبا من الضرب على أذنه بدق الأكف أوالأنامل عليها دقا نعيما لتتجمع حاسته عليه فيأخذه النوم بذلك فالجملة كناية عن إنامتهم سنين معدودة بشفقة وحنان كما تفعل الأم المرضع بطفلها الرضيع.

وقوله:{سنين عددا} ظرف للضرب، والعدد مصدر كالعد بمعنى المعدود فالمعنى سنين معدودة، وقيل بحذف المضاف والتقدير ذوات عدد.

وقد قال في الكشاف، إن توصيف السنين بالعدد يحتمل أن يراد به التكثير أوالتقليل لأن الكثير قليل عنده كقوله: لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، وقال الزجاج إن الشيء إذا قل فهم مقدار عدده فلم يحتج أن يعد وإذا كثر احتاج إلى أن يعد. انتهى ملخصا.

وربما كانت العناية في التوصيف بالعدد هي أن الشيء إذا بلغ في الكثرة عسر عده فلم يعد عادة وكان التوصيف بالعدد أمارة كونه قليلا يقبل العد بسهولة، قال تعالى:{وشروه بثمن بخس دراهم معدودة}: يوسف: 20 أي قليلة.

وكون الغرض من التوصيف بالعدد هو التقليل هو الملائم للسياق على ما مر فإن الكلام مسرود لنفي كون قصتهم عجبا وإنما يناسبه تقليل سني لبثهم لا تكثيرها - ومعنى الآية ظاهر وقد دل فيها على كونهم نائمين في الكهف طول المدة لا ميتين.

قوله تعالى:{ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} المراد بالبعث هو الإيقاظ دون الإحياء بقرينة الآية السابقة، وقال الراغب: الحزب جماعة فيها غلظ انتهى.

وقال: الأمد والأبد يتقاربان لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان التي ليس لها حد محدود ولا يتقيد لا يقال: أبد كذا، والأمد مدة لها حد مجهول إذا أطلق، وقد ينحصر نحوأن يقال: أمد كذا كما يقال: زمان كذا.

والفرق بين الأمد والزمان أن الأمد يقال باعتبار الغاية والزمان عام في المبدإ والغاية، ولذلك قال بعضهم: المدى والأمد يتقاربان. انتهى.

والمراد بالعلم العلم الفعلي وهو ظهور الشيء وحضوره بوجوده الخاص عند الله، وقد كثر ورود العلم بهذا المعنى في القرآن كقوله:{ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب}: الحديد: 25، وقوله:{ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم}: الجن: 28 وإليه يرجع قول بعضهم في تفسيره: أن المعنى ليظهر معلومنا على ما علمناه.

وقوله:{لنعلم أي الحزبين أحصى} إلخ تعليل للبعث واللام للغاية والمراد بالحزبين الطائفتان من أصحاب الكهف حين سأل بعضهم بعضا بعد البعث: قائلا كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أوبعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم على ما يفيده قوله تعالى في الآيات التالية:{وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم} إلخ.

وأما قول القائل: إن المراد بالحزبين الطائفتان من قومهم المؤمنون والكافرون كأنهم اختلفوا في أمد لبثهم في الكهف بين مصيب في إحصائه ومخطىء فبعثهم الله تعالى ليبين ذلك ويظهر، والمعنى أيقظناهم ليظهر أي الطائفتين المختلفتين من المؤمنين والكافرين في أمد لبثهم مصيبة في قولها، فبعيد.

وقوله:{أحصى لما لبثوا أمدا} فعل ماض من الإحصاء، و{أمدا} مفعوله والظاهر أن{لما لبثوا} قيد لقوله{أمدا} وما مصدرية أي أي الحزبين عد أمد لبثهم وقيل: أحصى اسم تفضيل من الإحصاء بحذف الزوائد كقولهم: هو أحصى للمال وأفلس من ابن المذلق 1، وأمدا منصوب بفعل يدل عليه{أحصى} ولا يخلومن تكلف، وقيل غير ذلك.

ومعنى الآيات الثلاث أعني قوله:{إذ أوى الفتية إلى قوله:{أمدا} إذ رجع الشبان إلى الكهف فسألوا عند ذلك ربهم قائلين: ربنا هب لنا من لدنك ما ننجوبه مما يهددنا بالتخيير بين عبادة غيرك وبين القتل وأعد لنا من أمرنا هدى نهتدي به إلى النجاة فأنمناهم في الكهف سنين معدودة ثم أيقظناهم ليتبين أي الحزبين عد أمدا للبثهم.

والآيات الثلاث - كما ترى - تذكر إجمال قصتهم تشير بذلك إلى جهة كونهم من آيات الله وغرابة أمرهم، تشير الآية الأولى إلى دخولهم الكهف ومسألتهم للنجاة، والثانية إلى نومهم فيه سنين عددا، والثالثة إلى تيقظهم وانتباههم واختلافهم في تقدير زمان لبثهم.

فلإجمال القصة أركان ثلاثة تتضمن كل واحدة من الآيات الثلاث واحدا منها وعلى هذا النمط تجري الآيات التالية المتضمنة لتفصيل القصة غير أنها تضيف إلى ذلك بعض ما جرى بعد ظهور أمرهم وتبين حالهم للناس، وهوالذي يشير إليه قوله:{وكذلك أعثرنا عليهم} إلى آخر آيات القصة.

_____________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج13،ص197-202.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

بداية قصّة أصحاب الكهف

في الآيات السابقة كانت هُناك صورة للحياة الدينا، وكيفية اختبار الناس فيها، ومسير حياتهم عليها، ولأنَّ القرآن غالباً ما يقوم بضرب الأمثلة للقضايا الحسَّاسة، أو أنَّهُ يذكر نماذج مِن التأريخ لتجسيد الوعي بالقضية، لذا قام في هذه السورة بتوضيح قصّة أصحاب الكهف، وعبرَّت عنهم الآيات بأنّهم (أنموذج) أو (أسوة).

إِنّهم مجموعة من الفتية الأذكياء المؤمنين، الذين كانوا يعيشون في ظل حياة مُترفة بالزّينة وأنواع النعم، إِلاَّ أنّهم انسلخوا مِن كل ذلك لأجل حفظ عقيدتهم وللصراع ضدَّ الطاغوت; طاغوت زمانهم، وذهبوا إِلى غار خال مِن جميع أشكال الزّينة والنعم، وقد أثبتوا بهذا المسلك أمر استقامتهم في سبيل الإِيمان والثبات عليه.

المُلفت للنظر أنَّ القرآن ذكر في البداية قصّة هذه المجموعة مِن الفتية بشكل مجمل، مُوظفاً بذلك أحد أُصول فن الفصاحة والبلاغة، وذلك لِتهيئة أذهان المستمعين ضمن أربع آيات، ثمّ بعد ذلك ذكر التفاصيل في (14) آية.

في البداية يقول تعالى: { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًاً}. إِنَّ لنا آيات أكثر عجباً في السموات والأرض، وإِن كل واحد منها نموذج لعظمة الخالق جلَّ وعلا، وفي حياتكم ـ أيضاً ـ أسرار عجبية تُعتبر كل واحدة مِنها علامة على صدق دعوتك، وفي كتابك السماوي الكبير هذه آيات عجيبة كثيرة، وبالطبع فإِنَّ قصّة أصحاب الكهف ليست بأعجب مِنها.

أمّا لماذا سميت هذه المجموعة بأصحاب الكهف؟ فذلك يعود إِلى لجوئهم إِلى الغار كي يُنقذوا أنفسهم، كما سيأتي ذلك لاحقاً إِن شاء الله.

أمّا «الرقيم» ففي الأصل مأخودة مِن (رقم) وتعني الكتابة(2)، وحسب اعتقاد أغلب المفسّرين فإِنَّ هذا هو اسم ثان لأصحاب الكهف، لأنَّهُ في النهاية تمت كتابة أسمائهم على لوحة وُضعت على باب الغار.

البعض يرى أنَّ «الرقيم» اسم الجبل الذي كان فيه الغار.

والبعض الآخر اعتبر ذلك إسماً للمنطقة التي كان الجبل يقع فيها.

أمّا بعضهم فقد اعتبر ذلك إسماً للمدينة التي خرجَ مِنها أصحاب الكهف، إِلاَّ أنَّ المعنى الأوّل أكثر صحة كما يظهر.

أمّا ما احتملهُ البعض مِن أنَّ أصحاب الرقيم هم مجموعة أُخرى غير أصحاب الكهف، وتنقل بعض المرويات قصّة تختص بهم، فالظاهر أنَّ هذا الرّاي لا يتناسب مع الآية، لأنَّ ظاهر الآية يدل على أنَّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا مجموعة واحدة، لذلك وبعد ذكر العنوانين تذكر السورة قصّة أصحاب الكهف ولا تذكر غيرهم. وهذا بنفسه دليل على الوحدة.

وفي الرّوايات المعروفة الواردة في تفسير نور الثقلين في ذيل الحديث عن الآية، نرى أنَّ الأشخاص الثلاثة الذين دخلوا الغار قد دعوا الله بأخلص ما عملوه لوجهه تعالى أن يُنجيهم مِن محنتهم، ولكن هذه الرّوايات لا تتحدث عن أصحاب الرقيم بالرغم مِن أنَّ بعض كُتب التّفسير قد تعرَّضت لهم.

على أية حال يجب أن لا نتردَّد في أنَّ هاتين المجموعتين (أصحاب الكهف والرقيم) هم مجموعة واحدة، وأنَّ سبب نزول الآيات يعضد هذه الحقيقة.

ثمّ تقول الآيات بعد ذلك: { إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} وعندما انقطعوا عن كل أمل توجهوا نحو خالقهم: { فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} ثم: { وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}. أي أرشدنا إِلى طريق يُنقذنا مِن هذا الضيق ويقربنا مِن مرضاتك وسعادتك، الطريق الذي فيه الخير والسعادة وإِطاعة أوامر الله تعالى. وقد أستُجيبت دعوتهم: { فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}.

{ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا}.

__________________

1- تفسير الامثل ،ناصر مكارم الشيرازي ،ج7،ص457-459.

2ـ يقول الراغب في المفردات: إِنَّ رقم (على وزن زخم) تعني الخط الخشن والواضح، والبعض اعتبره النقطة في خط. وفي كل الأحوال إِنَّ (رقيم) تعني الكتاب أو اللوح أو الرسالة التي يُكتب فيها شيئاً.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .