أقرأ أيضاً
التاريخ: 26/11/2022
1650
التاريخ: 17-04-2015
3301
التاريخ: 17-04-2015
3308
التاريخ: 17-04-2015
3790
|
روى بسند معتبر عن صفوان بن مهران الجمال انّه قال : رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى أبي جعفر المنصور و ذلك بعد قتله لمحمد و ابراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن، انّ جعفر بن محمد بعث مولاه المعلّى بن خنيس بجباية الأموال من شيعته و انّه كان يمدّ بها محمد بن عبد اللّه، فكاد المنصور أن يأكل كفّه على جعفر غيظا، و كتب إلى عمّه داود، و داود إذ ذاك أمير المدينة أن يسيّر إليه جعفر بن محمد و لا يرخص له في التلوّم و المقام ؛ فبعث إليه داود بكتاب المنصور و قال : اعمل في المسير إلى أمير المؤمنين في غد و لا تتأخّر.
قال صفوان : و كنت بالمدينة يومئذ فأنفذ إلي جعفر (عليه السلام) فصرت إليه فقال لي : تعهّد راحلتنا فانّا غادون في غد إن شاء اللّه إلى العراق، و نهض من وقته و انا معه إلى مسجد النبي (صلى الله عليه واله) و كان ذلك بين الأولى و العصر، فركع فيه ركعات ثم رفع يديه فحفظت يومئذ من دعائه : يا من ليس له ابتداء .
قال صفوان : سألت أبا عبد اللّه الصادق (عليه السلام) بأن يعيد الدعاء عليّ فأعاده و كتبته، فلمّا أصبح أبو عبد اللّه (عليه السلام) رحّلت له الناقة، و سار متوجّها إلى العراق حتى قدم مدينة أبي جعفر و أقبل حتّى استأذن فأذن له.
قال صفوان : فأخبرني بعض من شهد عن أبي جعفر، قال : فلمّا رآه أبو جعفر قرّبه و أدناه، ثم استدعى قصّة الرافع على أبي عبد اللّه (عليه السلام) يقول في قصّته : انّ معلّى بن خنيس مولى جعفر بن محمد يجبي له الأموال.
فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : معاذ اللّه من ذلك يا أمير المؤمنين، قال له : تحلف على براءتك من ذلك؟ قال : نعم أحلف باللّه انّه ما كان من ذلك شيء، قال أبو جعفر : لا بل تحلف بالطلاق و العتاق، فقال أبو عبد اللّه : أ ما ترضى يميني باللّه الذي لا إله الّا هو؟ قال أبو جعفر : فلا تفقّه عليّ، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : فأين يذهب بالفقه منّي يا أمير المؤمنين.
فقال : دع عنك هذا فانّي أجمع الساعة بينك و بين الرجل الذي رفع عنك حتى يواجهك، فأتوا بالرجل و سألوه بحضرة جعفر (عليه السلام) فقال : نعم هذا صحيح و هذا جعفر بن محمد و الذي قلت فيه كما قلت، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : تحلف أيّها الرجل انّ هذا الذي رفعته صحيح؟ قال : نعم، ثم ابتدأ الرجل باليمين، فقال : و اللّه الذي لا إله الّا هو الطالب الغالب الحيّ القيوم.
فقال له جعفر : لا تعجل في يمينك فانّي أنا استحلف، قال المنصور : و ما أنكرت من هذه اليمين؟ قال : انّ اللّه تعالى حيّ كريم يستحي من عبده إذا أثنى عليه أن يعاجله بالعقوبة لمدحه له، و لكن قل يا أيّها الرجل : أبرأ إلى اللّه من حوله و قوّته و ألجأ إلى حولي و قوّتي انّي لصادق برّ فيما أقول.
فقال المنصور للقرشي : احلف بما استحلفك به أبو عبد اللّه، فحلف الرجل بهذه اليمين، فلم يستتم الكلام حتّى أجذم و خرّ ميّتا، فراع أبا جعفر ذلك و ارتعدت فرائصه، فقال : يا أبا عبد اللّه سر من غد إلى حرم جدّك إن اخترت ذلك، و إن اخترت المقام عندنا لم نأل في إكرامك و برّك، فو اللّه لا قبلت عليك قول أحد بعدها أبدا .
و روى أيضا عن محمد بن عبيد اللّه الاسكندري انّه قال : كنت من جملة ندماء أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر و خواصه و كنت صاحب سرّه من بين الجميع، فدخلت عليه يوما فرأيته مغتمّا و هو يتنفّس نفسا باردا، فقلت : ما هذه الفكرة يا أمير المؤمنين، فقال لي : يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة مقدار مائة و قد بقي سيّدهم و إمامهم.
فقلت له : من ذلك؟ قال : جعفر بن محمد الصادق، فقلت له : يا أمير المؤمنين انّه رجل أنحلته العبادة و اشتغل باللّه عن طلب الملك و الخلافة، فقال : يا محمد و قد علمت انّك تقول به و بامامته و لكنّ الملك عقيم، و قد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيّتي هذه أو أفرغ منه.
قال محمد : و اللّه لقد ضاقت عليّ الأرض برحبها ثم دعا سيّافا و قال له : إذا أنا أحضرت أبا عبد اللّه الصادق و شغلته بالحديث و وضعت قلنسوتي عن رأسي فهي العلامة بيني و بينك فاضرب عنقه، ثم أحضر أبا عبد اللّه (عليه السلام) في تلك الساعة و لحقته في الدار و هو يحرك شفتيه فلم أدر ما الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنّه سفينة في لجج البحار، فرأيت أبا جعفر المنصور و هو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس، قد اصطكّت أسنانه و ارتعدت فرائصه، يحمرّ ساعة و يصفرّ أخرى، و أخذ بعضد أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) و أجلسه على سرير ملكه، و جثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه.
ثم قال له : يا ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟ قال : جئتك يا أمير المؤمنين طاعة للّه عز و جل و لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) و لأمير المؤمنين أدام اللّه عزّه، قال : ما دعوتك و الغلط من الرسول، ثم قال : سل حاجتك، فقال : أسألك أن لا تدعوني لغير شغل.
قال : لك ذلك و غير ذلك ؛ ثم انصرف أبو عبد اللّه (عليه السلام) سريعا و حمدت اللّه عز و جل كثيرا و دعا أبو جعفر المنصور الدوايج و نام و لم ينتبه الّا في نصف الليل، فلمّا انتبه كنت عند رأسه جالسا فسرّه ذلك، و قال لي : لا تخرج حتى أقضي ما فاتني من صلاتي فأحدّثك بحديث، فلمّا قضى صلاته أقبل عليّ و قال لي : لمّا أحضرت أبا عبد اللّه الصادق و هممت به ما هممت من السوء رأيت تنّينا قد حوى بذنبه جميع داري و قصري و قد وضع شفتيه العليا في أعلاها و السفلى في أسفلها و هو يكلّمني بلسان طلق، ذلق، عربيّ، مبين : يا منصور انّ اللّه تعالى قد بعثني إليك و أمرني إن أنت أحدثت في أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) حدثا فأنا أبتلعك و من في دارك جميعا فطاش عقلي و ارتعدت فرائصي و اصطكّت أسناني.
قال محمد بن عبد اللّه الإسكندري : قلت له : ليس هذا بعجيب يا أمير المؤمنين و عنده من الأسماء و سائر الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار، و لو قرأها على النهار لأظلم، و لو قرأها على الأمواج في البحور لسكنت.
قال محمد : فقلت له بعد أيّام : أ تأذن لي يا أمير المؤمنين أن أخرج إلى زيارة أبي عبد اللّه الصادق؟ فأجاب و لم يأب، فدخلت على أبي عبد اللّه و سلّمت و قلت له : أسألك يا مولاي بحقّ جدّك محمد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أن تعلّمني الدعاء الذي تقرأه عند دخولك إلى أبي جعفر المنصور، قال : لك ذلك، ثم علّمه (عليه السلام) الدعاء .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|