المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



احوال ابي عبد اللّه الصادق (عليه السلام)  
  
3660   03:12 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص138-141.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

روي أنه سُعِيَ بابي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) عند المنصور، بانه بعث مولاه المعلّى بن خنيس بجباية الاموال من شيعته، وأنه كان يمد بها محمد بن عبد اللّه، فكاد المنصور ان يأكل كفه على جعفر غيظاً، وكتب الى عمه داود، وهو اذ ذاك أمير المدينة، ان يسيّر اليه جعفر بن محمد (عليه السلام)، ولا يرخص له في التلوّم والمقام، فبعث اليه داود بكتاب المنصور، وقال : اعمل في المسير الى أمير المؤمنين في غد، ولا تتأخر.

قال صفوان الجمال : وكنت يومئذ بالمدينة فأنفذ الي ابو عبد اللّه (عليه السلام) فصرت اليه فقال لي : تعهد راحلتنا فانّا غادون في غد ان شاء اللّه الى العراق، ونهض من وقته وانا معه الى مسجد النبي (صلى الله عليه واله)، وركع فيه ركعات ثم رفع يديه ودعا بدعاء، قال صفوان سألته (عليه السلام) ان يعيد الدعاء عليّ فأعاده وكتبته، فلما اصبح ابو عبد اللّه (عليه السلام) رحلت له الناقة وسار متوجهاً الى العراق حتى قدم مدينة ابي جعفر، واقبل حتى استأذن فأذن له وقربه وادناه، ثم اسند قصة الرافع على ابي عبد اللّه (عليه السلام) ونحن نوردها برواية الشيخ الكليني فروى مسنداً عن صفوان الجمال قال حملت ابا عبد اللّه (عليه السلام) الحملة الثانية الى الكوفة، وابو جعفر المنصور بها، فلما أشرف (عليه السلام) على الهاشمية مدينة ابي جعفر اخرج رجله من غرز الرحل ثم نزل ودعا ببغلة شهباء ولبس ثياباً بيضاً وتكة بيضاء، فلما دخل عليه قال له ابو جعفر : لقد تشبهت بالأنبياء، فقال ابو عبد اللّه (عليه السلام) : وأنَّى تبعدني من ابناء الأنبياء، قال لقد هممت ان ابعث الى المدينة من يعقر نخلها ويسبي ذريتها، فقال : ولم ذاك يا امير المؤمنين، فقال رفع اليّ ان مولاك المعلى بن خنيس يدعو اليك ويجمع لك الأموال، فقال واللّه ما كان، فقال لست ارضى منك الا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي، فقال أبا لأنداد من دون اللّه تأمرني أن أحلف؟ انه من لم يرض باللّه فليس من اللّه في شيء، فقال اتتفقه عليّ، فقال وانى تبعدني من التفقه وانا ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)، قال : فانّي اجمع بينك وبين من سعى بك، قال فافعل، قال فجاء الرجل الذي سعى به فقال ابو عبد اللّه (عليه السلام) : ما هذا قال : فقال نعم واللّه الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم لقد فعلت، فقال له ابو عبد اللّه (عليه السلام) يا ويلك تبجل اللّه تعالى فيستحيي من تعذيبك، ولكن قل برئت من حول اللّه وقوته والتجأتُ الى حولي وقوتي، فحلف بها الرجل فلم يستتمها حتى وقع ميتاً، قال له ابو جعفر لا اصدق بعدها عليك ابداً، واحسن جائزته وردّه.

اقول : قد ظهر من هذه الرواية ومن روايات اُخر أن مجيء الصادق (عليه السلام) من المدينة الى العراق كان اكثر من مرة واحدة، ويظهر من روايات كثيرة ان المنصور احضره (عليه السلام) مرات عديدة ليقتله فدعا اللّه تعالى لكفاية شرِّ المنصور فكفاه اللّه تعالى شرَّه، فكان من دعائه مرة لما احضره ليقتله وطرح له سيفاً ونطعاً، حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي اللّه رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي اللّه لا اله الا هو، عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.

وكان من دعائه (عليه السلام)، لما اخذه صاحب المدينة ووجّه به الى المنصور وكان المنصور استعجله واستبطأ قدومه حرصاً منه على قتله : يا من لا يضام ولا يرام، وبه تواصل الارحام، صلِّ على محمد وآله واكفني شره بحولك وقوتك.

وكان من دعائه (عليه السلام) ايضاً : اللهم انت تكفي من كل شيء، ولا يكفي منك شيء، فاكفنيه
وكان من دعائه (عليه السلام) حين امر المنصور بإحضاره، فلما بصر به قال قتلني اللّه ان لم اقتلك، اتلحد في سلطاني وتبغيني الغوائل.

قال الربيع : وكنت رأيت جعفر بن محمد (عليه السلام) حين دخل على المنصور يحرك شفتيه، وكلما حركهما سكن غضب المنصور، حتى أدناه منه وقد رضي عنه، فلما خرج (عليه السلام) اتبعته وقلت له بأي شيء كنت تحرك شفتيك حتى سكن غضبه، قال بدعاء جدي الحسين بن عليّ (عليه السلام)، قلت : جعلت فداك وما هذا الدعاء، قال : يا عدتي عند شدتي، ويا غوثي في كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام.

قال الربيع : فحفظت هذا الدعاء فما نزلت بي شدة قط الا دعوت به ففرج.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.