أقرأ أيضاً
التاريخ: 25/11/2022
2126
التاريخ: 17-04-2015
3404
التاريخ: 17-04-2015
3484
التاريخ: 3/12/2022
1642
|
روي أنه سُعِيَ بابي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) عند المنصور، بانه بعث مولاه المعلّى بن خنيس بجباية الاموال من شيعته، وأنه كان يمد بها محمد بن عبد اللّه، فكاد المنصور ان يأكل كفه على جعفر غيظاً، وكتب الى عمه داود، وهو اذ ذاك أمير المدينة، ان يسيّر اليه جعفر بن محمد (عليه السلام)، ولا يرخص له في التلوّم والمقام، فبعث اليه داود بكتاب المنصور، وقال : اعمل في المسير الى أمير المؤمنين في غد، ولا تتأخر.
قال صفوان الجمال : وكنت يومئذ بالمدينة فأنفذ الي ابو عبد اللّه (عليه السلام) فصرت اليه فقال لي : تعهد راحلتنا فانّا غادون في غد ان شاء اللّه الى العراق، ونهض من وقته وانا معه الى مسجد النبي (صلى الله عليه واله)، وركع فيه ركعات ثم رفع يديه ودعا بدعاء، قال صفوان سألته (عليه السلام) ان يعيد الدعاء عليّ فأعاده وكتبته، فلما اصبح ابو عبد اللّه (عليه السلام) رحلت له الناقة وسار متوجهاً الى العراق حتى قدم مدينة ابي جعفر، واقبل حتى استأذن فأذن له وقربه وادناه، ثم اسند قصة الرافع على ابي عبد اللّه (عليه السلام) ونحن نوردها برواية الشيخ الكليني فروى مسنداً عن صفوان الجمال قال حملت ابا عبد اللّه (عليه السلام) الحملة الثانية الى الكوفة، وابو جعفر المنصور بها، فلما أشرف (عليه السلام) على الهاشمية مدينة ابي جعفر اخرج رجله من غرز الرحل ثم نزل ودعا ببغلة شهباء ولبس ثياباً بيضاً وتكة بيضاء، فلما دخل عليه قال له ابو جعفر : لقد تشبهت بالأنبياء، فقال ابو عبد اللّه (عليه السلام) : وأنَّى تبعدني من ابناء الأنبياء، قال لقد هممت ان ابعث الى المدينة من يعقر نخلها ويسبي ذريتها، فقال : ولم ذاك يا امير المؤمنين، فقال رفع اليّ ان مولاك المعلى بن خنيس يدعو اليك ويجمع لك الأموال، فقال واللّه ما كان، فقال لست ارضى منك الا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي، فقال أبا لأنداد من دون اللّه تأمرني أن أحلف؟ انه من لم يرض باللّه فليس من اللّه في شيء، فقال اتتفقه عليّ، فقال وانى تبعدني من التفقه وانا ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله)، قال : فانّي اجمع بينك وبين من سعى بك، قال فافعل، قال فجاء الرجل الذي سعى به فقال ابو عبد اللّه (عليه السلام) : ما هذا قال : فقال نعم واللّه الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم لقد فعلت، فقال له ابو عبد اللّه (عليه السلام) يا ويلك تبجل اللّه تعالى فيستحيي من تعذيبك، ولكن قل برئت من حول اللّه وقوته والتجأتُ الى حولي وقوتي، فحلف بها الرجل فلم يستتمها حتى وقع ميتاً، قال له ابو جعفر لا اصدق بعدها عليك ابداً، واحسن جائزته وردّه.
اقول : قد ظهر من هذه الرواية ومن روايات اُخر أن مجيء الصادق (عليه السلام) من المدينة الى العراق كان اكثر من مرة واحدة، ويظهر من روايات كثيرة ان المنصور احضره (عليه السلام) مرات عديدة ليقتله فدعا اللّه تعالى لكفاية شرِّ المنصور فكفاه اللّه تعالى شرَّه، فكان من دعائه مرة لما احضره ليقتله وطرح له سيفاً ونطعاً، حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي اللّه رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي اللّه لا اله الا هو، عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.
وكان من دعائه (عليه السلام)، لما اخذه صاحب المدينة ووجّه به الى المنصور وكان المنصور استعجله واستبطأ قدومه حرصاً منه على قتله : يا من لا يضام ولا يرام، وبه تواصل الارحام، صلِّ على محمد وآله واكفني شره بحولك وقوتك.
قال الربيع : وكنت رأيت جعفر بن محمد (عليه السلام) حين دخل على المنصور يحرك شفتيه، وكلما حركهما سكن غضب المنصور، حتى أدناه منه وقد رضي عنه، فلما خرج (عليه السلام) اتبعته وقلت له بأي شيء كنت تحرك شفتيك حتى سكن غضبه، قال بدعاء جدي الحسين بن عليّ (عليه السلام)، قلت : جعلت فداك وما هذا الدعاء، قال : يا عدتي عند شدتي، ويا غوثي في كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام.
قال الربيع : فحفظت هذا الدعاء فما نزلت بي شدة قط الا دعوت به ففرج.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|