المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لا تعتبر كل الامور ضرورية  
  
1429   01:52 صباحاً   التاريخ: 31-7-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص297-299
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-26 198
التاريخ: 21-11-2020 1994
التاريخ: 25-5-2018 2036
التاريخ: 8-10-2020 1665

إن مفهوم عدم الاهتمام بصغائر الامور في الحياة يعتبر في حد ذاته كما لو كنت تعتبر الحياة امرا عاجلا – بالطبع هناك بعض الحالات العاجلة التي تتعامل معها في الحياة وهي امور صعبة .

ولكن فيما يتعلق بالجزء الاكبر , فان الامور العادية واحداث الشهور والتحديات والتعاملات والمسؤوليات , يجب ان نحرص على ان لا تندرج تحت تلك التقسيمات المهمة .

ان العلاقة المرضية تشبه الملاذ حيث تبعث على الاسترخاء وتهدئ الاعصاب وتعيد الثقة بالنفس . ولسوء الحظ عندما نعتاد على تحويل كل المشاحنات الصغيرة والصعاب اليومية الى امور ضرورية جدا فأننا نوجه رسالة لشريكنا باننا لا نوفر التأثير المهدئ , فبدلا من ان نكون باعثين على الاطمئنان نبدو كمن يتعامل مع قنبلة موقوتة بسبب العصبية – لأننا نشعر بالتوتر والقلق ولا يكون القرب منا مبهجا البتة .

لا يوجد من يظل هادئا طوال الوقت ولا حتى يكاد الا انه من المهم ان نضع الامور في نصابها  وندرك ان العديد من الامور التي تثير غضبنا واستياءنا ليست في حقيقتها امور كبيرة لكنها بكل تأكيد جزء من حياتنا اليومية .

ان من بين الاقوال المقتبسة التي نفضها في هذا الموضوع هي اقوال الفريد د . سوزا : (( لقد بدا لي منذ زمن طويل ان حياتي الحقيقية سوف تبدا بالعقبات التي كانت تصادمني دائما في الطريق , مثل بعض الامور التي يجب علي ان أواجهها منذ البداية , كذلك بعض الاعمال غير المكتملة , كما كان علي القيام بالعديد من الاعمال , وديون يجب علي سدادها , وبعد ذلك يمكن لحياتي ان تبدا , لكن في النهاية تبين لي ان تلك العقبات كانت هي كل حياتي )) .

عندما ننظر للعقبات والمشاحنات التي نمر بها كما لو كانت مكملة لحياتنا , الا اننا نعتبرها امرا يعترض طريق حياتنا , فان هذا الطريق سوف تجعل التعامل مع كل الامور اكثر سهولة . وهذا شيء مفيد بصورة خاصة لنوليه الاهتمام في علاقتنا ; لان ذلك يتيح لنا ان نوفر المجال والحرية لشريكنا لكي يشعر انه انسان , يمكنه الوقوع في الخطأ , وقد يتفوه احيانا او يقوم بأمور ليست صحيحة ونحن جميعا نعلم انها حدث لنا جميعا .

ان اعظم الهبات التي منحتها لي كريس هو عدم توقعها مني ان اصل لمرتبة الكمال , انها سريعة المغفرة والمسامحة وتكاد لا تصعد الامور بشان الاخطاء التي ارتكبها , وفي اغلب المواقف لا تتعامل مع اي موقف كانه حالة ضرورية – الا في المواقف العاجلة الحقيقية – مما يجعل تواجدي معها مريح ويسهل علي ان احبها .

لقد لاحظت القابلية المتشابهة بشدة عند معظم الازواج الذين عرفتهم , ويتمتعون بمشاعر طيبة وخالية من التوتر فيما بينهم . وكم هي العادة فان احد الازواج او كليهما لا يتعامل مع الامور العادية كما لو كانت بالغة الاهمية بدلا من ان يقوموا بالتصرف بصورة عفوية بحكم العادة او يبالغون في اظهار السلبيات فان لهم طريقتهم في التعامل مع بعض الامور بثبات وبدون تردد .

وبصورة واضحة فلكل منا مزاج وحساسية مختلفة , ولا نستطيع جميعا ان نظل محتفظين بهدوئنا . وكقاعدة عامة , فأننا نعرف ان غالبية الافراد بإمكانهم ان يتحملوا البقاء محتفظين بهدوئهم اكثر وان يظلوا اكثر استرخاء , وربما اقل انفعالية تجاه (( شؤون )) الحياة اليومية , وليس دائما وانما في اغلب الاوقات فان شريكك سوف يقدر اي مجهود تبذله من اجل ان تصل لتلك الغاية .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.