هناك عوامل شبه مادية كثرة بين الصحف تكاد تصبها في قالب واحد ، فالورق الذي تستخدمه الصحف ذو صفات عامة واحدة ، وحروف الطباعة وحدة مقاييسها في مختلف الكتابات ، ومساحة الصفحات تكاد تكون واحدة في كل من الصحف العادية الحجم والصحف النسبية الحجم  ، كما ان عدد أعمدة الصحف قد وحد في كل من هذين النوعين الا ما ندر ، ومع ذلك فهناك عوامل أخرى كثيرة تشترك في تكوين الشخصية المميزة لكل صحيفة . ويدخل في هذه العوامل سياسة النشر والتحرير ، وطريقة استيفاء الأنباء وأسلوب الكتابة والصور ، وارتباط الصحيفة بجمهور معين من القراء ، وغير ذلك من العوامل المتعلقة بالموقف الذي تتخذه الصحيفة في أدائها لمهمتها بشكل عام .  وتلتقى أكثر هذه العوامل التي تبرز شخصية الصحيفة في خصائصها التيبوغرافية وأسلوب اخراجها . فأنواع الوحدات التيبوغرافية التي تستخدمها الصحيفة ، وطريقتها في استخدام هذه الوحدات ، ومذهبها في ترتيب الموضوعات وابراز الانباء ، كل هذا يعبر عن شخصيتها أقوى تعبنير . وباستقراء مظهر الصحيفة يمكن الحكم على طابعها . ومهما تكن شخصية الصحيفة ، فعلى مخرجها تقع مهمة ابراز هذه الشخصية من خلال كيانها التيبوغرافي . ولا يعني هذا مطلقاً ان تبدو الصحيفة كل يوم في شكل واحد ، أو أن يكون لها مظهر ثابت ، بل ينبغي ان يكون هناك أكثر من وسيلة لتحقيق منهج اخراجي واحد ، وللتعبير عن السياسة التي اختطتها الصحيفة لنفسها نشراً وتحريراً . والمخرج الماهر هو الذي يحاول ان يغني في تيبوغرافية الصحيفة يوماً بعد يوم ، بحيث يحتفظ دائماً بطابعها الأصيل ويحقق ما وراء هذا الطابع من فلسفة معينة .