أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2020
2081
التاريخ: 13-9-2020
1969
التاريخ: 20-9-2020
1971
التاريخ: 14-8-2020
2138
|
مالك الأشتر آية ربانية بشر بها النبي ( صلى الله عليه وآله )
فقد وعد أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) بآية ربانية في معركة اليرموك هي مالك الأشتر رضي الله عنه ! فعندما أرسل أبو عبيدة إلى عمر يطلب المدد ، فخاف عمر والصحابة وبكوا ، قال لهم علي ( عليه السلام ) كما في رواية الواقدي ( 1 / 177 ) : « أبشروا رحمكم الله تعالى ، فإن هذه الوقعة يكون فيها آية من آيات الله تعالى . . واعلموا أن هذه الوقعة هي التي ذكرها لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) التي يبقى ذكرها إلى الأبد » .
وعندما برز ماهان وهو القائد العام لجيوش الروم ، كان ينبغي أن يبرز إليه أحد قادة الجيوش : خالد ، وأبو عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وعمرو العاص ، وشرحبيل ، لكنهم كاعوا عنه وسكتوا ، وبرز إليه مالك الأشتر فقتله ، ثم برز اثنان من قادتهم فقتلهما ، ثم حمل عليهم حملاته الحيدرية فقتل ثمانية أو عشرة من قادة الروم ! وكفى بذلك تأثيراً على جيش غربي يتصف بمركزية غليظة ، تجعل الجندي يعتمد على قائده أكثر من اعتماده على نفسه .
فعندما رأوا نخبة قادتهم مجندلين وقع فيهم الرعب ، فاغتنم تلك الفرصة المسلمون وحملوا عليهم ، فانهزمت الروم أول هزيمة لهم يومها !
ويضاف إلى الآية الربانية وهي بطولة الأشتر ، عوامل أخرى كملت النعمة ، وهي رعب الروم من المسلمين الذين آمنوا بعمق بنبيهم ( صلى الله عليه وآله ) ودينهم الجديد ، فهم يحبون الموت بقدر ما يحب الروم الحياة !
ثم عادة الروم والفرس في الحرب ، بربط جنود ببعضهم بالسلاسل حتى لا يفروا ، وقد أقنعوا جنودهم بأن ذلك علامة الشجاعة والتضحية ، فكان الخوف يسري من الجندي إلى مجموعته !
إن المؤكد أنه وقعت هزيمة ساحقة بالروم ، لكن لا يمكنك أن تقبل ما قاله رواة السلطة في كيفيتها ، فقد غيبوا فعل الأشتر ، وجعلوا الهزيمة أسطورة لا تقبل التصديق ، فزعموا أن أكثر من مئة ألف جندي رومي رموا أنفسهم من الفزع في واد سحيق سموه الواقوصة ، لأنهم وقصوا فيها وماتوا !
وكأن ما حدث عرس موت هستيري جماعي ليوم كامل ، وهذا لا مثيل له في التاريخ ، لأنه رميهم أنفسهم بخيولهم أو راجلين يحتاج إلى يوم كامل !
أما سبب هذه المبالغة والأسطورة، فهو::
أولاً : ميل الناس إلى العنتريات والافتخار !
وثانياً : حرص الرواة والحكومات على إخفاء بطولة ثلاثين أو خمسين بطلاً ، كانوا في مقدمة المسلمين ، وتميزوا بحملاتهم الحيدرية ، فقتلوا أبطال الروم وفرسانهم ، واكتسحوا جنودهم ، ونسفوا قواتهم !
فهل تريد من الرواة أن يقولوا إن فلاناً وفلاناً من شيعة علي بن أبي طالب وتلاميذه ، غاصوا في أوساط الروم وقتلوا أصحاب الرايات ، وجندلوا القادة والفرسان ، فارتبكت صفوف الروم وأصيبوا بالرعب فحمل عليهم المسلمون بينما كان خالد وأبو عبيدة وعمرو العاص وابن أبي سفيان ، في مؤخرة الناس !
فالأسهل لهم أن يقولوا إن خالداً وضرار بن الأزور والقعقاع بن عمرو حملوا على جيش الروم وكان مئات الألوف، فارتعب الروم ودفع بعضهم بعضاً ، ورموا أنفسهم بخيولهم في وادٍ سحيق ، فجزى الله خالداً وضراراً والقعقاع على بطولتهم ، وجزى الله خيل الروم التي رمت بنفسها على خلاف طبيعتها ! وجزى الله الواقوصة فقد وقصت مئة ألف مقاتل ، وجذبتهم إليها وابتلعتهم ! واليك بعض نصوصهم عن الهزيمة ، ومبالغاتهم في بطولة خالد وأمثاله :
في تاريخ دمشق : 2 / 161 : « فتهافت في الواقوصة عشرون ألفاً ومائة ألف ، ثلاثون ألفاً مقترن ، وأربعون ألفاً مطلق ، سوى من قتل في المعركة من الخيل والرجل » .
قال الواقدي في فتوح الشام : 1 / 166 : « فلقيهم خالد بن الوليد فصاح في رجاله وقال : دونكم القوم فهذه علامة النصر . قال : فانتضى المسلمون السيوف ومدوا الرماح وحمل خالد بن الوليد ، وحمل ضرار بن الأزور ، والمرقال ، وطلحة بن نوفل العامري ، وزاهد بن الأسد ، وعامر بن الطفيل ، وابن أكال الدم ، وغير هؤلاء من الفرسان المعدودين للبراز ، فلم يكن للروم طاقة بهم فولوا منهزمين والمسلمون يقتلون ويأسرون حتى وصلوا إلى الأردن ، فغرق منهم خلق كثير » .
أقول : أما خالد فكان لا يحمل في الحرب في المقدمة أبداً ، وأثبتنا في ترجمته وفي حرب اليمامة بأنه كان يقف آخر الناس . وأما ضرار بن الأزور فقتل في اليمامة قبل سنوات!
وأما عامر بن الطفيل فقتله جبلة بن الأيهم ملك غسان مبارزة، ثم قتل ابنه جندب مبارزة أيضاً. ( الواقدي : 1 / 210 ) .
وأما هاشم بن عتبة المرقال فهو ثاني مالك الأشتر رضي الله عنهما ، ومن أبطال الشيعة ، وقد أفلت من الراوي ، فذكره .
وأما زاهد بن أسد ، وطلحة بن نوفل العامري ، وابن أكال الدم ، فلم أجد لهم ذكراً عند أحد من المؤرخين ، إلا الواقدي ، وفي هذا المكان فقط !
فلا ندري من أين أتى بهم الواقدي ، أو رواته ، أو محرفوا كتابه !
ونلاحظ أن الرواية جعلت هؤلاء محور المعركة ، وأشارت إشارة إلى غيرهم من أبطال المسلمين ، الذين هم أشجع منهم وأشد نكاية في العدو .
وقال الطبري : 2 / 599 : « عن رجال من أهل الشام ومن أشياخهم قالوا : لما كان اليوم الذي تأمَّر فيه خالد هزم الله الروم مع الليل ، وصمد المسلمون العقبة وأصابوا ما في العسكر ، وقتل الله صناديدهم ورؤوسهم وفرسانهم ، وقتل الله أخا هرقل وأخذ التذارق .
وانتهت الهزيمة إلى هرقل وهو دون مدينة حمص فارتحل ، فجعل حمص بينه وبينهم وأمر عليها أميراً وخلفه فيها ، كما كان أمر على دمشق ، وأتبع المسلمون الروم حين هزموهم . . ولما صار إلى أبى عبيدة الأمر بعد الهزيمة نادى بالرحيل ، وارتحل المسلمون بزحفهم ، حتى وضعوا عساكرهم بمرج الصفر » .
أقول : لاحظ أن الرواية قول أهل الشام أتباع معاوية ، الذي تبنى خالداً ، ثم تبنى ابنه عبد الرحمن وكان قائد جيشه ، وكان أهل الشام يحبون عبد الرحمن ، فطلبوا من معاوية أن يجعله ولي عهده بدل يزيد ، فلما رأى معاوية تعلقهم به ، دس إلى طبيبه الرومي أثال أن يسمه فسمه ، وكان أخوه المهاجر بن خالد وكان شيعياً صلباً ، فجاء من مكة وقتل الطبيب ، فحبسه معاوية ، فقال له : قتلت المأمور وبقي الآمر ! ومهما يكن ، فالرواية تريد إثبات منقبة كاذبة لخالد ، فهي تقول : إنه لم يكن من القادة الأربعة ، لكنه خلط جنوده الخمس مئة بجنودهم ، ووعظهم وأقنعهم أن يكون كل منهم قائداً يوماً ، وطلب أن يعطوه القيادة في اليوم الأول ! فأعطوه القيادة فحقق النصر ، وانهزم الروم . وفي اليوم الثاني جاء دور أبي عبيدة في القيادة، فلم يكن له عمل إلا جمع الغنائم ، والانسحاب بالمسلمين المنتصرين !
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|