أقرأ أيضاً
التاريخ: 29/9/2022
1603
التاريخ: 30-3-2016
2978
التاريخ: 29/10/2022
1555
التاريخ: 20-10-2015
3246
|
روي في الكتب المعتبرة انّه حجّ هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام أي استلام الحجر الأسود من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه و أطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل عليّ بن الحسين (عليه السلام) و عليه إزار و رداء، من أحسن الناس وجها و أطيبهم رائحة، بين عينيه سجّادة كأنّها ركبة عنز، فجعل يطوف فإذا بلغ الى موضع الحجر تنحّى الناس حتى يستلمه هيبة له.
فقال شاميّ: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا أعرفه، لئلّا يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق و كان حاضرا: لكنّي أنا أعرفه، فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟
فأنشأ الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها الى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
و ليس قولك من هذا؟ بضائره العرب تعرف من انكرت و العجم
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله بجدّه انبياء اللّه قد ختموا
مقدم بعد ذكر اللّه ذكرهم في كل فرض و مختوم به الكلم
يستدفع الضر و البلوى بحبهم و يسترب به الاحسان و النعم
ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الارض؟ قيل هم
ما قال لاقط الّا في تشهده لو لا التشهد كانت لاؤه نعم
فغضب هشام و منع جائزته، فحبسوه بعسفان بين مكة و المدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين (عليه السلام)فبعث إليه باثني عشر الف درهم و قال: اعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردّها و قال: يا ابن رسول اللّه ما قلت الذي قلت الّا غضبا للّه و لرسوله و ما كنت لأرزأ عليه شيئا.
فردّها إليه و قال: بحقّي عليك لما قبلتها فقد رأى اللّه مكانك و علم نيتك، فقبلها .
و في رواية انّه: لما طال الحبس عليه و كان هشام يوعده بالقتل شكا الى عليّ بن الحسين (عليه السلام) فدعا له فخلّصه اللّه، فجاء إليه و قال: يا ابن رسول اللّه انّه محا اسمي من الديوان، فقال : كم كان عطاؤك؟ قال: كذا، فأعطاه لأربعين سنة، و قال (عليه السّلام) : لو علمت انّك تحتاج الى أكثر من هذا لأعطيتك، فمات الفرزدق بعد أن مضى أربعون سنة .
يقول المؤلف: اسم الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة التميمي المجاشعي، و كنيته أبو فراس، و لقبه الفرزدق، و هو من أعيان شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) و مدّاح أهل بيت النبوة، و له سلف صالح ذو مفاخر باهرة.
و في الاصابة انّه وفد غالب أبو الفرزدق و كان من كرماء عصره ولديه من الابل ما لا يحصى و قد وفد على الإمام و هو في البصرة على عليّ (عليه السلام) و معه ابنه الفرزدق، قال (عليه السّلام) : من هذا الفتى معك؟ قال: ابني الفرزدق و هو شاعر، فقال: علّمه القرآن فانّه خير له من الشعر فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه و آلى أن يحل نفسه حتى يحفظ القرآن .
و بملاحظة هذه القصيدة التي تبلغ أربعين بيتا، يعلم مدى تسلّطه على فن الشعر و الأدب و تبحّره فيهما سيما إذا كان على نحو الارتجال.
و نقل المحقق البهبهاني عن جدّه تقي المجلسي (رضوان اللّه عليهما) ان عبد الرحمن الجامي- و هو سني المذهب - نظم هذه القصيدة بالفارسية في سلسلة الذهب و ذكر انّ امرأة رأت الفرزدق في المنام بعد موته فسألته عن صنع اللّه به، فقال: قد غفر اللّه لي بسبب تلك القصيدة التي أنشأتها في مدح عليّ بن الحسين (عليه السّلام) ؛ ثم قال الجامي: من الجدير أن يغفر اللّه لجميع المخلوقات بسبب تلك القصيدة الغرّاء.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|